lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هـــرمــونــات الــبــنــاء والــريـــاضــــة

اذهب الى الأسفل

هـــرمــونــات الــبــنــاء والــريـــاضــــة Empty هـــرمــونــات الــبــنــاء والــريـــاضــــة

مُساهمة من طرف  السبت يناير 07, 2012 2:28 am

هـــرمــونــات الــبــنــاء والــريـــاضــــة

مـقـدمـه :

إن تناول الهرمونات أثناء التدريب يؤدي لا محالة إلى اعتماد جسم الرياضي عليها , ولتفسير هذه الظاهرة لابد من معرفة آلية إفراز الهرمونات وتأثيراتها في الجسم الطبيعي ,حتى يعي الأشخاص الذين يستعملون المنشطات المخاطر التي يتعرضون لها من جراء إساءة استخدامهم للدواء .

فأخذ الهرمونات سوف يسبب اضطراب وظائف فسيولوجية متعددة في الجسم وخاصة الغدد ذات الوظائف المختلفة التي تفرز الهرمونات في الحالة الطبيعية وفق نظام دقيق .

و أخذ الهرمونات من مصدر خارجي لمدة طويلة دون رقابة طبية سوف يؤدي لامحالة إلى خلل عمل هذه الغدد، بالاضافة إلى ذلك فإن التمارين والتدريبات لها تأثير على هذه الغدد حيث إن زيادة إفراز بعض الغدد للهرمونات يعد تجاوباً طبيعياً للجهد والتدريب .

استجابة الغدد للتمارين

في الحالة الطبيعية وخلال التدريب والجهد البدني يلاحظ زيادة في إفراز الغدة النخا التي تعتبر المنظم الرئيسي لإفراز الغدد الأخرى فيزداد إفراز الهرمون المنبه لإفرازالغدةالكظرية فوق الكلية(ACTH)هرمون النمو و(GH ) والبرولاكتــين ( Prolactin ( وينتج عن هذا زيادة إفراز الكورتيزول (Cortisol ) من الغدة الكظرية ويزداد مستوي الإفدرين والنورافدرين في البلازما نتيجة زيادة فعالية التأثير السمباتوي (system Sympatho adrenal) وهذه التبدلات في الهرمونات تؤدي إلى زيادة عملية التمثيل الغذائي للجلوكوجين والدهون الثلاثية داخل العضلات.

كما يلاحظ أن الجهـد البدنـي يزيد محتوى الإفدرين في الغدة الكظريــة (Adrenal gland ) وهذا ما يحدث غالباً أثناء المنافسات الرياضية,كما نجد أن خلايا بيتا ( B- cells ) في البنكرياس تتأثر بالجهد والتدريب . حيث يقل إفراز الأنسولين ويحدث بالتالي ارتفاعاً في سكر الدم، وهذا يعني أن الجسم يحتاج أثناء التمارين الرياضية الجسمانية إلى مقادير أقل من الأنسولين لضبط سكر الدم.

أي أن التمارين الرياضية المنتظمة تؤدي إلى تكيف الجسم وتقلل حاجته إلى الأنسولين أو بعبارة أخرى أنها تخفف العمل المطلوب من خلايا بيتا القيام به لإفراز الأنسولين وبالتالي تقل نسبة التعرض للإصابة بداء السكر .

وزيادة الفعالية العصبية السمباتي Sympathetic Nervous System) ) سوف يؤدي إلى تأثيرات مهمة على القلب والأوعية الدموية وعلى مركز تنظيم الحرارة أثناء أداء التمارين والجهد العضلي . وباختصار يمكن القول : إن إفرازات الهرمونات يزداد بالإضافة إلى أن هذه التبدلات تتوافق معها تبدلات في الدورة الدموية والتنفسية . واستمرار التمارين سيؤدي أيضا إلى زيادة في التنبيه العصبي السمباتي مع زيادة في الإنتاج القلبي وزيادة الدورة التنفسية . وإيقاف التمارين سيؤدي إلى تراجع هذه المظاهر والعودة إلى الحالة التي كان عليها الجسم قبل الانخراط في التمارين وكل ذلك يدلل على وجود ترابط وتوافق منتظم بصورة مباشرة بين المركز العصبي الحركي وتغير إفراز الهرمونات من الغدد .

هرمونات البناء والمنشطات

إن استخدام الهرمونات الستيروئيدية الأندروجينية (Androgenic Anabolic Steroids ) يسبب تأثيرات مختلفة على الغدد ولمعرفة طبيعة هذه التغييرات علينا أن ندرك أن التغييرات الناتجة تعتمد على عوامل متعددة من بينها تركيب السيتروئيد أو مجموعة السيتروئيدات المعطاة وطريقة تناولها ، ومقدار الجرعة المستعملة ومدة الاستعمال .

فكما نعلم أن بعض الرياضيين يلجأون إليها لتحسين المظهر العام لأجسامهم.

وتعاطي الهرمونات قد يتم بطريقة غير طبية أي بدون وصفة طبية ، وقد يحقنها الرياضي لنفسه، وهذا الاستعمال الخاطئ للهرمونات يتم بأخذ هرمون الذكور(Testosterone) أو هرمونات البناء (Anabolic steroids ) الأخرى وبمقادير كبيرة , كما تظهر ذلك الدراسات التي تمت في هذا المجال.

وعليه سوف نتعرض أولاً لتأثيرات هذه الهرمونات على الغدد المختلفة خاصةً تأثيرها المباشر على آلية عمل هذه الغدد وإفرازها وثانياً إمكانية تأثير هذه الهرمونات على الكبد ووظائفه التركيبية .

أ_التأثيرات المباشرة لهورمونات البناء على الغدد

إن تناول مقادير كبيرة من هرمونات البناء السيتروئيدية الأندروجينية لمدة طويلة دون وجود سبب طبي سوف يودي أولا لنقص هرموني ( FSHو LH ) وتركيزهما في الدم ، وكذلك زيادة تركيز الأستراديول (Oestradiol ) ، ونتيجة لذلك سوف يحدث تضخم في غدة الثدي، كما أن تناول هذه الهرمونات سوف يؤدي ثانيا إلى نقص إفراز الخصيتين من السيتروئيدات الأندروجينية الداخلية المصدر. إن عودة هرمون(LH وFSH ) إلى التركيز الطبيعي في المصل يستغرق فترة 6 إلى 12 أسبوعاً بعد إيقاف تعاطى الهرمونات؛ ولهذا بعد أخذ هرمونات البناء من مصدر خارجي لمدة طويلة سيودي ذلك إلى ضمور الخصيتين .

كما لوحظ عند أخذ مقادير كبيرة من هرمونات البناء نقص تركيز هرمون ACTH في المصل

ب- الأثار الضارة لهرمونات البناء على وظائف الكبد التركيبية

يؤدي حقن هرمونات الذكور إلىنقص في بروتينات قلوبيولين الحاملة لهرمونات الذكور (( Sex hormone Binding globulin. الذي يصنع في الكبد التدني قد يصل إلى حدود 80 % في المصل ,ويعود إلى تركيزه الطبيعي ببطء شديد بعد إيقاف تنـاول ستيروئيـدات البناء. كما يرافق ذلك نقص في تركيب القلوبيولين الحامل لهورمون الثايروكسين.binding globulin) (Thyroxineالذي يصنع في الكبد ونقص تركيزه في المصل يؤدي إلى زيادة الثيروكسين بنوعيهT4 ) و (T3 Tri and TetraiodoThyronine ) ( في بداية الأمر وإلى نقص هرمون المنشط للغدة الدرقية TSH المفرز من الغدة النخامية الذي يؤدي بدورة إلى زيادة فيT3 وT4. والنتيجة النهائية لهذا الأمر نقص T4 و T3و TSH

خلاصة القول : إن إساءة استخدام هرمونات البناء الستروئيديه الأندروجينية سيؤدي إلى تغيرات متعددة في الغدد . وسوف تكون أثارها الضارة على الرياضيين الذكور خاصة الذين يستخدمون هذه الهرمونات لفترات طويلة وبمقادير كبيرة تأثيراً مباشراً على الغدة النخامية، ولعل أهم هذه الأثار اضطراب وظائف الخصيتين.كما أن بعض وظائف الكبد التركيبية تتأثر بهرمونات الذكورة خارجية المصدر مما يؤدي إلى اضطرابات في غدد أخرى كالغدة الدرقية .

تأثيرات هرمونات البناء الدوائية وتأثيراتها الجانبية .

إن إستهلاك التستوستيرون أو هرمونات البناء الستيروئيدية بمقادير دوائية علاجية لسبب طبي أو علاج حالة مرضية يحدث تأثيرات مختلفة في الجسم . وهذه التأثيرات تختلف باختلاف تركيب الدواء المستخدم ، ومدة العلاج وطريقة استعماله وعمر مستخدمه ، وجنسه ذكر أم أنثى وحالته الصحية. بالإضافة إلى ذلك فإن تأثير هذه الهرمونات على اللياقة البدنية عند استخدامها من قبل الرياضيين الذكور يمكن معرفته من خلال ما أثبتته دراسات متعددة. فهذه الهرمونات لا فائدة منها في الحقل الرياضي، ولكن قـد تحدث أضراراً جسمانية نتيجة إساءة استخدامها منشطاً في الرياضة .

تأثير هرمونات الذكورة (البناء) .

من المعروف أن الرياضيين الذين يلجأ ون إلى هذا الأسلوب من المنشطات لا يستخدمون مقادير علاجية بل يتعاطون مقادير تزيد أضعافاً مضاعفة حتى يحقق لديهم بسرعة الغاية التي يرغبون في تحقيقها من وراء إساءة استخدام هذه الهرمونات؛ ولعل السبب لاستخدام هذه المقادير الكبيرة من هرمونات البناء من قبل الرياضيين المحترفين خاصة خلال فترة الإعداد والتدريـب يمكن في الاستفادة منها في زيادة بناء العضلات وتسريع تكوينها والحقيقة التي قد تغيب عنهم هـي أنه لو أستهلك الرياضيون هرمونات البناء الأندروجينية ولم يتدربوا لفترة طالت أم قصــرت سنجد أن النتيجة هي عدم الفائدة منها مطلقاً ، سواء في بناء العضلات أو تحسين وزن الجسم إذا لم يتحقق لديهم تلك الغاية بالتدريب وأداء التمارين .

فهرمونات البناء إذاً لا تسرع في بناء الأجسام الرياضية خاصة في المرحلة الأولى من بداية التدريب ، وما يلاحظه هؤلاء من تحسن يكون ناتجاً عن التدريب نفسه في هذه المرحلة وليس من التأثير المباشر لتلك الهرمونات.

والفائدة في بناء الكتلة العضلية وقوتها والتي تتحقق للرياضي من التدريب مع تناول المنشطات الهرمونية قد لا تكون ذات قيمة تذكر عند المقارنة مع رياضيين آخرين يتدربون ويحسنون تكوين اجسامهم من خلال التدريب فقط .

ومن ناحية أخرى لوحظ أن استخدام هرمونات البناء في الألعاب الرياضية قد يؤدي إلى زيادة التصرفات العدوانية والتصرفات غير الطبيعية لدى اللاعب التي لاتتناسب مع ما تفرضه الأخلاق الرياضية من سلوكيات إلى جانب ما قد يلحق اللاعب من أضرار صحية.

و الملاحظ أيضا أن هذه الهرمونات يمكن الحصول عليها من الصيدليات بدون وصفة طبية، وقد يتم الحصول عليها حتى في الدول التي تفرض ضرورة صرفها بوصفه طبية من السوق السوداء.

أسباب إساءة استخدام الهرمونات:

هناك عدة أسباب تدفع الرياضيين إلى اللجوء لهذا الأسلوب تنحصر في ما يلي :

1/الضغوط التي تقع عليهم للفوز .
2/الإجهاد والإفراط في التدريب .
3/كثرة المشاركات الرياضية قد تكون وراء اندفاعهم وراء الهرمونات، وذلك بتشجيع من مدربيهم أحياناً .
4/قد يعتقد بعضهم أن اكتشاف تعاطي هذه الهرمونات بالتحليل أمر صعب وخاصة إنهم يتناولون المنشطات أثناء التدريب وبعيداً من فاعلية المنافسات وكذلك نجد أن نتائـج التحليل الإيجابية لا تعبر تعبيراً صحيحاً عن هذه المشكلة . لأن أخذ عينات التحاليل من الرياضيين في كثير من الدول لا يتم خلال فترات التدريب التي يكثر خلالها استعمال المنشطات.
5/عدم إدراك مخاطرها.

واكثر الهرمونات المستخدمة التي يساء تعاطيها هي :

الميتاندينــون Methandienone ) ،النانــدرولـون ( Nandrolone )، الستانوزولول ( Stanozolol )، التستوستيرون ( Testosterone)

طرق إساءة استخدام هرمونات البناء .

إن الاتجاه الشائع حالياً عند تعاطي هرمون البناء لدى الرياضيين (وقد يكون رياضيو ألعاب القوة هم الأكثر لجوءاً لها) هو استعمال أكثر من مركب واحد، أي استعمال عدة هرمونات في الوقت نفسه وهذا ما يجعل مقادير الهرمونات المأخوذة، عالياً وبالتالي ستكون النتائج الضارة أكبر. وأول هذه النتائج كما سبق ذكره عند استعمال مجموعة من هرمونات البناء لمدة طويلة هى نقص إنتاج أو تكوين هرمون التستوستيرون من الخصيتين .

ويرافق ذلك اضطراب إنتاج الهرمونات الأخرى ويمكن معرفة ذلك من خلال مستواها في المصل إضافة إلى اضطرابات أخرى في الدهنيات والخمائر خاصة أن امتد تناول هذه الهرمونات إلى أشهر متعددة كما بينت ذلك الدراسات التي تمت على رياضي ألعاب القوة في عدة دول . ووجد أن ظاهرة تعاطي مجموعة من هرمونات البناء لمدة لا تقل عن أشهر أدت إلى الاضطرابات الجسمانية و ظهور بعض الخلل في الوظائف الحيوية للجسم.

ولوحظ في الدراسات التي تمت أن المعدل العمري للرياضيين يتراوح ما بين 23-34 سنة وأن عدد سنوات التدريب هى ما بين 4-7 سنوات . ومعدل التدريب اليومي هو من 1 إلى 3 ساعات يومياً . ويتدربون من 5 إلى 7 أيام أسبوعيا . وأنهم يتناولون الهرمونات بأنفسهم لمده طويلة لا تقل عن 12 أسبوعاً سنوياً .


خلاصة القول :

أن كمية الهرمونات التي يتناولها الرياضيون من هرمونات البناء كبيرة وتزيد بقدر كبير جداً عن المقادير الدوائية المتعارف عليها طبياً . وإن المخالفين للتعليمات الطبية والرياضية يتناولون مجموعة متنوعة من الهرمونات المنشطة لفترة قد لا تقل عن ثلاثة أشهر سنوياً.

والرياضيون عادة هم الذين يتناولون هذه العقاقير بأنفسهم دون علم الجهاز التدريبي والإداري.

وإن هذا الاستعمال المحظور لهرمونات البناء سيؤدي مع التدريب إلى ما يلي :

1/زيادة الوزن ونقص الشحوم أو الدهنيات في الجسم .
2/نقص هرمون LH وFSH ويزداد النقص مع زيادة مدة تناول هرمونات البناء .
3/نقص عدد الحيوانات المنوية وحجم الخصية ونقص تكوين هرمون التستوستيرون .
4/نقص تركيز البروتينات الناقلة لهرمونات الغدة الدرقية في المصل وهي :
5/ SHBG و, binding globulin Thyroxin ) TBG (نتيجة لنقص تكوينهما في الكبد. ويعود ذلك إلى نقص تركيز هذه الهرمونات الحيوية T3 و T4 و TSH. ونقص تركيز التيروكسين الحر في المصل Free Thyroxin .
6/إن الاستعمال - لفترة طويلة لهرمونات البناء - سوف يؤدي أيضاً إلى اضطراب الدهنيات في الدم خاصة الدهنيات البروتينية Lipoprotein حيث يزداد تركيزالدهنيات غير الحميدة ((LDL ، وهذا يزيد من خطورة حدوث تصلب شرايين القلب .
7/كما تزداد الهرمونات الثلاثية، ويرتفع الكولسترول خاصة غير الحميد أوالضارمنه( LDL ) في حين يقل الكولسترول الحميد النافع ( HDL ) ولكن تركيز الكولسترول الإجمالي لا يتأثر.
8/اضطراب وظائف الكبد تسبب الهرمونات أضراراً لخلايا الكبد فتزداد فعالية (C .K.) Creatine Kinase)
9/في المصل وقد تكون هذه الزيادة ناتجة من سبب عضلي، حيث يلاحظ مثل هذه الزيادة أيضاً لدى الرياضيين الذين يقومون بجهد عضلي لفترة طويلة بدون أخذ هرمونات ستروئيديه
10/زيادة تركيز خلايا الدم الحمراء (الهيماتوكريت).


وبعد إيقاف تعاطي هرمونات البناء مدة ثلاثة أشهر سنجد أن الاضطرابات الهرمونية والاستقلابية تعود تدريجياً إلى طبيعتها . ولكن تركيز التستوستيرون في المصل وعدد الحيوانات المنوية يبقى دون الحدود الطبيعية لمدة طويلة .

مما تقدم نلاحظ أن إساءة استخدام هرمونات البناء سوف يؤدي إلى تبدلات, بعضها يتراجع للحالة الطبيعية بعد إيقاف تناوله وبعضها يبقى. قد يحدث بعض الأضرار الذي قد تكون مستديمة نهائياً خاصة بعد الاستعمال الطويل لهذه الهرمونات، وأهم هذه الأضرار نقص عدد الحيوانات المنوية وأحياناً فقدانها، وكذلك نقص تكوين وإفراز هرمون التستوستيرون من الخصيتين .


المراجع
Birkeland KI, Hemmersbach P The future of doping control in athletes. Issues related to blood sampling. Sports Med 1999;28:25-33
Marie-Louise H, Russell-Jones D. Growth hormone and sport:abuse, potential benefits and difficulties in detection. Br J Sports Med 1997;31:267-268.
Bahrke MS, Yesalis CE, Kopstein An et al. Risk factors associated with anabolic-andrigenic steroid use among adolescents- Review article. Sports Med. 2000;29:397-405
International Olympic Charter Against Doping, 1998 IOC.


الدكتور / محمد عبد الودود قزاز
نائب مدير عام إدارة الشئون الفنية
الرئاسة العامة لرعاية الشاب
البريد الإلكتروني : mo_a_k@maktoob.com




التوقيع

يا فارج الهمّ، ويا كاشف الغمّ، فرّج همي ويسّر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يا ربّ العالمين

*قال الحافظ -رحمه الله تعالى-: وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك أخرجه مسلم.


facebook.com/olaqi







06-10-2007, 08:24 PM #2
د.محــمد فـضل
بدني مشارك









الكرياتين (Creatine) مدعم غذائي للرياضيين
الكرياتين (Creatine) مدعم غذائي للرياضيين

مقـدمـة :
يسعى الرياضيون بصورة دائمة ومستمرة للحصول على الغذاء الجيد الذي يساعدهم على تحسين أدائهم الرياضي(1)، ولا شك أن كل رياضة لها متطلباتها الخاصة من حيث نوعية وكمية الغذاء. حيث يؤكد العديد من خبراء التدريب والتغذية أن أهمية الغذاء الجيد تأتي بعد اللياقة البد نية والمهارات الحركية كعنصر أساسي يساعد الرياضيين في الارتقاء بمستواهم إلى أعلى درجات الأداء التنافسي.
وقد يقوم مفهوم الغذاء الجيد لدى بعض الرياضيين على تناول الوجبات الغذائية الكاملة التي تحتوي على العناصر الأساسية للغذاء وهي البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، والماء. لذا يجب التأكيد على أهمية نوعية، وكمية الغذاء المطلوب للفرد الرياضي، وعلى المدرب أن يسعى إلى توفير الغذاء الخاص الذي يتناسب ونوع الرياضة، والمستوى التنافسي، وكذلك أعمار الرياضيين الذين يتعامل معهم. فعلى سبيل المثال يسعى مدربو المسافات الطويلة إلى زيادة مخزون الجليكوجين بالعضلة لبعض لاعبي الجري باستخدام أسلوب التحميل بالكربوهيدرات قبل الاشتراك في السباق بوقت كاف، وذلك بغرض تحسين مستوى أدائهم وتأخير ظهور التعب، بينما يسعى مدربو المسافات القصيرة إلى زيادة نسبة فسفات الكرياتين لدى العدائين قبل المنافسات أيضا لتأخير الظهور بالتعب.
وبدون شك فإن الاعتماد على الغذاء والتدريب الرياضي في عصر التقنيات غير كاف لتحقيق الإنجاز الرياضي، لذا يبحث العديد من المدربين والرياضيين إلى أفضل وأسرع الوسائل التي تساعدهم في تحقيق الفوز، فمثلا يتجه بعض من اللاعبين إلى استخدام المنشطات، بينما يتجه بعضهم الآخر لاستخدام بعض المدعمات الغذائية كالبروتينات الإضافية، والكارنيتين(2-3) (الذي يقال أنه لعب دورا إيجابيا في فوز الفريق الإيطالي لكرة القدم 1982م)، بينما يفضل البعض الآخر من الرياضيين استخدام الكرياتين (Creatine) الذي لا يعد من المنشطات المحظورة، الذي أثبتت من خلال العديد من الدراسات فعاليته على لاعبي المسابقات التي تتطلب الشدة العالية من التدريب مثل الجري والسباحة ورفع الأثقال(4-7)، بينما أكدت دراسات أخرى عدم فعالية الكرياتين في بعض الأنشطة الرياضية مثل الجري على السير المتحرك(8-10).

ماهية الكرياتين:
الكرياتين مركب نيتروجيني عضوي يتم الحصول عليه عن طريق الأغذية التي يتناولها الرياضي يوميا مثل اللحم والسمك الذي يحتوي كل كلغم منها على 5جم تقريبا. ويوفر النظام الغذائي اليومي للإنسان حوالي 1-2جم يوميا من الكرياتين، أما بالنسبة للأفراد النباتين فإن نسبة الكرياتين لديهم لا شك أنها أقل من الأفراد الذين يتناولون اللحوم والأسماك.
كما يمكن تعويض الكرياتين أيضا من مصادر داخلية حيث يتم تركيبه بصورة أساسية في الكبد والبنكرياس والكلى من بعض الأحماض الأمينية الأساسية التي يحصل عليها من الداخل وهي الجليسين، والأرجنين، والميثونين.
ويتراوح مستوى الكرياتين الكلي في الجسم (الكرياتين + فسفات الكرياتين) في العضلات الهيكلية للإنسان 125 مللي مول/كجم، حيث تحتوي العضلات على 95% بينما تحتوي عضلة القلب والمخ والكلى والخصيتين على الجزء الباقي وهو 5%.

الكرياتين:

عرف الكرياتين خلال الدورة الأولمبية في برشلونة 1992، وقد أشيع ان الرياضيين البريطانيين الفائزين في مسابقات ألعاب القوى - أمثال كرستي الفائزة بذهبية 100م - قد استخدموا الكرياتين على شكل مسحوق خلال مرحلة الاستعداد لتلك الدورة. وقد شهدت السنوات بعد ذلك اهتماما خاصا بالكرياتين من قبل الباحثين بهدف الدراسة والبحث والتنقيب.
وقد أكد أندرس وآخرون(6) ان معدل بيع الكرياتين ارتفع من 50 مليون دولار فـي (1996م) إلى 100 مليـون دولار فـي (1997م) ، ويتوقع ارتفاع معدل البيع الى أكثر من 200 مليون خلال الأعوام القادمة.
ما مدى فائدة الكرياتين للرياضيين؟

يستخدم الرياضيون الكرياتين لزيادة السرعة والقدرة على الاستمرار في بذل الجهد خلال الأنشطة الرياضية التي تعتمد على النظام الفوسفاتي كمصدر أساسي لإنتاج الطاقة, حيث ينشطر فسفات الكرياتين المخزون بالعضلات لتحرير الطاقة اللازمة لإعادة تكوين ثلاثي ادينوزين الفوسفات. ونظرا لأن تركيب فسفات الكرياتين والأدينوزين ثلاثي الفوسفات قليل فان كلا منهما يمد الجسم بالطاقة من 5-10ثوان تقريبا من العمل بالشدة القصوى.
وتعتمد مسابقات عدو المضمار على النظام الفوسفاتي كمصدر لإنتاج الطاقة. ويعزى التعب في مسابقات العدو إلى الانخفاض السريع في تركيز فسفات الكرياتين، وعدم كفاية الجلوكوز اللاهوائي لتعويض الانخفاض الحادث في الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP).
كما أكد أندرس وآخرون(6) أن الكرياتين ليس له تأثير على الأنشطة الرياضية التي تتطلب عنصر التحمل كجري المسافات الطويلة. كما ينصح أيضا بعدم إعطاء الكرياتين للأطفال، والمراهقين، والنساء الحوامل وذلك لعدم وجود ما يؤكد تأثيره عليهم.
أفضل الطرق لاستخدام الكرياتين:
يوصي العديد من الباحثين بضرورة التقنين والتحديد الدقيق لكيفية تناول الكرياتين وتحديد الجرعات المناسبة، وقد أمكن التوصل إلى أفضل طرق استخدام الكرياتين من خلال توصية العديد من الدراسات الأكاديمية على مرحلتين هما:
مرحلة التحميل (Loading Phase) :
تستمر هذه المرحلة لمدة 5-7 أيام, يتناول الرياضي (20-30جرام في اليوم) بمعدل6 جرعات بمقدار 5 جرام في كل جرعة، ويفضل استخدام الكرياتين مع ماء دافئ ليسهل على الجسم امتصاصه في الدم عن طريق العمل العضلي للاعب، ويمكن الاستفادة منه خلال فترة ما بين 3-4 ساعات. وقـد أكد بعـض الباحثين ان تناول كمية قليلة من الكرياتين (1 جرام أو أقل) ليس لها تأثير على تركيز الكرياتين في دورة الكرياتين في الجسم, ولكن تناول (5جرامات يضاعف من تركيزه إلى 15ضعفا). كما تؤكد بعض الدراسات إلى ضرورة عدم استخدام المشروبات التي بها نسـب من الكافيين لأنـه يستنفذ فعاليـة الكرياتين(2) .

مرحلة المحافظة (Maintenance) :

يمكن المحافظة على مستوى الكرياتين في العضلات بتناول 2 -3 جرامات يوميا ، حيث يعود الكرياتين إلى مستواه الأول خلال فترة 4-6 أسابيع.
ما مدى تأثير الكرياتين على تحسين مستوى الأداء الرياضي:
تتلخص فائدة الكرياتين في أنه يحسن من مستوى الأداء الرياضي الذي يتصف بالقوة العضلية، والذي يستنفد بسرعة هائلة خلال التمرينات الشديدة خصوصا عند الأداء المتكرر للتمرين خلال فترة زمنية قصيرة، حيث يحتاج الجسم لتحقيق التوازن بين المفقود والمستهلك من السوائل وذلك لزيادة السعة التنظيمية للجسم للمحافظة على درجة حرارة ثابتة. وعموما تؤكد معظم الأبحاث على:

أن استخدام الكرياتين بمعدل (20-30 جراما/يوميا ، لمدة 5-7 أيام) لفترات زمنية قصيرة ، يعمل على تحسين مستوى القوة العضلية ، والقدرة الإنتاجية ، التي تمثلت في المسابقات الرياضية التالية الدراجة ، الجري ، القفز، السباحة ، ورفع الأثقال. بينما أكدت بعض نتائج الدراسات عدم فعالية الكرياتين على اختبار سباق السباحة القصيرة ، واختبار سباق الجري على السير المتحرك ، واختبار جري متكرر لمسافة (10 - 15 - 20 -30 ث) ، واختبار الدراجة الثابتة(Cool .
لذا فقد أستنتج الباحثين أن الكرياتين ليس له تأثير جيد على الأنشطة الهوائية، ولكن تتضح أهمية الكرياتين في الأنشطة اللاهوائية والتي تتطلب تمرينات القدرة العضلية.
بالنسبة لتأثير استخدام الكرياتين على زيادة وزن الجسم، فقد أكدت بعض الدراسات على أن تأثير الكرياتين على اللاعبين الذين يخضعون لتدريب بدني عال ولفترات تدريبية طويلة يزيد من وزن الجسم(5) .
وقد خلصت أندرس وآخرون(6) إلى أن أفضل برامج استخدام الكرياتين تكون ما بين 28 يوما إلى 10 أسابيع ، حيث أكدت النتائج على زيادة القوة العضلية والقوة الانفجارية كالأثقال. وكذلك زيادة القدرة على إضافة زيادة للحمل (ثقل أكثر).

الآثار السلبية لدى استخدام الكرياتين:

لقد أجرى بعض الباحثين مجموعة من الأبحاث لتحديد الآثار السلبية التي يمكن أن تحدث للرياضيين عند استخدام الكرياتين من خلال بعض الدراسات الميدانية(8-11) .
وفي أحد الدراسات التي أجراها جهن وآخرون(9) على لاعبي كرة القدم والبيسبول الأمريكية ( أعمارهم 18-23سنة) (وأوزانهم ما بين 75-152كلغم) . حيث قدم لجميع اللاعبين الكرياتين مسحوق مع الماء أو الجلوكوز بنسبة (20-30جراما ) لمدة (5-7 أيام في الأسبوع) . وقد منح لاعبو كرة القدم الكرياتين لمدة 3 شهور ، بينما منح لاعبي البيسبول الكرياتين لمدة 5 شهور ، وذلك خلال موسم التدريب لكلا الفريقين . وقد تلخصت النتائج في الأمور التالية:
الملخص
الكرياتين مركب غذائي طبيعي لا يقع ضمن قائمة المنشطات الممنوع تناولها من قبل اللجنة الأولمبية. وقد أثبتت معظم الدراسات أن تناول (20-30جراما في اليوم) بمعدل6 جرعات بمقدار 5 جرامات/يوميا مع الكربوهيدرات البسيط مثل الجلوكوز يحسن من مستوى التدريب والمنافسات.
تتضح أهمية تناول الكرياتين في الألعاب الرياضية التي تعتمد على النظام الفوسفاتي لإنتاج الطاقة خاصة عند إعادة التكرارات التي تتميز بالشدة العالية مع فترات راحة قصيرة. حيث يساعد العدائين على سرعة الاستشفاء ، وبالتالي يمكن زيادة شدة التدريب.
ومن أهم الآثار السلبية لاستخدام الكرياتين أنه يسهم بالإصابة بالتقلصات العضلية(5-6-12) نتيجة زيادة محتوى الماء بين الخلايا مما يخفف من تركيز الأملاح . وكذلك زيادة الوزن خاصة بالنسبة للاعبين الذين يخضعوا لتدريب بدني عال ولفترة زمنية طويلة . وأخيرا ، يوصى بعدم استخدام الكافيين خلال مرحلة تحميل الكرياتين لأنه يستنفذ فعاليته.

منقول


تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى