lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجَلطَة الدَّمويَّة أو تَخثُّر الدَّم

اذهب الى الأسفل

الجَلطَة الدَّمويَّة أو تَخثُّر الدَّم Empty الجَلطَة الدَّمويَّة أو تَخثُّر الدَّم

مُساهمة من طرف  الإثنين يناير 09, 2012 5:12 am



الجَلطَة الدَّمويَّة
( أو تَخثُّر الدَّم )
رغم ان الجلطه قديمه قدم الدوره الدمويه الا ان الانسان لم يفترض وجودها قبل عام 1731 حينما حاول بيتي Petit للمره الاولى تفسير توقف النزيف , بأنه نتيجة لتجلط الدم . وبعد حوالي خمس سنوات من ذلك عزا موراند Morand توقف النزيف الى تقلص الاوعيه الدمويه وكانت كل هذه المحاولات لاتزيد عن مجرد افتراضات , اذ ان الشعيرات الدمويه وهي معروفه الان بقيامها بدور رئيسي في عملية ايقاف النزيف , لم يتم اكتشافها تحت المجهر قبل عام 1661 بواسطة مالبيجي Malpighi بعد ان جعل هارفي Harvey من وجودها ضروره منطقيه .
اما اكتشاف اول دليل مادي قاطع على تجلط الدم ( التجلط هو التخثر وهو مصدر مشتق من اللفظ الانجليزي clot ) فيرجع الفضل فيه الى العالم الايطالي مالبيجي حينما تمكن من عزل الياف الفيبرين المتماسكه البيضاء من نقطة دم متجلط بعد غسلها . وفي عام 1772 اثبت العالم هيوسن Hewson ان هذه الالياف تتكون داخل التجلط .
وتلا ذلك اكتشاف وعزل الماده الاساسيه اللازمه لتكوين هذه الالياف , والتي سماها دنيس Denis بلازمين Plasmin عام 1859 وهي الماده المعروفه الآن فيبرينوجين Fibrinogen .
ولكن , كيف يتحول الفيبرينوجين الى فيبرين ؟
اجاب بوكانان Buchanan في عام 1835 على هذا التساؤل بوضعه نظرية التخمر وبافتراضه ان عملية تجلط الدم تشبه الى حد كبير عملية تخمر اللبن بمادة الرنين Rennin . وسميت الخميره او الماده المسئوله عن تجلط الدم بعد ذلك ثرومبين Thrombin . وهي تتولد من مادة اخرى متوفره في الدم بصوره غير فعاله وتعرف بأسم بروثرومبين Prothrombin . ويحتاج تحول البروثرومبين الى ثرومبين الى وجود الثرومبوبلاستين Thromboplastin واملاح الكالسيوم .
فالجلطه تنتج اذن من تحول الفيبرينوجين الى فيبرين أي تحول الدم من ماده سائله الى كتله متماسكه حمراء لانها تحصر داخلها كريات الدم الحمراء وعناصرها التكوينيه الاخرى .
وترجع سيولة الدم في الجسم الطبيعي الى حالة توازن دقيق داخل الاوعيه الدمويه حيث يتكون الفيبرين ببطء شديد ويذاب بواسطة أنزيم الفيبروليسين Fibrolysin بصورة مستمرة كلما تراكم على جدران الاوعيه . ويشترك في عملية التوازن اكثر من عشرين عاملاً معروفاً حتى الآن بين مخثر للدم ومذيب للجلطه .
ويتم تكوين الجلطه داخل الجسم والتخلص منها على اربع مراحل هي :
المرحله الاولى : او نشوء الثرومبوبلاستين نتيجة احتكاك الدم بسطح غريب وتنشيط عوامل التجلط المختلفه الموجوده في البلازما والصفائح الدمويه .
ويعرف الثرومبوبلاستين المتولد داخل الدم باسم ( الثرومبوبلاستين الداخلي ) ويختلف في ذلك عن مادة الثرومبوبلاستين المتوفره في جميع انسجة الجسم والتي قد تتسرب خارج الخلايا نتيجة تلفها . وقد يدخل ثرومبوبلاستين الانسجه ( او الثرومبوبلاستين الخارجي ) الدوره الدمويه عن طريق اوعية مقطوعه ويجلط الدم داخل تلك الاوعيه .
المرحلة الثانيه : وفيها يتحول البروثرومبين الى ثرومبين بواسطة الثرمبوبلاستين بالاضافه الى املاح الكالسيوم .
المرحلة الثالثه : وفيها يؤثر الثرومبين على الفيبرينوجين , ويحوله الى جلطة ( فيبرين ) .
المرحلة الرابعه : وبها يتخلص الجسم من الجلطه المتكونه وتنقسم هذه المرحله الى :
نتيجه لوجود دم متجمد داخل الاوعيه تتولد مادة البلازمين Plasmin من مادة اخرى موجوده في الدم ومعروفه باسم البلازمينوجين Plasminogen .
تحلل الجلطه بواسطة البلازمين وتحويلها الى سائل مرة اخرى .
ويحافظ الدم على سيولته داخل الاوعيه الدمويه رغم توفر كل عوامل التجلط فيه , ويعتمد في ذلك على سرعة الدوره الدمويه وخلوها من أي سطح غريب , وكذلك على وجود مادة الهيبارين Heparin ومواد التجلط الاخرى بنسب طبيعيه . ولا شك ان تمييز الدم بين السطح الطبيعي والسطح الغريب يتطلب تغيرات فيزيائيه وكيميائيه معقده وغير معروفه تماماً حتى الآن , الا انها تعد من اهم المشاكل المتعلقه بمسببات الجلطه الدمويه والتي يجب التوصل لمعرفتها .
اسباب الجلطة الدموية :
رغم ان الجلطه قد تحدث بدون أي سبب ظاهر الا انه يمكن تلخيص اسبابها في نقاط ثلاث :
اولاً : تلف في جدار الوعاء الدموي اثر التهاب او جرح , وبعد عملية الوضع او العمليات الجراحيه . كذلك قد يتلف جدار الوعاء نتيجة غزوه بخلايا سرطانيه او التهابات زاحفه من انسجه مجاوره .
وتدل حالة الشرايين عن عمر صاحبها , حيث تتصلب الشرايين تدريجياً وتفقد مرونتها كلما تقدم عمر الانسان . ويساعد على تصلب الشرايين عدة عوامل , منها الوراثه واجهاد الشرايين نتيجة ارتفاع ضغط الدم واضطراب التمثيل الغذائي خصوصاً زيادة نسبة الدهن الحيواني في الدم وبالذات نسبة الكولسترول Cholesterol .
ومن المعتقد ان زيادة نسبة الكولسترول في الدم عن معدله الطبيعي تفسح المجال لحدوث الجلطه بالطرق الآتيه :
يترسب الكولسترول والمواد الدهنيه الاخرى داخل جدار الشريان فيؤدي الى تصلبه وضيق تجويفه . وقد يتقرح جدار الشريان المصاب نتيجة تحلل تلك الدهنيات كما يحدث احياناً في الاورده وشرايين الكبد والقلب والمخ . وتعرف هذه الحاله باسم تصلب عصيدي Atheroma .
ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم يزيد من سرعة تجلطه بدليل ان تجلط البلازما الطبيعيه يتأخر اذا فصلت منها الدهنيات .
وجود الدهنيات بكثره في الدم يضعف من قدرته على اذابة الجلطات ويزيد من عدد ولزوجة الصفائح الدمويه . فقد وجد ان الوقت اللازم لاذابة الجلطه عند الارنب يتضاعف اربع مرات اذا زادت نسبة الكولسترول في غذائه .
ثانياً : بطء الدوره الدمويه نتيجة هبوط بالقلب او ملازمة الفراش لمده طويله خصوصاً في المرضى المسنين او المصابين بهزال شديد .
ثالثاً : زيادة قابلية الدم للتجلط .
هذه الحالات يصحبها عادة تلف في انسجة الجسم او ارتفاع في نسب العوامل المجلطه او نقص في كمية المواد المانعه للتجلط . ونتيجه لذلك يضطرب توازن الدم نحو الاسراع في تكوين جلطه وبطء نسبي في ازالتها . ورغم انه يمكن قياس تركيز ونسب عوامل التجلط المختلفه في الدم الاان ذلك لا يفيد كثيراً في تشخيص وعلاج امراض التجلط رغم فوائده المؤكده في امراض النزيف.
دور الصفائح في تكوين الجلطة :
تلتصق الصفائح الدمويه Platlets ببعضها وبجدران الاوعيه نتيجة وجود جرح بتلك الجدران او جزيئات غريبه داخل الدوره الدمويه ( كالمكورات العنقوديه ) . ويمثل تراكم الصفائح الدمويه على جدار الاوعيه النواة الاولى للجلطه لانه يسبق عملية التجلط نفسها وتكوين الفيبرين وسط الصفائح المتجمعه .
كذلك يحتوي جسم الصفائح على مواد هامه لا تتسرب خارجها الا بعد التصاقها , هذه المواد تساهم في مراحل التجلط المختلفه .
من اهم تلك المواد نذكر :
مادة الادينوزين Adenosine Di- Phosphate or ( A.D.P.) التي تجذب مزيداً من الصفائح وتلصقها بزميلاتها وبذلك تزيد من حجمها .
مادة ثرومبوبلاستين الصفائح , وهي ماده اساسيه لاتمام المرحلة الاولى للتجلط .
ماده مضاده للهيبارين يقلل وجودها من سيولة الدم داخل الجسم . وبتقدير نسبة هذه الماده في الدم يمكن التنبؤ باحتمال حدوث جلطه قبل ان يشعر بها المريض نفسه .
مادة الثرمبوستينين Thrombosthenin التي تسبب انقباض الصفائح الموجوده داخل الجلطه مما يؤدي الى انقباض الياف الفيبرين وتسرب السيرم Serum الغني بالثرومبين خارج الجلطه . ويحول الثرومبين المتسرب مزيداً من الفيبرينوجين الى فيبرين .
مادة السيروتونين Serotonin التي تعمل على انقباض جدران الاوعيه الدمويه فيضيق مجراها مما يؤدي الى ركود الدوره الدمويه في الجزء المصاب وتسهيل تجلط الدم .
مما تقدم يتضح ان درجة سرعة الدم ومكوناته المختلطه من جهه , والاوعيه الدمويه من جهه أخرى تكونان وحده متكامله ومسئوله عن اسباب الجلطه . كذلك يتضح ان هناك اوقاتاً حرجه كالنفاس والعمليات الجراحيه يمر بها الانسان , ويكون فيها عرضه للجلطه اكثر من أي وقت آخر . ويرجع ذلك الى بطء الدوره الدمويه وزيادة نسبة عوامل التجلط في الدم وارتفاع عدد ولزوجة الصفائح الدمويه . وهذه الامثله البسيطه بما فيها من اسرار خفيه ان هي الا جزء من يسير من عوالم الاسرار التي اودعها الله سبحانه وتعالى هذا الانسان مما يجعل العلم – مهما بلغ من كشف لخفايا الحياة – يقف امام هذه المعجزات خاشعاً لعظمة الخالق جل وعلا .
الادوية المانعه لتجلط الدم :
تستعمل هذه الادويه في علاج الجلطه لتزيد من سيولة الدم داخل الجسم وبذلك تحد من انتشار الجلطه وتقلل من نسبة الانسداد التجلطي . وبما ان كمية الدواء اللازمة للمريض تختلف من وقت لآخر تبعاً لحالته الصحيه واسلوبه المعيشي . كما ان زيادة نسبتها في الدم تعرضه لخطر النزيف فان استعمالها يتطلب عمل فحوصات دم دوريه يحددها الطبيب المعالج . ومن اهم تلك الادويه نذكر :
1. الهيبارين , ويعمل كمضاد للثرومبوبلاستين في مرحلة التجلط الاولى . وكذلك يتحد الهيبارين مع عامل مساعد له موجود في البلازما ليضاد مفعول الثرومبين المتولد في المرحله الثانيه للتجلط . ويعطى الهيبارين في الوريد كل 4- 6 ساعات .
2. اقراص الوارفرين والدنديقان والترومكسان ... ومثيلاتها , وهي تعطى بالفم فتعمل على منع استخدام الكبد لفيتامين K الذي يصنع منه البروثرومبين وبعض عوامل التجلط الاخرى . وبنقص تلك العومل تقل قدرة الدم على التجلط وتزيد سيولته .
3. اقراص الاسبرين ( حامض استيل الساليسليك ) : وهذا العقار تم استخدامه لاول مره في علاج الجلطه والوقايه منها في عام 1968 . ولقد وجد ان الاسبرين يمنع تسرب الماده المضاده للهيبارين خارج الصفائح الدمويه وبالتالي يساعد الدم على الاحتفاظ بسيولته . وكان مفعوله ملحوظاً لدرجه ان اقل من الجرام الواحد (3 اقراص او 900 ميلجرام ) كانت له نتائج ايجابيه بعد ساعتين من تناوله واستمرار مفعوله في الدم لمدة ثلاثة ايام على الاقل . علاوة على ذلك , فان الاسبرين يمنع لزوجة الصفائح الدمويه وتجمعها على جدران الاوعيه الدمويه وبالتالي يحول دون تكون الجلطه .
أماكن الجلطة :
قد تصيب الجلطه الدمويه أي وعاء في الجسم الا انني سأقتصر في هذا المقال على ذكر اهم انواع الجلطات واكثرها انتشاراً وهي جلطة القلب , وجلطة المخ , وجلطة الاوردة .
اولاً : جلطة القلب ( التجلط التاجي )
Coronary Thrombosis
تصيب جلطة القلب الشريان التاجي او احد فروعه , وتختلف عن الذبحة الصدريه في طول مدة الالم , وحدوث تلف في عضلات القلب احياناً . وتتوقف مساحة هذا التلف على حجم الوعاء المسدود وكفاءة الدوره الدمويه الجانبيه على تغذية العضله المصابه .
وعلاوة على الجلطه الدمويه فان هناك اسباباً اخرى قد تؤدي الى تلف عضلات القلب نتيجة اختلال في التوازن بين متطلباتها من الدم من جهه , والكميه المتوفره لها من جهه اخرى . وهذا يحدث احياناً في حالات الانفعال الشديد والارهاق الزائد والصدمات العنيفه . كذلك فان لانسداد الشريان التاجي للقلب اسباباً اخرى عدا الجلطه كالنزيف داخل جدار الشريان .
اعراض جلطة القلب : تختلف اعراض جلطة القلب اختلافاً كبيراً من حيث نوعيتها وشدتها . ويشكو المريض عادة من الم قابض او هارس تحت عظمة القص او بعرض الصدر . وقد يستمر هذا الالم لمده طويله ولاتفيد الراحه او الادويه الموسعه للشرايين في تهدئته .
ويصحب تلف عضلات القلب اعراضاً مميزه كارتفاع درجة الحراره وعدد الكريات البيضاء , وزيادة سرعة ترسيب الدم , كما ينخفض عادة ضغط دم المريض عن معدله الطبيعي . وقد يشعر المريض بضيق في التنفس نتيجة قصور البطين الايسر للقلب عن القيام بوظيفته . ويعتمد تشخيص جلطة القلب في الدرجه الاولى على التغيرات المميزه التي تظهر في تخطيط القلب علاوة على الاعراض السالفة الذكر .
مضاعفات تلف عضلات القلب المصاب بالجلطة :
1. هبوط بالقلب : ويصحب عادة تلف مساحه كبيره من جدار البطين الايسر . ومن المعروف ان الاوعيه المغذيه لتلك المنطقه من القلب اكثر عرضه للجلطه من غيرها وقد يزول هبوط القلب مع شفاء المريض من أثر الجلطه أو قد يلازم المريض بصوره مزمنه .
2. لغط بالقلب – الذي يصيب حوالي 80% من مرضى جلطة القلب . وقد يختفي بعد مدة قصيره , كما قد يلازم المريض طيلة حياته , وخصوصاً الرجفان الاذيني الليفي.
3. انسداد تجلطي في اوعية الرئتين نتيجة تجلط في الجهه اليمنى للقلب او في شرايين المخ اذا كانت الجلطه في جهة القلب اليسرى . ولقد اثبتت الاحصائيات خلال السنوات الاخيره ان استعمال ادوية منع التجلط قد حد من حدوث تلك المضاعفات , وقلل بالتالي من نسبة الوفيات المترتبه عليها .
4. صدمه نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ الدم للمخ بكميات كافيه . لذلك يكون المريض فاقد الوعي مصفر الوجه بارد الاطراف . ويصحب ذلك تصبب عرق غزير وانخفاض في ضغط الدم .
5. انفجار القلب : نتيجة ارهاق مفاجئ خلال الاسبوع الاول من حدوث الجلطه . ويمكن تفادي مثل هذه المآسي بالراحه التامه .
علاج جلطة القلب :
ويشمل العلاج الفوري عند تشخيص المرض ثم تتبع المريض حتى يشفى تماماً , وكذلك علاج المضاعفات , ويمكن توضيح العلاج في النقاط التاليه :
1. تخفيف الالم وضمان راحة المريض الجسمانيه والذهنيه , وذلك باعطائه كميه مناسبه من المورفين بالوريد . واذا كان المريض في مكان عمله او بعيداً عن منزله فيجب نقله سريعاً للمستشفى بعد اعطائه المورفين .
2. علاج الصدمه وهبوط الدوره الدمويه : ويشمل تدفئة المريض ورفع ارجله واستنشاقه الاوكسجين . كذلك فان حقن النور ادرينالين تعمل على رفع صغط المريض بدون اثارة او ارهاق لقلبه .
ورغم ان عمق الصدمه دليل سيئ على شدة المرض الا ان شفاء بعض المرضى منها واستجابتهم للعلاج يستوجب بذل كل مجهود ممكن من جانب الطبيب في مثل هذه المواقف .
3. محاولة احياء واعاشة المريض : ان الخطوات الواجب اتخاذها بسرعه لضمان استعادة القلب لوظيفته قد تنقذ المريض من موت مفاجئ . وقد تحدث الوفاة خلال دقائق معدوده من بدء الازمه القلبيه اما نتيجة رجفان بطيني او سكته قلبيه . وتتمثل هذه الخطوات في عمل تنفس صناعي مناسب طيلة مدة الازمه ومعالجة زيادة حموضة الدم وعمل تدليك خارجي للقلب .
4. اعطاء المريض ادوية منع التجلط تفادياً لحدوث انسداد تجلطي . ورغم ان لهذه الادويه فائده اكيده في متابعة علاج القلب الا ان عدم ثأثيرها على بعض المضاعفات كهبوط القلب مثلاً يجعل فائدتها محدوده . وتستعمل الادويه المانعه للتجلط لمدة ستة أشهر الىعامين من بدء الجلطه وبصوره مستمره .
5. ملازمة المريض للفراش : ان الارهاق الجسماني لمرضى جلطة القلب يزيد من نسبة مضاعفات المرض . لهذا يحتاج المريض الى راحه تامه بالفراش لمدة ستة اسابيع على الاقل , وهي المده التي تحدث فيها معظم المضاعفات . ثم يسمح للمريض بعد ذلك بمغادرة الفراش والعوده تدريجياً الى نشاطه تحت رقابه طبيه مستمره . وعلى المريض ان ينظم غذاءه ووزنه وان يكيف حياته في حدود طاقته , وان يتفادى المضايقات النفسيه والقلق وعدم النوم الكافي .
عواقب جلطة القلب :
تحدث معظم الوفيات من جلطة القلب خلال الاربع وعشرين ساعه الاولى من بدء الجلطه ثم خلال الاسبوع الاول . ويقل بعد ذلك عدد الوفيات بصوره ملحوظه خلال الستة أسابيع التالية .
ومن اهم اسباب الوفاة السريعه تكرار انسداد اوعية القلب او رجفانه او هبوط جهته اليسرى .
اما الوفاة المتأخره فتحدث نتيجة هبوط احتقاني بالقلب او هبوط بطيني أيسر أو انسداد شريان رئوي او انفجار القلب .
ثانياً : جلطة شرايين المخ :
Cerebral Thrombosis
ويقصد به انسداد احد شرايين المخ نتيجة جلطه دمويه مما يسبب تلفاً وتحللاً في خلايا المخ التي تعتمد في غذائها على الشريان المسدود . وقد تتكون هذه الجلطات محلياً في اوعية المخ او قد تصل اليها كسدادة بعد انفصالها من جلطه مبعثها احد اوعية القلب او احد صماماته الضيقه .
وتصيب جلطة المخ كل الاعمار , فقد تحدث في الاطفال كمضاعفات الحمى الحاده وللشباب نتيجة زهري اوعية السحايا , وللمسنين اثر تصلب شرايينهم .
اعراضها : تظهر اعراض جلطة المخ تدريجياً لتتبلور خلال ساعات او ايام . ويشكو المريض عادة من صداع واحياناً قئ . وقد يفقد وعيه جزئياً او كلياً . كذلك فان هناك اعراضاً مركزيه تعتمد على منطقة المخ المصابه كالشلل النصفي الناتج عن انسداد الشريان الاوسط للمخ . وتتوقف آثار المرض على موضع الجلطه من المخ وحجمها , ومن المشاهد ان جلطة المخ تتكرر عادة بعد شفاء المريض .
علاجها : يشمل العلاج الاهتمام بالمريض الفاقد الوعي من محافظه على تنفسه ووقايته من الالتهابات الرئويه . كذلك يعتبر العلاج الطبيعي والعنايه بنظافة المريض من اهم العوامل التي تعجل شفاءه .
ومن المستحسن عدم استعمال الادويه المانعه للتجلط في مراحل العلاج الاولى تفادياً لحدوث نزيف في المخ . ولكن خطر تكون جلطه ثانيه يستوجب استعمال ادوية منع التخثر بعد شفاء المريض .
وهناك علاج جراحي يستهدف محاولة استخراج الجلطه من المخ واعادة فتح اوعيته المسدوده . ونجاح هذه الجراحات يزيد من كمية الدم التي تصل المخ ويساعد على منع حدوث سدادات اخرى . هذا ويجب استعمال ادوية منع التجلط بعد التداخل الجراحي .
ثالثاً : جلطة الاوردة وتنقسم الى :
1. جلطة الاوردة العميقة :
Deep Vein Thrombosis
يكثر حدوث تلك الجلطات في الاورده العميقه للرجلين خصوصاً في الوريد الصافن والوريد الفخذي العميق . اما جلطات كل من الوريد الابطي والطحالي والحوضي فهي قليله نسبياً .
وهناك عوامل كثيره تساعد على حدوث جلطه الاورده العميقه منها ركود الدم داخل تلك الاورده وفقد عنصر الماء من الجسم وارتفاع عدد الصفائح الدمويه . كذلك قد تصحب الجلطه امراضاً التهابيه كالحمى التيفوئيديه والالتهاب الرئوي .
وتكثر نسبة هذا المرض بعد العمليات الجراحيه والوضع وملازمة الفراش لمده طويله . وتكمن خطورة هذه الجلطات في انفصال جزء منها واندفاعه للرئتين عن طريق القلب فيسبب انسداداً بالشريان الرئوي وتلفاً بانسجة الرئه المصابه . لذلك يجب بذل كل جهد ممكن لتفادي حدوث مثل هذه الجلطات واذا ثبت وجودها فيجب الاسراع في علاجها .
اعراض جلطة الاورده العميقه : غالباً ماتكون تلك الاعراض بسيطه مثل ارتفاع طفيف في درجة الحراره او في عدد كريات الدم البيضاء . وقد يشكو المريض من الم في بطن الساق خصوصاً عند تحريك اصابع قدمه . ويستمر هذا الالم عادة لبضعة ايام ثم يختفي .
وقد يبين فحص المريض ورماً بسيطاً في رسغ القدم او الماً عند لمس بطن الساق او تغيراً في لون جلد الفخذ . واحياناً تكون اعراض الانسداد الرئوي اول دليل على تشخيص جلطة الاورده العميقه .
العلاج وينقسم الى :
1. الوقايه من الجلطه : يجب تفادي ركود الدم في الرجلين بعد العمليات الجراحيه والوضع واثناء المرض الطويل وذلك بتشجيع المريض على تحريك الطرف المصاب وعمل تمرينات للتنفس . اما المرضى الذين سبق اصابتهم بجلطات دمويه من أي نوع , فيجب اعطاؤهم ادويه مانعه للتجلط .
وفي حالة جلطة الرجل يمكن ان يرتدي المريض جوراباً ضاغطاً للحد من انتفاخ اوردة بطن ساقه .
2. علاج الجلطة : عند حدوث جلطه حاده يجب توفير الراحه التامه للمريض وللمكان المصاب , حتى يزول الالم والورم منه , ويعود نبض وحرارة المريض لمعدلهما الطبيعي . وتستغرق مدة الراحه عادة من اسبوع الى اربعة اسابيع منعاً لتكسر الجلطه وتسرب اجزاء منها الى اماكن اخرى في الجسم , ويمكن تنشيط الدوره الدمويه في الطرف المصاب بعمل تدليك بسيط له . كذلك يجب استعمال ادويه مانعه للتجلط حتى تزول كل الاعراض المرضيه ويستأنف المريض نشاطه الطبيعي . ويستحسن ارتداء جواريب ضاغطه لمدة ثلاثة الى ستة أشهر . وهناك نوع من تجلط الاورده العميقه لايستجيب لاي علاج غير الاستئصال الجراحي لجزء الوريد المصاب , ويعرف هذا النوع باسم التجلط الزاحف .
2. جلطة الاورده السطحية :
Superficial Vein Thrombosis
تحدث هذه الجلطات عادة في الاورده الصافنينيه للفخذ نتيجة التهاب بجدران تلك الاورده او كمضاعفات للدوالي . وفي هذه الحالات يشكو المريض من الم مكان الجلطه التي يمكن تحسسها داخل الوريد على هيئة عقد اوحبل .
هذا ويندر حدوث سداد رئوي من هذا النوع من الجلطات .
العلاج :
العلاج : يختلف علاج جلطة الاورده السطحيه باختلاف سبب الجلطه .
أ‌- ففي حالة وجود دوالٍ يسمح للمريض بالمشي غير المرهق بعد وضع سند محلي فوق مكان الجلطه وبعد لف الطرف المصاب برباط ضاغط يمتد من اصابع القدم الى ما فوق الجلطه . كذلك قد يحتاج المريض لادويه مسكنه للألم في الاسبوع الاول من العلاج , ولايستحب استعمال الادويه المانعه للتجلط في مثل هذه الحالات . واذا تعرضت دوالي الرجلين في المريض لجلطات متكرره فيجب استئصالها جراحياً
ب‌- اذا كانت جلطات الاورده السطحيه مصاحبه لالتهاب حاد بجدار تلك الاورده فيجب استعمال الادويه المانعه للتجلط بالاضافه الى الادويه المسكنه ووضع رباط ضاغط على الطرف المصاب .
منقول


تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى