مرضى الحساسية الصدرية
صفحة 1 من اصل 1
مرضى الحساسية الصدرية
يتميز مرضى الحساسية الصدرية أو ما يسمى بالربو القصبي (الحيطة) بجهاز تنفسي حساس وبشكل خاص في حال تعرضه لبعض العوامل المحسسة (المؤرجة) أو المخرشة حيث يؤدي إلى تضيق القصبات الهوائية والقصيبات نتيجة حدوث التهاب موضعي لجدران هذه القصبات مع زيادة إفراز المواد المخاطية داخل القصبات بالإضافة الى حصول تضيق في القصبات الهوائية يؤدي إلى أعراض الربو والتي هي السعال المزمن.
وبشكل رئيسي خلال فترات الليل والصباح مع صعوبة التنفس ويكون تنفس المريض صعباً، حيث يكون على شكل صفير مميز، والربو القصبي مرض شائع الانتشار بين الأطفال، وتتراوح نسب الإصابة به في الخليج العربي بين 15 إلى 20% من الأطفال في فترة ما من مراحل أعمارهم وهي نسبة عالية مقارنة بالدولة الأخرى، وتلعب عوامل زيادة الرطوبة واستعمال المكيفات دوراً مؤهباً في زيادة نسبة الإصابة به.
إن معظم الأطفال المصابين هم دون الأربع إلى الخمس سنوات من العمر، ولكن قد تظهر الحساسية في الجهاز التنفسي منذ الأشهر الأولى من العمر على شكل التهاب القصبات الشعري والذي يصيب الأطفال الرضع، وقد يتطور في المستقبل إلى حساسية صدر،
ويتميز الربو بفرط حساسية الطرق الهوائية لمواد محسسة أو مؤرجة بعينها يترافق مع انسداد في تلك الطرق الهوائية قابل للتراجع في حال معالجة الطفل، والربو القصبي يعد سليماً في الأطفال حيث أن أكثر من 50% من الأطفال المصابين يصبحون بصحة جيدة ولا توجد لديهم أي أعراض سريرية للربو عند سن البلوغ في حال حصول الطفل على علاج منظم وفعال في مرحلة الطفولة والذي يحتاج إلى متابعة مستمرة للحيلولة دون استمرار هذا المرض إلى البلوغ، حيث تجدر الإشارة إلى بقاء الاستعداد لديهم لتحسس الجهاز التنفسي طوال حياتهم.
قد يحدث الربو نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة معينة كالغبار ودخان السجائر والمحروقات ورائحة الأصباغ والعطور، أو قد تكون نتيجة عوامل مناعية وهي عبارة عن مواد تسمى المؤرجات مثل غبار الطلع والصوف وريش الطيور والحيوانات وعث الفراش والموكيت والستائر، وهذه المؤرجات تتحد على سطح القصبات الهوائية وتؤدي إلى تحرير أو إطلاق العديد من المواد كالهيستامين والليكوترين ومواد أخرى عديدة، مثل مادة(التأق بطيئة التفاعل SRA
)
ويسمى هذا النوع بالربو «الاليرجائي». وتلعب العوامل البيئية دوراً مهماً جداً في الإصابة بأمراض الحساسية، فالعث (
Mite) على سبيل المثال كثيراً ما ربط بمرض الربو القصبي، بل في الحقيقة هو من أهم مسببات هذا المرض الذي يعاني منه مئات الملايين في أنحاء الكرة الأرضية.
فحشرة الفراش المنزلية (العث) هي كائن صغير جداً (مجهري) يمكنها أن تتواجد في كافة أنحاء المنزل وبشكل خاص في المخدة (الوسادة) وفي الفراش، حيث قد يصل عددها إلى عشرة ملايين حشرة في الفراش الواحد، وقد تتواجد في ألعاب الأطفال المصنوعة من القماش كالعرائس وكذلك في الموبيليا والسجاد والموكيت والشراشف وخلافه. وتلعب عوامل الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة دوراً مهماً جداً في الإصابة بالحاسسية،
حيث تؤدي إلى زيادة عدد هذه الحشرات في أماكنها المختارة وتعتمد هذه الحشرة في تغذيتها على الشعر المتساقط والجلد الميت الذي يبقى في الفراش في حال عدم تهوية الفراش وتنظيفه بشكل متواتر وتعريضه لأشعة الشمس. وفي السنوات الأخيرة أثبت العديد من البحوث وجود علاقة بين إفرازات العث وبين التهيجات الربوية للجهاز التنفسي.
وقد يكون الربو نتيجة تكرار الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بالفيروسات، وخاصة (
R.S.V)، ويحدث بشكل خاص عند الرضع والأطفال خلال أول سنتين بعد الولادة وتكون الإصابة بالرشح أو الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المهمة لتكرار حدوث الأزمات الحادة، وكذلك فإن ارتفاع نسبة رطوبة الجو واستعمال المكيفات تلعب دوراً مهماً في زيادة فرصة التعرض للإصابة في حال وجود الاستعداد الإرثي.
هنالك استعداد عائلي للإصابة بأمراض الحساسية كالربو أو الاكزيما الجلدية، حيث تتكرر الإصابات في بعض الأسر بعينها وتلعب الظروف المنزلية المهيئة لحدوث الحساسية دوراً مهماً في إظهار هذا الاستعداد الإرثي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال حديثي الولادة لأمهات مدخنات لم يمتنعن عن التدخين خلال فترة الحمل والأطفال الرضع خلال مراحل الطفولة الأولى والذين تعرضوا للتدخين السلبي هم مؤهبون وبشكل كبير للإصابة بهذا المرض الخطير.
يعتمد تشخيص الربو على الفحص السريري للطفل والتشخيص ليس بالمعضلة، وقد يلجأ أحياناً لإجراء بعض الفحوص المخبرية بالإضافة إلى صورة شعاعية للصدر عند الضرورة.
يتم إجراء اختبارات لقياس وظائف الرئة للأطفال الأكثر من 8 سنوات، وحديثاً هنالك بعض الأجهزة التي تقيس عدة مؤشرات في وظائف الرئة على الأطفال الرضع والأطفال دون السنوات الخمس، حيث تتم متابعة الحالة وتعديل الأدوية الخاصة بالربو حسب هذه المؤشرات وتغيراتها.
ويمكن التعرف على المادة التي تثير الجهاز المناعي (المادة المؤرجة ـ المحسسة) عن طريق اختبارات خاصة (اختبارات الحساسية)، مثل الاختبارات الجلدية والتي تتم عن طريق الزرق تحت الجلد لمجموعة كاملة من المواد المعروف عنها أنها تسبب الحساسية وبكمية قليلة جداً، ومن بعد ذلك فحص الجلد للتعرف على المادة المحسسة إن وجدت والتي تسبب عادة تفاعلاً جلدياً مكان زرقها.
وقد يلجأ إلى دراسة أسباب الحساسية عن طريق فحص الدم وذلك بمعايرة مستوى الأجسام المناعية لمجموعة من المواد التي تؤثر على الجهاز التنفسي عن طريق الاستنشاق كفرو الطيور والحيوانات والعث وخلافه أو التي تؤدي إلى الحساسية عن طريق الطعام كصفار البيض والسمك والموز والمانجو وخلافه، وهذا ما يسمى بالحساسية الغذائية
Allergy Profil.
العلاج
يعتبر استعمال الموسعات القصبية عن طريق الاستنشاق لعلاج الربو العلاج الأمثل حالياً وذلك حسب المراجع العلمية الحديثة، حيث إن إعطاء الدواء بالاستنشاق يقلل الأعراض الجانبية للموسعات القصبية التي كانت تعطى سابقاً عن طريق الفم أو عن طريق الزرق في الوريد أو العضل أو تحت الجلد.
إذ إن إعطاء الدواء عن طريق الاستنشاق وبجرعات قليلة جداً يؤدي إلى الغرض المطلوب وهو علاج للتشنج القصبي بشكل أسرع وفي الوقت نفسه يقلل وبشكل ملحوظ الأعراض الجانبية للموسعات القصبية مثل: سالبيوتامول والألبيوترول والسالميترول، والتي قد تؤدي عند إعطائها عن طريق الفم أو الزرق إلى تسرع القلب ورجفان الأيدي ونقص بوتاسيوم الدم.
وتعتمد جدوى فاعلية الموسعات الصلبية عن طريق الاستنشاق على الطريقة أو الأداة التي تستعمل لإعطاء الدواء حيث تتوفر في الصيدليات عدة أشكال منها البخاخ والذي يستعمل من قبل الأطفال فوق الأربع إلى خمس سنوات من العمر والبالغين، ويحتاج إلى تدريب على طريقة الاستعمال،
حيث يحتاج إلى تزامن بين الاستنشاق وضغط البخة في الفم، وقد يلجأ في حال الأطفال الصغار إلى استعمال اسطوانة صغيرة توضع على الفم والأنف ويثبت بالجهة الأخرى منها بخاخة الدواء حيث يقوم الأهل بضغط البخاخ بخة واحدة ويخزن الدواء في الاسطوانة والقناع، ويقوم الطفل باستنشاق الدواء خلال ثوان عدة.
ويمكن استعمال جهاز البخاخ أو ما يسمى بالنبيوليزر للأطفال ويعتبر الطريقة المثلى لعلاج الأطفال الصغار بشكل خاص حيث يتم وضع الدواء بالإضافة إلى السائل الملحي ويستنشق الدواء خلال دقائق عدة عن طريق قناع خاص يثبت على الوجه.
وقد يلجأ إلى استعمال بعض المركبات الستيروئيدية المضادة للالتهاب عن طريق الاستنشاق للسيطرة على بعض الحالات المتوسطة إلى الشديدة أحياناً، وهنا يراعى غسل الوجه ومضمضة الفم بعد استعمال الدواء منعاً لأي أعراض جانبية.
وقد يضطر الطبيب إلى استعمال أدوية أخرى عن طريق الفم لكل منها فائدته الخاصة وذلك حسب شدة الحالة وتقدمها، وكذلك تبعاً لكون الحالة حادة أو للوقاية من الهجمات الحادة وذلك بإعطاء أدوية خاصة ما بين نوبات الربو الحادة. مثل مضادات الليوكوترين وتعطى عن طريق الفم على شكل حبوب.
الوقاية من الربو
يحتاج علاج الربو إلى متابعة لفترة زمنية طويلة، وأكثر من 50% من الأطفال يشفون من الربو إذا ما توفرت الظروف المناسبة من حيث المتابعة الصحية وتجنب العوامل التي تؤدي لتكرار النوبات ومن أهمها تجنب دخان السجائر في البيت والحد من الغبار المنزلي وذلك بغسل أغطية الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار ومن الأفضل عدم استعماله في غرف الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار
ومن الأفضل عدم استعماله في غرف الأطفال على الأقل. وكذلك تجنب تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب، ويجب معالجة حالات الرشح والتهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي يصاب عند الطفل بشكل فوري وتهوية المنزل بطريقة صحية وبشكل يومي.
وبشكل عام فإن استعمال بعض أدوية الربو عن طريق جهاز التبخير يعتبر طريقة فعالة لمعالجة معظم حالات الربو والأعراض الجانبية التي تحصل من الأدوية الموسعة للقصبات تكون نادرة جداً إذا ما أعطيت جرعات الدواء بدقة وحسب وزن الطفل مقارنة بإعطاء الأدوية نفسها عن طريق الفم أو الزرق، وان استخدام هذا الجهاز البسيط لا يؤدي كما يظن البعض إلى التعود على استعماله.
الربو والرياضة
قد تكون الرياضة لدى بعض الأطفال المصابين بالربو عاملاً مهماً لتحريض نوبة جديدة من السعال، وهنا وفي حال تشخيص هذا النوع من الربو والذي سمى بالربو المثار بالمجهود فإنه على الأهل إعطاء الطفل بعض الموسعات القصبية قبل ممارسة الرياضة كاستعمال بخاخ الفينتولين.
العلاج المناعي
تتبع العديد من المراكز الاستشارية المتخصصة في علاج الحساسية والربو الرئوي في العديد من دول العالم وبشكل خاص الدول الاسكندنافية بروتوكولا خاصا يعتمد على ما يسمى بالعلاج المناعي، ويتم ذلك بحقن جرعات ضئيلة محددة من المادة المؤرجة التي ثبت انها تحدث الحساسية للمريض تحت الجلد وبفواصل زمنية ثابتة ولفترات طويلة قد تستمر لسنوات عدة، كعلاج قد يكون مفيدا للعديد من الامراض التحسسية والربو.
ويعتمد العلاج في الأساس على بناء مستويات عالية التركيز من الأجسام المناعية (IGE) المضادة للأجسام المؤرجة، وبمستويات ثابتة على مدار السنة من خلال إعطاء اللقاح بشكل مستمر، وكذلك وجد أن هذا العلاج يقلل فرصة إفراز مادة الهيستامين المهمة في حصول أي تفاعل.
العلاج مفيد في حالات الربو التحسسي المثبت بالاختبارات الجلدية والمناعية والتهاب الأنف التحسسي، والحساسية للدغة الحشرات، وتجدر الاشارة إلى ان نتائج العلاج ما زالت غير واضحة في حالات الحساسية نتيجة المواد الصناعية المحسسة والحساسية لبعض المواد الغذائية.
العلاج يعتمد على إعطاء هذه الحقن في فترات ما بين 1 ـ 3 مرات أسبوعياً، ولفترة زمنية قد تصل الى 5 ـ 6 شهور، ومن ثم تعطى الحقن بفاصل أسبوعين ثم ثلاثة أسابيع ثم أربعة أسابيع، وتحديد الفترات يعتمد على استجابة المريض للعلاج وتقدير الطبيب المعالج.
الحالات التي تستفيد من هذا العلاج هي حالات الحساسية ذات العلاقة الثابتة بين حصول أعراض الحساسية، واستنشاق المريض لمادة معينة بذاتها، بحيث تكون السيطرة على تعرض المريض لهذه المادة المؤرجة مستحيلة كغبار الطلع أو الغبار المنزلي، وكذلك الربو التحسسي لمادة معينة، يتم تحديدها عن طريق الاختبارات الجلدية والمناعية، وكذلك في حال تعذر السيطرة الدوائية على الربو الشديد بالأدوية المستعملة حاليا.
ويجب ان يوضع في الاعتبار قبل البدء في العلاج، إمكانية تعاون الأهل بحيث يكونوا مستعدين للمثابرة على إحضار الطفل لأخذ العلاج حسب جدول زمني محدد، وبحيث يكونون قادرين أيضاً على تكاليف العلاج المرتفعة نسبياً.
ويجب ان يتم العلاج بوساطة أيد خبيرة، إذ في بعض الأحيان قد يحصل تحسس خلال نصف ساعة من إعطاء الحقنة، وهنا يجب أن يكون الطبيب المعالج مستعدا للسيطرة عليه في حال حصوله وكذلك قد يحصل نادراً تصعيد لأعراض الربو الليلة التي تلي إعطاء الحقنة وتتم السيطرة عليها بتعديل كميات الدواء التي يستعملها المريض بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
والعلاج متوفر في العديد من المراكز في المنطقة العربية ودولة الإمارات العربية والنتائج جيدة في حال اختيار المريض المناسب لهذا العلاج وضمان استمرار المريض بالمتابعة على الشكل المطلوب وحسب درجة شدة الحالة.
300 مليون مريض بالربو حول العالم
قالت دراسة حديثة ان في العالم حالياً نحو 300 مليون مريض بالربو. وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة «نيوساينست» ان من المتوقع أن يزيد هذا الرقم خلال العشرين عاماً المقبلة ليصل إلى مئة مليون شخص.
وأوضحت الدراسة ان 40% من الأطفال الأميركيين يعانون من إلتهاب الأغشية المخاطية في الأنف وأنواع مختلفة من الحساسية، عدا عن 15% من الأطفال في أوروبا وفي اليابان.
وأكدت الدراسة ان حساسية الصدر قد زادت أكثر في الفترة ما بين عام 1989 وحتى عام 1996. (أ.ش.أ)
توعية المرضى ضرورية
أوصى خبير متخصص في أمراض الصدر والرئة بفرنسا بضرورة توعية مرضى الربو بحالتهم الصحية وأسلوب علاجهم خاصة وأن كثيرا من المرضى لا يلتزمون بشكل جيد بأسلوب علاجهم أو التوجه إلى المراكز المتخصصة في علاج الربو.
وأوضح البروفسور دانيل فرفوليه بمستشفى سانت مارجريت في مارسيليا بفرنسا أن عدد المصابين بالربو في العالم قد يصل في عام 2025 إلى مئة مليون .. مشيرا إلى أن الإصابة تتزايد في المدن وأسلوب الحياة في البلدان الغربية. (أ.ش.أ)
بقلم: الدكتور محمد صفوان الموصلي
وبشكل رئيسي خلال فترات الليل والصباح مع صعوبة التنفس ويكون تنفس المريض صعباً، حيث يكون على شكل صفير مميز، والربو القصبي مرض شائع الانتشار بين الأطفال، وتتراوح نسب الإصابة به في الخليج العربي بين 15 إلى 20% من الأطفال في فترة ما من مراحل أعمارهم وهي نسبة عالية مقارنة بالدولة الأخرى، وتلعب عوامل زيادة الرطوبة واستعمال المكيفات دوراً مؤهباً في زيادة نسبة الإصابة به.
إن معظم الأطفال المصابين هم دون الأربع إلى الخمس سنوات من العمر، ولكن قد تظهر الحساسية في الجهاز التنفسي منذ الأشهر الأولى من العمر على شكل التهاب القصبات الشعري والذي يصيب الأطفال الرضع، وقد يتطور في المستقبل إلى حساسية صدر،
ويتميز الربو بفرط حساسية الطرق الهوائية لمواد محسسة أو مؤرجة بعينها يترافق مع انسداد في تلك الطرق الهوائية قابل للتراجع في حال معالجة الطفل، والربو القصبي يعد سليماً في الأطفال حيث أن أكثر من 50% من الأطفال المصابين يصبحون بصحة جيدة ولا توجد لديهم أي أعراض سريرية للربو عند سن البلوغ في حال حصول الطفل على علاج منظم وفعال في مرحلة الطفولة والذي يحتاج إلى متابعة مستمرة للحيلولة دون استمرار هذا المرض إلى البلوغ، حيث تجدر الإشارة إلى بقاء الاستعداد لديهم لتحسس الجهاز التنفسي طوال حياتهم.
قد يحدث الربو نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة معينة كالغبار ودخان السجائر والمحروقات ورائحة الأصباغ والعطور، أو قد تكون نتيجة عوامل مناعية وهي عبارة عن مواد تسمى المؤرجات مثل غبار الطلع والصوف وريش الطيور والحيوانات وعث الفراش والموكيت والستائر، وهذه المؤرجات تتحد على سطح القصبات الهوائية وتؤدي إلى تحرير أو إطلاق العديد من المواد كالهيستامين والليكوترين ومواد أخرى عديدة، مثل مادة(التأق بطيئة التفاعل SRA
)
ويسمى هذا النوع بالربو «الاليرجائي». وتلعب العوامل البيئية دوراً مهماً جداً في الإصابة بأمراض الحساسية، فالعث (
Mite) على سبيل المثال كثيراً ما ربط بمرض الربو القصبي، بل في الحقيقة هو من أهم مسببات هذا المرض الذي يعاني منه مئات الملايين في أنحاء الكرة الأرضية.
فحشرة الفراش المنزلية (العث) هي كائن صغير جداً (مجهري) يمكنها أن تتواجد في كافة أنحاء المنزل وبشكل خاص في المخدة (الوسادة) وفي الفراش، حيث قد يصل عددها إلى عشرة ملايين حشرة في الفراش الواحد، وقد تتواجد في ألعاب الأطفال المصنوعة من القماش كالعرائس وكذلك في الموبيليا والسجاد والموكيت والشراشف وخلافه. وتلعب عوامل الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة دوراً مهماً جداً في الإصابة بالحاسسية،
حيث تؤدي إلى زيادة عدد هذه الحشرات في أماكنها المختارة وتعتمد هذه الحشرة في تغذيتها على الشعر المتساقط والجلد الميت الذي يبقى في الفراش في حال عدم تهوية الفراش وتنظيفه بشكل متواتر وتعريضه لأشعة الشمس. وفي السنوات الأخيرة أثبت العديد من البحوث وجود علاقة بين إفرازات العث وبين التهيجات الربوية للجهاز التنفسي.
وقد يكون الربو نتيجة تكرار الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بالفيروسات، وخاصة (
R.S.V)، ويحدث بشكل خاص عند الرضع والأطفال خلال أول سنتين بعد الولادة وتكون الإصابة بالرشح أو الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المهمة لتكرار حدوث الأزمات الحادة، وكذلك فإن ارتفاع نسبة رطوبة الجو واستعمال المكيفات تلعب دوراً مهماً في زيادة فرصة التعرض للإصابة في حال وجود الاستعداد الإرثي.
هنالك استعداد عائلي للإصابة بأمراض الحساسية كالربو أو الاكزيما الجلدية، حيث تتكرر الإصابات في بعض الأسر بعينها وتلعب الظروف المنزلية المهيئة لحدوث الحساسية دوراً مهماً في إظهار هذا الاستعداد الإرثي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال حديثي الولادة لأمهات مدخنات لم يمتنعن عن التدخين خلال فترة الحمل والأطفال الرضع خلال مراحل الطفولة الأولى والذين تعرضوا للتدخين السلبي هم مؤهبون وبشكل كبير للإصابة بهذا المرض الخطير.
يعتمد تشخيص الربو على الفحص السريري للطفل والتشخيص ليس بالمعضلة، وقد يلجأ أحياناً لإجراء بعض الفحوص المخبرية بالإضافة إلى صورة شعاعية للصدر عند الضرورة.
يتم إجراء اختبارات لقياس وظائف الرئة للأطفال الأكثر من 8 سنوات، وحديثاً هنالك بعض الأجهزة التي تقيس عدة مؤشرات في وظائف الرئة على الأطفال الرضع والأطفال دون السنوات الخمس، حيث تتم متابعة الحالة وتعديل الأدوية الخاصة بالربو حسب هذه المؤشرات وتغيراتها.
ويمكن التعرف على المادة التي تثير الجهاز المناعي (المادة المؤرجة ـ المحسسة) عن طريق اختبارات خاصة (اختبارات الحساسية)، مثل الاختبارات الجلدية والتي تتم عن طريق الزرق تحت الجلد لمجموعة كاملة من المواد المعروف عنها أنها تسبب الحساسية وبكمية قليلة جداً، ومن بعد ذلك فحص الجلد للتعرف على المادة المحسسة إن وجدت والتي تسبب عادة تفاعلاً جلدياً مكان زرقها.
وقد يلجأ إلى دراسة أسباب الحساسية عن طريق فحص الدم وذلك بمعايرة مستوى الأجسام المناعية لمجموعة من المواد التي تؤثر على الجهاز التنفسي عن طريق الاستنشاق كفرو الطيور والحيوانات والعث وخلافه أو التي تؤدي إلى الحساسية عن طريق الطعام كصفار البيض والسمك والموز والمانجو وخلافه، وهذا ما يسمى بالحساسية الغذائية
Allergy Profil.
العلاج
يعتبر استعمال الموسعات القصبية عن طريق الاستنشاق لعلاج الربو العلاج الأمثل حالياً وذلك حسب المراجع العلمية الحديثة، حيث إن إعطاء الدواء بالاستنشاق يقلل الأعراض الجانبية للموسعات القصبية التي كانت تعطى سابقاً عن طريق الفم أو عن طريق الزرق في الوريد أو العضل أو تحت الجلد.
إذ إن إعطاء الدواء عن طريق الاستنشاق وبجرعات قليلة جداً يؤدي إلى الغرض المطلوب وهو علاج للتشنج القصبي بشكل أسرع وفي الوقت نفسه يقلل وبشكل ملحوظ الأعراض الجانبية للموسعات القصبية مثل: سالبيوتامول والألبيوترول والسالميترول، والتي قد تؤدي عند إعطائها عن طريق الفم أو الزرق إلى تسرع القلب ورجفان الأيدي ونقص بوتاسيوم الدم.
وتعتمد جدوى فاعلية الموسعات الصلبية عن طريق الاستنشاق على الطريقة أو الأداة التي تستعمل لإعطاء الدواء حيث تتوفر في الصيدليات عدة أشكال منها البخاخ والذي يستعمل من قبل الأطفال فوق الأربع إلى خمس سنوات من العمر والبالغين، ويحتاج إلى تدريب على طريقة الاستعمال،
حيث يحتاج إلى تزامن بين الاستنشاق وضغط البخة في الفم، وقد يلجأ في حال الأطفال الصغار إلى استعمال اسطوانة صغيرة توضع على الفم والأنف ويثبت بالجهة الأخرى منها بخاخة الدواء حيث يقوم الأهل بضغط البخاخ بخة واحدة ويخزن الدواء في الاسطوانة والقناع، ويقوم الطفل باستنشاق الدواء خلال ثوان عدة.
ويمكن استعمال جهاز البخاخ أو ما يسمى بالنبيوليزر للأطفال ويعتبر الطريقة المثلى لعلاج الأطفال الصغار بشكل خاص حيث يتم وضع الدواء بالإضافة إلى السائل الملحي ويستنشق الدواء خلال دقائق عدة عن طريق قناع خاص يثبت على الوجه.
وقد يلجأ إلى استعمال بعض المركبات الستيروئيدية المضادة للالتهاب عن طريق الاستنشاق للسيطرة على بعض الحالات المتوسطة إلى الشديدة أحياناً، وهنا يراعى غسل الوجه ومضمضة الفم بعد استعمال الدواء منعاً لأي أعراض جانبية.
وقد يضطر الطبيب إلى استعمال أدوية أخرى عن طريق الفم لكل منها فائدته الخاصة وذلك حسب شدة الحالة وتقدمها، وكذلك تبعاً لكون الحالة حادة أو للوقاية من الهجمات الحادة وذلك بإعطاء أدوية خاصة ما بين نوبات الربو الحادة. مثل مضادات الليوكوترين وتعطى عن طريق الفم على شكل حبوب.
الوقاية من الربو
يحتاج علاج الربو إلى متابعة لفترة زمنية طويلة، وأكثر من 50% من الأطفال يشفون من الربو إذا ما توفرت الظروف المناسبة من حيث المتابعة الصحية وتجنب العوامل التي تؤدي لتكرار النوبات ومن أهمها تجنب دخان السجائر في البيت والحد من الغبار المنزلي وذلك بغسل أغطية الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار ومن الأفضل عدم استعماله في غرف الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار
ومن الأفضل عدم استعماله في غرف الأطفال على الأقل. وكذلك تجنب تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب، ويجب معالجة حالات الرشح والتهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي يصاب عند الطفل بشكل فوري وتهوية المنزل بطريقة صحية وبشكل يومي.
وبشكل عام فإن استعمال بعض أدوية الربو عن طريق جهاز التبخير يعتبر طريقة فعالة لمعالجة معظم حالات الربو والأعراض الجانبية التي تحصل من الأدوية الموسعة للقصبات تكون نادرة جداً إذا ما أعطيت جرعات الدواء بدقة وحسب وزن الطفل مقارنة بإعطاء الأدوية نفسها عن طريق الفم أو الزرق، وان استخدام هذا الجهاز البسيط لا يؤدي كما يظن البعض إلى التعود على استعماله.
الربو والرياضة
قد تكون الرياضة لدى بعض الأطفال المصابين بالربو عاملاً مهماً لتحريض نوبة جديدة من السعال، وهنا وفي حال تشخيص هذا النوع من الربو والذي سمى بالربو المثار بالمجهود فإنه على الأهل إعطاء الطفل بعض الموسعات القصبية قبل ممارسة الرياضة كاستعمال بخاخ الفينتولين.
العلاج المناعي
تتبع العديد من المراكز الاستشارية المتخصصة في علاج الحساسية والربو الرئوي في العديد من دول العالم وبشكل خاص الدول الاسكندنافية بروتوكولا خاصا يعتمد على ما يسمى بالعلاج المناعي، ويتم ذلك بحقن جرعات ضئيلة محددة من المادة المؤرجة التي ثبت انها تحدث الحساسية للمريض تحت الجلد وبفواصل زمنية ثابتة ولفترات طويلة قد تستمر لسنوات عدة، كعلاج قد يكون مفيدا للعديد من الامراض التحسسية والربو.
ويعتمد العلاج في الأساس على بناء مستويات عالية التركيز من الأجسام المناعية (IGE) المضادة للأجسام المؤرجة، وبمستويات ثابتة على مدار السنة من خلال إعطاء اللقاح بشكل مستمر، وكذلك وجد أن هذا العلاج يقلل فرصة إفراز مادة الهيستامين المهمة في حصول أي تفاعل.
العلاج مفيد في حالات الربو التحسسي المثبت بالاختبارات الجلدية والمناعية والتهاب الأنف التحسسي، والحساسية للدغة الحشرات، وتجدر الاشارة إلى ان نتائج العلاج ما زالت غير واضحة في حالات الحساسية نتيجة المواد الصناعية المحسسة والحساسية لبعض المواد الغذائية.
العلاج يعتمد على إعطاء هذه الحقن في فترات ما بين 1 ـ 3 مرات أسبوعياً، ولفترة زمنية قد تصل الى 5 ـ 6 شهور، ومن ثم تعطى الحقن بفاصل أسبوعين ثم ثلاثة أسابيع ثم أربعة أسابيع، وتحديد الفترات يعتمد على استجابة المريض للعلاج وتقدير الطبيب المعالج.
الحالات التي تستفيد من هذا العلاج هي حالات الحساسية ذات العلاقة الثابتة بين حصول أعراض الحساسية، واستنشاق المريض لمادة معينة بذاتها، بحيث تكون السيطرة على تعرض المريض لهذه المادة المؤرجة مستحيلة كغبار الطلع أو الغبار المنزلي، وكذلك الربو التحسسي لمادة معينة، يتم تحديدها عن طريق الاختبارات الجلدية والمناعية، وكذلك في حال تعذر السيطرة الدوائية على الربو الشديد بالأدوية المستعملة حاليا.
ويجب ان يوضع في الاعتبار قبل البدء في العلاج، إمكانية تعاون الأهل بحيث يكونوا مستعدين للمثابرة على إحضار الطفل لأخذ العلاج حسب جدول زمني محدد، وبحيث يكونون قادرين أيضاً على تكاليف العلاج المرتفعة نسبياً.
ويجب ان يتم العلاج بوساطة أيد خبيرة، إذ في بعض الأحيان قد يحصل تحسس خلال نصف ساعة من إعطاء الحقنة، وهنا يجب أن يكون الطبيب المعالج مستعدا للسيطرة عليه في حال حصوله وكذلك قد يحصل نادراً تصعيد لأعراض الربو الليلة التي تلي إعطاء الحقنة وتتم السيطرة عليها بتعديل كميات الدواء التي يستعملها المريض بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
والعلاج متوفر في العديد من المراكز في المنطقة العربية ودولة الإمارات العربية والنتائج جيدة في حال اختيار المريض المناسب لهذا العلاج وضمان استمرار المريض بالمتابعة على الشكل المطلوب وحسب درجة شدة الحالة.
300 مليون مريض بالربو حول العالم
قالت دراسة حديثة ان في العالم حالياً نحو 300 مليون مريض بالربو. وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة «نيوساينست» ان من المتوقع أن يزيد هذا الرقم خلال العشرين عاماً المقبلة ليصل إلى مئة مليون شخص.
وأوضحت الدراسة ان 40% من الأطفال الأميركيين يعانون من إلتهاب الأغشية المخاطية في الأنف وأنواع مختلفة من الحساسية، عدا عن 15% من الأطفال في أوروبا وفي اليابان.
وأكدت الدراسة ان حساسية الصدر قد زادت أكثر في الفترة ما بين عام 1989 وحتى عام 1996. (أ.ش.أ)
توعية المرضى ضرورية
أوصى خبير متخصص في أمراض الصدر والرئة بفرنسا بضرورة توعية مرضى الربو بحالتهم الصحية وأسلوب علاجهم خاصة وأن كثيرا من المرضى لا يلتزمون بشكل جيد بأسلوب علاجهم أو التوجه إلى المراكز المتخصصة في علاج الربو.
وأوضح البروفسور دانيل فرفوليه بمستشفى سانت مارجريت في مارسيليا بفرنسا أن عدد المصابين بالربو في العالم قد يصل في عام 2025 إلى مئة مليون .. مشيرا إلى أن الإصابة تتزايد في المدن وأسلوب الحياة في البلدان الغربية. (أ.ش.أ)
بقلم: الدكتور محمد صفوان الموصلي
- تاريخ التسجيل : 01/01/1970
مواضيع مماثلة
» مرضى الربو والرياضة
» إعادة تأهيل مرضى تبديل مفصل كامل
» الذبحة الصدرية
» الحساسية الصدرية
» الرياضة والحساسية الصدرية
» إعادة تأهيل مرضى تبديل مفصل كامل
» الذبحة الصدرية
» الحساسية الصدرية
» الرياضة والحساسية الصدرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى