إصابات الرأس

إن إصابات الرأس قد تكون ذات تأثير مؤذ جداّ للإنسان. وذلك اثر حصول النزيف عبر أحد الأوعية الدموية داخل الجمجمة، أو حصول أنواع من التهشم مختلف الدرجات لمناطق ذات أهمية بالغة في تراكيب الدماغ، أو الانتفاخ مع مرور الوقت في تلك الأنسجة نتيجة نشوء عملية التهابية كردة فعل للتهشم أو الرض الذي يعتريها.. كل هذه عوامل تؤدي إلى تأثيرات بالغة الأذى والضرر على سلامة الإنسان. لكن لدى الغالبية العظمى من المُصابين بهذا النوع من حوادث إصابات الرأس، فإن الأمر يمر بسلام، من دون حصول أي تأثيرات آنية مهددة لسلامتهم، وأيضاً بدون أي تأثيرات مرضية دائمة أو عواقب مستقبلية تنشأ في مراحل زمنية تالية.



خطورة الاصابة:
حسب خطورة الاصابة يقرر الطبيب مدى حاجة المصاب إلى البقاء في المستشفى للمراقبة، أو لإجراء مزيد من الفحوصات. وتتم بسؤال الطبيب للمصاب أو سؤال مرافقيه أو مشاهدي الحادث الذي تعرض له عن كيفية حصوله أو إصابة الرأس فيه إن أمكن. وعن التاريخ المرضي السابق له، كوجود مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أي أمراض عصبية أو أدوية يتناولها المرء تؤثر على تخثر الدم كالأسبرين أو مميعات الدم كالكمدين. والتأكد أيضاً من عدم وجود أعراض تعكس اضطرابات في ضغط الدماغ أو تهتك أنسجته كالقيء أو نوبات التشنج أو صعوبات في التنفس. ويساعد كثيراً في التقويم الطبي للحالة إجراء الأشعة المقطعية للدماغ"سي تي".
من المهم ملاحظة أنه من الطبيعي أن يعاني المُصاب من الصداع أو دوخة أو غثيان عند حصول الحادث، بالإضافة إلى شعوره بالقلق أو الانزعاج الشديد، أو ألم في العنق، أو حتى سماع مثل قرع الطبلة في الأذن. كما أنه من الطبيعي أن يعاني البعض من صعوبات في التركيز أو التصرف السليم آنذاك.
هذا ويعاني كثيرون من صعوبات في تذكر ما قبل الحادث أو أثناءه أو فترة ما بعده. وربما لن يتذكرها المصاب إلى الأبد، لكن قدرات الذاكرة وتعلم المهارات تعود إلى سابق عهدها في الغالب.
هذه الأعراض قد تستمر لدى البعض بضعة أيام أو أسابيع حينما يتعرضون لحادث شديد. لكن تقدير حصول تلف دائم في مناطق من الدماغ يعتمد على مجمل نتائج الفحص السريري من قبل الطبيب ومتابعة الممرضين لعناصر محددة في الملاحظة والمراقبة الطبية ، وأيضاً نتائج الأشعة للدماغ. والغالب أن الإصابات وحتى الشديدة منها لا تترك أثراً دائماً في وظائف الدماغ أو العقل.



* إصابات الرأس :* هناك ثلاثة أنواع رئيسة لإصابات الرأس :
1: ارتجاج الدماغ، وهو الإصابة بهزة عنيفة في الدماغ نتيجة الصدمة المباشرة للرأس. ويعاني المصاب حينها من تعطل مؤقت لوظائف الدماغ بدون حصول أي تلف عضوي في أنسجته. وقد يعاني المصاب من فقد مؤقت للوعي. ويشعر بالدوخة أو فقد مؤقت للإبصار أو في توازن حركة الجسم.
2: كدمات الدماغ، وهي التي تحصل فيها رضوض وخدوش في أنسجة الدماغ. أي أن الأذى وصل إلى مرحلة عضوية مؤثرة على سلامة تراكيب بنية الدماغ. ومن ثم قد يحصل نزيف تتجمع على إثره كتلة من الدم داخل أنسجة الدماغ. وهي المعرضة لأن تنتفخ هي أو الأنسجة المهشمه حولها.
3: كسور الجمجمة، وذلك بأن تتصدع بنية غلاف الجمجمة العظمي. والخوف هو أن تعمل القطع المتكسرة من العظم على إحداث تهتك في بنية الدماغ أو نزيف فيه.
على المرء ملاحظة أن نزيف الدماغ وتكون كتلة من التجمع الدموي قد لا تظهر مباشرة بعد الإصابة، بل قد تأخذ عدة ساعات كي تتكون ويظهر تأثير وجودها على الدماغ ووظائفه. لذا فإنه لا بد من إتمام فترة المتابعة والملاحظة لعدة ايام ، وخاصة رصد أي تغيرات في المزاج أو الصداع أو مشاكل في التحكم بتوازن الجسم وغيرها من الأعراض غير الطبيعية.
بشكل عام، سواء بعد الإصابة مباشرة أو في أسابيع تالية، فإن ملاحظة ظهور ما يلي توجب مراجعة الطبيب، وهي:
1ـ الازدياد في سوء أي عرض مُصاحب، كالصداع أو الغثيان أو كثرة النعاس.
2ـ استمرار الغثيان أو الاستفراغ
3ـ تغيرات في المزاج والسلوك، كالتوتر أو التشويش الذهني او نوبات من التشنج.
4ـ توسع بؤبؤ العين. أي أن فتحة البؤبؤ تصبح كبيرة على الدوام كبؤبؤ من يرتدي العدسات اللاصقة .
5ـ صعوبات واضطرابات في المشي أو الكلام أو ضعف أو تنميل في الأطراف.
6 - نزيف سائل شفاف أو دموي من الأذن أو الأنف.
الاسعافات الاولية:
اطلب المساعدة الطبية إذا ما ظهرت على المصاب الأعراض الآتية:
* يُعاني من صداع شديد أو تيبس في الرقبة ـ القيء أكثر من مرة.
* النعاس او الإغماء ولو لبرهة يسيرة.
* التصرف بطريقة غريبة وغير معتادة منه.
لإسعاف المصاب بحوادث شديدة أو متوسطة في الرأس، اتبع الآتي:
1ـ اتصل بخدمة الإسعاف وبسرعه.
2ـ تأكد من سلامة مجرى هواء التنفس وعملية التنفس وحالة الدورة الدموية. وذلك عبر التأكد من خلو الفم والحلق من أية معوقات لدخول أو خروج الهواء، والتأكد من خروج الهواء من الصدر، والتأكد من وجود النبض في شرايين الرقبة أو المعصم .
3ـ في حال سلامة التنفس والجهاز الدوري، تعامل معه بدقة أثناء تحريكه. وقم بتثبيت الرأس والرقبة عبر وضع كلتي يديك وساعديك على جانبي الرأس، بحيث تُبقي على الرأس والرقبة في خط مستقيم مع العمود الفقري، أي لا تحاول تحريك الرأس أو العنق في أي اتجاه، وابقَ على هذا الوضع حتى وصول فريق الإسعاف.
4ـ لو كان هناك نزيف، اضغط بدرجة متوسطة ومحكمة على مصدره. لكن لو كان مصدر النزيف هو أحد أجزاء الجمجمة وتتوقع من شدة الصدمة أن ثمة كسور فيها، فلا تضغط بشدة على الجرح، وأيضا لا تحاول إزالة أي أجزاء مهشمه من جروحها، وغطها بقماش أو ضمادة طبية نظيفة.
5ـ لو بدأ المصاب بالقيء، ضع رأسه وعنقه وكامل جسمه، أي تتعامل معها كوحدة واحدة، على أحد الجانبين تجنباً لدخول مواد القيء إلى الرئة.
6ـ لا مانع من وضع الثلج على أية منطقة تبدأ بالانتفاخ.
الإصابات البسيطة لا تتطلب عناية كبيرة، فالمطلوب المراقبة لمدة 24 ساعة كما تقدم.
وفي محاولات إسعاف المصاب تجنب فعل الأمور الآتية:
*ـ لا تحاول غسل جروح الرأس العميقة أو التي تنزف.
*ـ لا تحاول إزالة أي شيء مما يعلق بالجرح.
*ـ لا تحاول تحريك المصاب وإبعاده ما لم تكن هناك ضرورة لازمة لذلك.
*ـ لا تحاول هز المصاب أو تحريكه بعشوائية حتى لو بدأ بفقدان الوعي.
*ـ لا تحاول خلع خوذة الرأس التي يرتديها المصاب إذا ما كانت الإصابة شديدة أو بوجود مختص بنزعها.
*- لا تجادل طاقم الإسعاف وحاول إبعاد محبي الاستطلاع من المكان, ولا تعق عمل الطاقم وتمنعه من نقل المصاب إلى مستشفى بعيد عن مكان سكناك أو نقله بالمروحية إذا اقتضى الأمر ، فالطاقم المعالج يريد مصلحة الجريح.
في التأني السلامة وفي العجلة الندامة
أتمنى السلامة للجميع



منقول