lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟

اذهب الى الأسفل

هل سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟ Empty هل سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟

مُساهمة من طرف physiosport الثلاثاء فبراير 26, 2013 3:34 am

هل سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟

قبل أسابيع قليلة اطلعت على صفحات إيلاف على مقال ممتع عن مشاهدة سكان بابل في العراق لأطباق طائرة واستغل كاتب المقال هذه الفرصة ليذكر القراء بعرض تاريخي لهذه الظاهرة الغريبة وانعكاساتها على الذهنية البشرية، فتساءلت هل يمكن للبشر تصديق حقيقة أن هذه الأجسام المحلقة المجهولة الهوية التي تختصر بالفرنسية بالحروف الأولى لجملة objets volants non identifiés OVNI أو UFO بالإنجليزية، هي مركبات فضائية قادمة من كواكب أخرى في الفضاء مأهولة بحضارات متطورة تكنولوجياً وعلمياً ومتفوقة علينا أو متقدمة بآلاف أو بملايين السنين يطلق عليهم العلماء تسمية extraterrestres؟ وكيف وصلت إلينا تلك الأجسام الطائرة حتى لو كانت تسير بسرعات هائلة تقرب من سرعة الضوء وهي 300000 كلم / ثانية، خاصة وإن المسافات التي تفصلنا عن أقرب نجم للأرض هي أربع سنوات ضوئية ، فما بالك إذا كانت تبعد عنا ملايين أو مليارات السنين الضوئية ـ والسنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء بسرعته المذكورة أعلاه خلال سنة أرضية ـ ؟ ومع ذلك يعتقد البعض جازماً أن هنالك عدد غير محدد من الكائنات الفضائية التي تشبهنا ولها هيئة البشر تعيش بيننا بصورة سرية ومختلطة معنا وتقوم بمهمات بحثية على كوكبنا منذ سنوات بعيدة لكنها لم تتصل بحضارتنا البشرية بصورة رسمية وعلنية عدا استثناءات نادرة عبر التاريخ.
وهنالك من لا يصدق ذلك وينفي نفياً قاطعاً وجود عوالم أخرى وكائنات ذكية في الكون غيرنا، ومن بينهم علماء كبار ومعروفون وحجتهم أنه " إذا كان هؤلاء موجودون حقاً فلماذا لم يتصلوا بنا بشكل عملي ملموس ومثبت لحد الآن؟ ويتلخص موقفهم بجملة أو بمعضلة " مشكلة اللاإتصال le problème du non contact واستحالة الاتصال بنا تبعاً لمفارقة فيرمي paradoxe de Fermi ، وفشل برنامج سيتي SETI الذي نفذته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وهو عبارة عن محاولات لإجراء اتصالات كهرو ـ رادويوية أو إشعاعات كهربائية radioélectriques مع حضارات لا أرضية أو فضائية civilisations extraterrestres ويميلون لفكرة وحدتنا الكونية Notre solitude Universelle أي أننا نمثل الحياة الذكية الوحيدة في الكون ووجودنا تم بمحض الصدفة، وهي صدفة لن تتكرر، وهذه نظرة عبثية لأن الكون المعروف بشساعته اللامحدودة لا يمكن أن يكون وجوده عبثياً وفارغاً إلا من حفنة من البشر لا يشكلون ذرة غبار بالنسبة لمكونات هذا الكون العظيم المتكون من مئات المليارات من المجرات و التي تحتوي بدورها على مئات المليارات من النجوم والكواكب الملحقة بها والدائرة في أفلاكها. يدعي أحدهم أن عمر الكون المعروف لدينا اليوم بوسائلنا العلمية البدائية لا يتجاوز الخمسة عشر مليار سنة في حين أن متوسط عمره في أسوء الأحوال حسب تقديرات العلماء هو عدة مئات المليارات من السنين، بعبارة أخرى أن الكون، بنظر هذا العالم، ولد للتو وهو ما يزال في طفولته و لا يمكنه أن ينجب هذا الكم الهائل من المخلوقات الذكية والعاقلة، وإن وجدت فهي تماثلنا في المستوى أو أدنى منا وموزعة في أعماق الكون البعيدة ولا يمكنها كما لا يمكننا الآن الترحال بعيداً حتى خارج مجموعتنا الشمسية للاتصال بها على عكس ما تقدمه لنا أفلام الخيال العلمي والمسلسلات الخيالية العلمية من نوع ستار تريك Star Trek وحرب النجوم La guerre des Etoiles والتي تقول لنا أن مجرتنا درب التبنانة ذات المئتي مليار نجم ومليارات الكواكب تعج بالمخلوقات الذكية من كل نوع وجنس، ويستند هذا العالم في رأيه هذا لمقولة العالم الفذ ستيفن هوكينغ Stephen Hawking في أن ظهور الحياة على كوكب ما لا يعني بالضرورة حصول حضارة متطورة وذكية. بالرغم من دهشة علماء الفيزياء الفلكية astrophysiciens عند اكتشافهم لعدد هائل من المجرات والنجوم والغازات الكونية الغنية بالكاربون والأوكسجين ـ وهما مصدر الحياة ـ في حقبة بدايات الكون عندما لم يتجاوز عمره بعد المليار سنة. وقبل المضي في الموضوع لنوضح ما المعني بمفارقة فيرمي ومن هو فيرمي. أنريكو فيرمي هو عالم إيطالي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1938 وتعبير مفارقة فيرمي أطلقه العالم الأمريكي الشهير كارل ساغان Carl Sagan ومفاده،" أنه لو كانت هناك حضارة كونية متقدمة تكنولوجياً وعلمياً لكانت استعمرت المجرة منذ زمن طويل وبالتالي كان من المفترض أن نرى كائنات فضائية تحتل كوكبنا وتديره وهذا لم يحصل. ولذلك أعلن عالم الفلك ميكائيل هارت Michael Hart سنة 1975 استناداً إلى مفارقة فيرمي ، أن غياب الكائنات الفضائية الذكية على أرضنا يعني أن الإنسان هو المخلوق الوحيد داخل المجرة، وكرر نفس مقولته علماء آخرون مثل فيليب زاركاPhilippe Zarka وألفريد فيدال مدجار Alfred Vidal Madjar و نيكولا برانتزوز Nicolas Prantzos الذين يؤيدون مفارقة فيرمي ويطرحون نفس التساؤلات والشكوك، من قبيل: " إذا كانوا موجودين فأين هم؟ ولماذا لم يأتوا إلينا لحد الآن بشكل علني وملموس ومثبت؟ فحضارة تسبقنا بمليون سنة لا يمكن إلا أن تكون حاضرة بيننا. وإذا كان تلك الحضارة لو وجدت فلماذا لم تستعمر الأرض التي لا يتجاوز عمرها الـ 4.6 مليار سنة، فهذا يعني أنها غير موجودة . ويعتقد العالم ستيفن جاي غولد Stephen Jay Gould أن وجودنا كان نتيجة حدث عرضي للتطور الأعمى وإذا كانت الحياة عبارة عن حادث وقع بمحض الصدفة فلا مجال لاحتمال تكرار هذا الحادث أو تكرار هذه الصدفة في مكان آخر في الكون. يعتقد عالم الفيزياء الفلكية والرياضيات البريطاني ستيفن هاوكينغStephen Hawking أنه إذا كانت هناك حياة ذكية ومتطورة في مكان آخر خارج الأرض فإنها ستكون حتماً بعيدة جداً وإلا كانت قد زارت الأرض منذ زمن بعيد ولكنا عرفنا بوجودها وزيارتها لنا حتماً ولحدث ذلك وفقاً لسيناريوهات تطرقت إليها أفلام الخيال العلمي من نوع " يوم الاستقلال Indépendance Day "و " حرب العوالم La Guerre des mondes " أي كمخلوقات غازية ذات نوايا شريرة وليس كما جاء في فيلم إي تي ET أو فيلم لقاء النوع الثالث Rencontre de troisième type، وبالتالي عندما ستتاح لنا فرصة استكشاف مجرتنا درب التبانة فربما سنكتشف أشكال بدائية من الحياة ولكن بالتأكيد لن نعثر على مخلوقات مثلنا لأن الكائنات التي تشبهنا سوف تدمر نفسها قبل أن تصل إلينا أو تدمرنا بمجرد عثورها علينا كما نفعل نحن البشر، وهذا هو أيضاً رأي العالم الفيزيائي والفلكي لوي هيندكورت Louis Hendecourt .
لماذا لم يعط مشروع سيتي SETI أية نتائج مثمرة؟
كان عالم الفلك فرانك دراك Frank Drak أول من قام بحث منتظم عن إشارات ورسائل ذكية قادمة من الفضاء من حضارات كونية سنة 1960، وذلك في إطار مشروع أوزما Projet Ozma إلا أن الاستماع لإشارات قادمة من نجمتين متشابهتين وجهت إليها الصحون اللاقطة، وهما إبسلون إريداني Epsilon Eridani و تو سيتي Tau Ceti لم يعط شيئاً . وفي سنة 1961 قدم دراك معادلة رياضية عرفت بمعادلة دراك للوجود الحي في الكون Equation de Drak تتعلق بعدد الحضارات الكونية الذكية المفترض وجودها في مجرتنا درب التبانة La voie lactée. إن أغلب مفردات أو ثوابت ودالات تلك المعادلة مجهولة، كنسبة الكواكب الملائمة للحياة، ونسبة الكواكب التي ظهرت فيها الحياة، ونسبة الكواكب التي ظهرت فيها حياة ذكية ومتطورة، الخ .. وكانت النتيجة النهائية لصيغة دراك الرياضية تعتمد كثيراً على تقدير متوسط الحياة لحضارة متقدمة تكنولوجياً أو كما صاغها هو بالفرنسية La durée de vie moyenne d’une civilisation avancé technologiquement فلو أعطينا قيمة مرتفعة لهذه الدالة L في المعادلة فإن النتيجة تقول أن المجرة مأهولة بملايين الحضارات الذكية وإذا كانت القيمة لهذه الدالة L صغيرة ، بسبب التدمير الذاتي المحتمل للحضارات المتقدمة تكنولوجياً على سبيل المثال، فإن الحضارات الذكية المفترضة أو المتحملة تعد بالمئات في المجرة. وبعد أن فشل مشروع سيتي في تقديم نتائج مشجعة قطع الكونغرس الأمريكي التمويل عنه وصار يشتغل اعتماداً على الهبات الخاصة من الشركات وتبرعات بعض الأثرياء في العالم منذ عام 1994 . وإنطلاقاً من معادلة دراك استنتج العلم الفلكي بيير غيران Pierre Guérin وجود ثلاث أنواع من الحضارات الكونية أو الفضائية آخذاً بالاعتبار معيار مستوى التطور التكنولوجي لحضارتنا الأرضية حالياً.
النوع الأول: حضارات لم تكتشف بعد وسائل الاتصال الحديثة télécommunication ومستواها التقني والعلمي لا يتجاوز ما حققه البشر في حقبة القرن التاسع عشر وبالتالي ليسع بوسع مثل هذه الحضارات أن ترسل إشارات أو رسائل لحضارات أخرى ومنها حضارتنا نحن.
النوع الثاني: حضارات تمتلك مستوى علمي وتقني يشابه ويقارن بالمستوى التكنولوجي لحضارتنا الأرضية في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
النوع الثالث: حضارات حققت تقدماً تكنولوجياً هائلاً يتفوق على حضارتنا بمئات الآلاف أو بملايين السنين.
فلو استثنينا النوع الأول لعدم قدرته على التواصل تكنولوجياً معنا أو مع حضارات أخرى تتفوق عليه ، نأخذ النوع الثاني ونتساءل هل من المنطقي أو الأمر الذكي والنافع أن تطلق حضارة من هذا النوع الذي يتساوى مع مستوانا التقني والعلمي، إشارات ورسائل كهرو ـ راديوية radioélectriques مكلفة على أمل أن تلتقطها إحدى الحضارات المشابهة أو تشخصها وتعرف مصدرها مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك الرسائل ستستغرق عشرات أو مئات أو آلاف السنين لكي تصل إلى الجهات المرسلة إليها؟ وكذلك الأخذ بالاعتبار أن الرد عليها سيستغرق نفس الفترة الزمنية التي استغرقها إرسالها إذا كان هناك رد ما؟ البعض يعتبر هذه الخطو ذكية عندنا لأنها ستجعل الآخرين يعرفون يوماً ما بوجودنا داخل المجرة وفي هذا الكون كمن يرمي قنينة فيها رسالة في المحيط لعل أحداً يعثر عليها حتى بعد فوات الأوان. ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا هو موقف أو قرار حضارات أخرى بمستوانا ومن نوع حضارتنا. والسؤال الآخر يتعلق بـ "ما هو احتمال وجود حضارة تقارن بمستوى حضارتنا في القطاع الجغرافي الكوني المختار والمستهدف والمرسلة إليه الرسائل وهي احتمالية ضعيفة جداً نظراً للتنوع الكبير والتفاوت في المستوى الزمني لمستويات التطور" كما يقول غيران. أما حضارة من النوع الثالث الذي يسبقنا بآلاف أو ملايين السنين من التطور والتقدم التكنولوجي فلن تضيع وقتها بلا طائل بإرسال رسائل بطرق كهرو ـ راديوية radioélectrique بدائية تجاوزها الزمن وباتت بالية من وجهة نظر تقدمها العلمي وتحتاج لزمن طويل جداً لكي تصل إلى هدفها، وإن وصلت فقد لايكون بمقدور من يتسلمها فك طلاسمها وفهمها. وليس من المعقول أن حضارات متطورة ومتفوقة علينا بآلاف أو ملايين السنين لا تمتلك وسائل أخرى للتواصل والاتصال غير تلك المعتمدة على الموجات الكهرو ـ مغناطيسية والراديوية والتي تتحدد سرعتها بسرعة الضوء الثابت حسب نظرية النسبية والتي لايمكن تجاوزها وهي 300000كلم/ثانية وهي بطيئة بالنسبة للمسافات الموجودة بين المجرات والنجوم في الكون والتي تحسب بمليارات السنين الضوئية . صحيح أننا نحن البشر لا نستطيع التنقل والسفر بأسرع من الضوء لأن الزمن يصبح صفراً بالنسبة لنا ولا نمتلك الأدوات التقنية القادرة على السفر بسرعة تقرب من سرعة الضوء في المكان الثلاثي الأبعاد في كوننا المرئي والقابل للرصد والمراقبة إلا أن بعض الفيزيائيين المنظرين في مجال هندسة وتركيبة وتكوين الكون يقولون بأن لهذا الأخير عدة ابعاد، بل ويقولون بوجود عدة أكوان متداخلة أو متوازية أو متجاورة autre Univers consubstantiel ou parallèles يوجد عبرها مختصرات طرق racourcis زمكانية spatio – temporels و ثقوب أو قنوات دودية زمكانية trous de vers يمكن استغلالها لإرسال الرسائل أو السفر دون انتهاك أو خرق لقوانين النسبية وبطرق علمية لايعرفها البشر بعد كاستخدام المادة المضادة antimatière و المادة الشبحية أو المادة الظل Matière fantôme ou matière Ombre ومحركات البلازما ومضادات الجاذبية antigravitationnelles والتي سنتطرق إليها بالتفصيل العلمي الدقيق في مقالات لاحقة، وقد اثبت العلماء وجود تلك الممرات الخفية أو غير المرئية التي تستقلها الأطباق الطائرة للتجول بين الكواكب لذلك من غير المتوقع تسلم رسائل من حضارات من النوع الثالث ترسل لحضارات بدائية مثلنا وبطرق بدائية كالتي نستعملها نحن اليوم، ومن غير المحتمل أيضاً وجود حضارات من النوع الثاني في محيط يبلغ قطره بضعة آلاف من السنوات الضوئية حول شمسنا . أو هم موجودين ولكن بمستوى حضاري وتقني يعود للعصر الحجري الذي مررنا به نحن أو حتى قبله، أو على العكس من ذلك توجد حضارات تمتلك فيزياء متطورة جداً لا تخطر على بال بشر ولن يفيدها إرسال رسائل راديوية فهم يعرفون بوجودنا ويراقبوننا عن بعد مما يدل على عبثية ولا فائدة مشروع سيتي للتواصل الكوني .
في حلقات قادمة سنتطرق لصلاحية مفارقة فيرمي Paradoxe du Fermi والإجابة على التساؤلات العلمية المشروعة التي يطرحها وآراء حضارات كونية وصلت إلينا بطرق متعددة تشرح أسباب عدم اتصالها المباشر والرسمي معنا والكشف عن وجودها بصورة ملموسة لا تقبل الدحض.

--------------

ماذا يعني أن نتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟ 2

ماذا يعني للبشرية التأكد من وجود حضارات أخرى عاقلة وذكية في الكون؟ وهل يمكن أن يصدق الناس في يوم ما هذه الفرضية التي باتت بالنسبة لبعض العلماء حقيقة ثابتة تحتاج للبرهان المختبري ليس إلا.
كرست مجلة السماء والفضاء Ciel et Espace عددها لشهر نوفمبر سنة 2005 لهذا الموضوع بيد أنها لم تتمكن من تقديم إجابة ناجعة على مسلمة أن البشرية ليست سوى جنس عادي مبتذل من بين عدد هائل من الأجناس والكائنات التي يزدحم بها الكون المرئي الشاسع وبالذات في مجرتنا درب التبانة بالرغم من تحفظات أنصار مفارقة فيرمي paradoxe de Fermi الذين يدعون إن أياً من تلك الحضارات أو سكان الكواكب الأخرى لم يتصل بنا ولم يهبط على الأرض بينما يشير الواقع إلى عكس ذلك والشواهد عديدة لا تعد ولا تحصى، وهناك آلاف الشهادات والصور والتقارير التي تثبت ذلك. يتحجج أتباع مفارقة فيرمي بأنه لا يمكن للكائنات الفضائية القدوم إلينا لأن الرحلات الفضائية بين الكواكب والنجوم في الكون ، وبين مكونات مجرتنا يحتاج لسنوات طويلة وتتطلب عدة أجيال من رواد الفضاء القادمين من تلك الكواكب، والحال أن هذه الذريعة تستند لمعدل عمر الإنسان على الأرض وهي قصيرة جداً بالمقارنة بعمر الكائنات الفضائية Extraterrestres الذي قد يمتد البعض منها إلى آلاف السنين بفضل تقنية تجديد الخلايا، والاستنساخ، ومن البديهي الاعتقاد أن حضارات متقدمة علمياً بإمكانها إمتلاك تقنية التجميد للكائنات الحية لإبقائها على قيد الحياة لعقود، وربما لقرون طويلة . كما أن لديها من التقنيات العلمية العالية جداً مما يؤهلها لحماية نفسها من مخاطر الإشعاعات الكونية وتستطيع توليد طاقة عالية ومستدامة وبلا حدود لتسيير مركباتها، كالوقود النووي وطاقة المادة المضادة والسيطرة على طاقة البلازما والتنقل بين الأبعاد الكونية وإلغاء الجاذبية الخ... فمنها من يكتف بالمراقبة والتأمل والدراسة عن بعد ومنها من يحاول، وبسرية تامة، الاقتراب من الجنس البشري والاختلاط معه بحذر شديد تبعاً لاختلاف الأهداف والأغراض المحددة لرحلاتهم . وهناك مستويات متنوعة ومتباينة للتقدم التكنولوجي والعلمي لتلك الحضارات الفضائية العديدة. ولو عدنا 13 مليار سنة إلى الوراء واتخذنا سنة رمزية لأمكننا القول أن الأرض تكونت في 13 أيلول من تلك السنة وإن أول كائن بشري ظهر فوقها كان في 31 تشرين الثاني/ ديسمبر في الساعة السابعة وعشرين دقيقة مساءاً، وهذه حسابات علمية أعدت بواسطة برامج المحاكاة بواسطة كومبيوترات عملاقة وقوية جداً، وهذا يعني أن الحضارات الكونية لم تظهر في آن واحد وفي نفس الوقت، فالحضارة التي ولدت قبلنا بأربع وعشرين ساعة في تلك السنة الرمزية ستكون متقدمة علينا بخمسة وثلاثين مليون سنة. منها من غادر بعد إنتهاء مهمته البحثية ومنها ما يزال يعمل فوق كوكبنا دون أن يؤثر وجودها على مسار حياتنا وتطورها بالإيقاع الطبيعي المرسوم لها. فمنذ فجر الإنسانية كنا هدفاً وموضعاً للدراسة والمراقبة ويكفينا الرجوع للدراسات التاريخية والآركيولوجية لظواهر الأجسام المحلقة المجهولة الهوية OVNI عبر العصور وفحص الأساطير والخرافات القديمة جداً والروايات الفلكلورية والتاريخية والدينية لمختلف شعوب الأرض وبالذات تلك التي وردت في الكتب المقدسة وغيرها والتي أشارت كلها إلى زيارة الآلهة للأرض واتصالها بعض الأفراد المنتقين بعناية وتعمد مسبق حتى أن بعض البشر غادر الأرض بصحبة تلك الكائنات في مركباتها النارية أو عربات الآلهة كما كانوا يسمونها. والسؤال الذي يعيد نفسه بلا انقطاع لماذا لم يتصلوا بنا على نطاق واسع وعلني ورسمي ملموس وبمعرفة جميع سكان الأرض؟
من الممتع محاولة معرفة رأي الكائنات أو المخلوقات الفضائية أو اللاأرضية بهذه القضية أي عدم الاتصال المباشر والعلني والملموس مع سكان الأرض وقادة الأمم والزعماء السياسيين والدينيين الذين يقودون مليارات من البشر على هذا الكوكب؟
هناك أحد أشهر الحضارات الكونية الـ extraterrestres وهم الأومييون Les Ummites من سكان كوكب أومو Ummo الذي يدور حول شمس أخرى بعيدة عن شمسنا ويقع في نظام شمسي يشبه نظامنا الشمسي نوعاً ما. وسبب اختيارهم هنا لأنهم مثلنا وعلى هيئة البشر ويشبهوننا بالمظهر الخارجي لكنهم متقدمون علينا بآلاف السنين حيث قاموا بأول محاولة اتصال معنا عبر البريد وإرسال رسائل من مختلف المناطق في الأرض لعدد من الأشخاص الذين اختاروهم بعناية فائقة وقصتهم معروفة في العديد من التحقيقات والكتب والبرامج التلفزيونية والحلقات البحثية الجادة، بيد أن الذي يهمنا هنا هو الإطلاع على موقفهم ورأيهم هم بمسألة عدم الاتصال العلني الواسع والملموس. يقول الأوميون في إحدى رسائلهم حول هذا الموضوع أنهم تعهدوا بعدم التدخل في التطور الإجتماعي لكوكبنا الأرض لسببين جوهريين أولهما بسبب وجود ميثاق كوني أو أخلاق كونية تمنع التعامل مع مختلف التكوينات الإجتماعية أوالكائنات الأدنى تطوراً التي تعيش على كواكب أخرى بطريقة التعالي أو الأبوية والوصاية كما لو أنهم قاصرون، ثانياً بسبب تقديرهم لما يمكن أن يسببه مثل هذا التدخل العلني من تداعيات سلبية وخطيرة على التفكير الجمعي لتلك المجتمعات وما يمكن أن يحدثه من انهيارات لمجموعة القيم الاعتقادية والفكرية والدينية والفلسفية والعلمية. فالقانون الأخلاقي لدى الأوميون يمنعهم من التدخل والتأثير على الصيرورة التطورية لثقافة ونمط تفكير مجموعة بشرية أو غير بشرية تعيش في مكان ما في هذا الكون، فهم واثقون من التشويهات الرهيبة التي ستحدث في طبيعة التركيبات الإجتماعية والنتائج السلبية جداً التي ستنجم حتماً من جراء مثل هذا التدخل المباشر والعلني المكثف، وقد كتبوا بهذا الصدد ما نصه:" إذا رغبنا بدراسة حضارة كوكبية ما بكل نقاوتها سيتعين على حضورنا أن يكون سرياً وأن نتفادى إحداث اضطرابات اجتماعية، وعدم التسبب بحدوث ديناميكيات غير طبيعية في الوسائل التقنية والدفاعية وفي أساليب الرصد والاعتراض وحصول اضطرابات في وسائل الاتصال وشبكات الإعلام ذات التأثير الجمعي الكبير على الناس. فمجتمع مضطرب بسبب وجود كائنات غريبة عنه سيكون غير قابل للدراسة بكل نقاوته ، مثلما هو الحال لو أن عالم بكتريولوجي يرغب بدراسة خلية جذعية أو ظاهرة بكتريولوجية ما فعليه أن يحافظ على نقاوتها لا أن يثير اضطرابها بإضافة جراثيم أو مكونات جرثومية غريبة عنها ستؤثر حتماً على الصيرورات البيولوجية للخلية موضوع الدراسة حيث ستفقد خصائصها الأصلية إذ ستتكون كينونة جرثومية أخرى مختلفة هي التي ستكون موضع الدراسة تحت الميكروسكوب. لهذا السبب ، من بين أسباب كثيرة أخرى ارتأينا أن يكون حضورنا بين البشر على الأرض سري وبدرجة عالية من الكتمان وبصورة غير رسمية باستثناء بعض الشخصيات المنتقاة بعناية كبيرة. وقد طلب منا البعض منهم، خاصة من أمريكا الشمالية واستراليا، توضيح السبب الحقيقي الذي يمنعنا من الكشف عن حقيقتنا أمام الملأ الأرضي والعمل بصورة علنية ورسمية، وأن نعمل بمبدأ فرض الأمر الواقع كأن نهبط بمركباتنا في عز النهار ووسط الناس، في ملعب لكرة القدم، أو ساحة عامة، أو حديقة عامة كبيرة جداً في مدينة عالمية كنيويورك، مرتدين أزياءنا الفضائية الغريبة، حاملين بنادق الليزر الفتاكة أو الرهيبة لردع المعتدين أو المهووسين كما يحدث عندكم عادة في أفلام الخيال العلمي. الحقيقة أن رغبتكم البدائية للتواصل وفق هذا السيناريو المضحك تدل على عدم استعداد البشر للتصديق بوجود حضارات ذكية أخرى في الكون في الوقت الحاضر، ولسان حالهم يقول: إذا كنتم كائنات فضائية فلماذا لا تعرضون أنفسكم أمامنا مع أدلة على ذلك لا تقبل الدحض؟ وللرد نقول : " ليس لدينا أية رغبة ، لا نحن ولا غيرنا من الكائنات التي زارتكم قبلنا أو بعدنا، وليس من مصلحتنا البتة، أن تتأكد التركيبات الإجتماعية البشرية على الأرض من صحة وجودنا على الأرض فهذا ليس من أهدافنا على الإطلاق. فمنذ البداية اخترنا أن نعمل في الخفاء وبصورة سرية تامة وأخذ الوقت اللازم للتعرف تدريجياً على ثقافاتكم ولغاتكم وقوانينكم والسيكولوجيا الإجتماعية الأرضية التي تتحكم بتصرفاتكم وسلوككم، ودراسة ردود الأفعال المتوقعة، وانتهينا إلى حقيقة هي أن الكشف عن وجودنا لبضعة أشخاص مختارين بعد دراسة تركيبتهم الدماغية وسيرتهم العلمية لن يشكل أي خطر على خطتنا ومهمتنا البحثية لأننا واثقون أن باقي البشر سوف يشككون بأقوالهم ويسخرون منهم ويتهكمون عليهم ولا يصدقون ما يمكن أن يكشفه البعض ممن اخترناهم واتصلنا بهم، وهذا ما حدث بالفعل عندما خرق بعض أصدقائنا من سكان الأرض ميثاق السرية ونشروا الرسائل التي تلقوها في بولونيا وإسبانيا وكندا حيث سخر منهم القراء واتهموهم بالجنون أو بمخيلة فنتازية وهو الأمر الذي يناسبنا". ويعتقد الأوميون أنه لا ينبغي أبداً تغيير صيرورة التطور الطبيعي الجاري على الأرض بإيقاعه المطلوب واللازم، من خلال إدخال أفكار جديدة ومفاهيم جديدة وحقائق جديدة وغريبة عن الأرض سواء على الصعيد الديني أو السياسي أو الاقتصادي أو العلمي أو التقني ـ التكنولوجي. ويواصل الأوميون :" لم نأت إليكم بصفة آلهة هبطوا من السماء ولا أنبياء أو رسل أو ملائكة قادمين من الفضاء الخارجي لنجلب لكم عقيدة جديدة أو فيزياء جديدة أو دين جديد أو مفاهيم رياضية جديدة استناداً إلى نضوجنا وتطورنا وتقدمنا الثقافي والعلمي والطبي والبيولوجي الذي لا يمكن مقارنته بما توصلتم إليه لحد الآن. ولكي نقرب لكم ما نقصد تصوروا مهندساً أرضياً متخصصاً بالمعمار والبناء وتشييد الجسور، يزور روضة للأطفال ويباشر بشرح كيفية بناء جسر باستخدام القياسات والمعادلات الرياضية والتصميمات العلمية والحسابات التقنية والرسوم المهنية والحرفية المتعلقة بذلك والمصطلحات المحترفة المتداولة في المهنة التي يمارسها وشرح خصائص الإسمنت المسلح ومقاومة الحديد والفولاذ للمتغيرات المناخية وعمليات التمدد والتقلص تبعاً لدرجات الحرارة لأطفال لا يستطيعون تناول الطعام بأنفسهم الخ ... نرجو أن تكون الصورة قد وصلت واضحة إلى الأذهان. وحتى لو قررنا التدخل وزرع جزء مما توصلت إليه حضارتنا من إنجازات وتقدم في مختلف المجالات وعلى كافة الصعد فسوف نحتاج إلى 250 أو 300 سنة على الأقل لتحقيق نتائج ملموسة فمستوى الاستيعاب لدى البشر لا يزال في بداياته".فنحن لا نرغب بأن نجعلكم تشعرون بأننا نعاملكم كالأطفال. إلى جانب ما تتمتعون به من غرور وخيلاء وكبرياء يمنعكم من تقبل الوصاية ويدفعكم للثورة والمقاومة وعدم الانقياد والاستسلام بسهولة وليس من أخلاقنا إرغام الأجناس والكائنات الأخرى على الخضوع لنا بالقوة والإكراه وإن كنا قادرين على ذلك بسهولة، إلا في حالة واحدة فقط هي أننا نتأكد من أن تقوم حضارة أو مجموعة من الكائنات بتدمير نفسها بنفسها بأسلحة الدمار الشامل حينذاك سنتدخل لمنعها من ارتكاب مثل هذه الكارثة التي تبيد جنسهم وتنهي حضارتهم."
أخذ نص هذه الرسالة من كتاب العالم الفرنسي جون بيير بتي Jean-Pierre Petit بعنوان" لغز الأوميون : علم جاء من كوكب آخر؟ le Mystère des Ummites, une science venue d’une autre planète ?" .
ويسرد الأوميون بهذا الصدد قصة متخيلة تتحدث عن وصول بعثة فضائية إلى الأرض في فترة القرون الوسطى واتصالهم علناً بالسكان ومساعدتهم في شفي الأمراض المستعصية باستخدام معلوماتهم الطبية المتقدمة جداً فاعتبرهم السكان آنذاك سحرة من أتباع الشيطان وحكموا عليهم بالحرق وهم أحياء بتهمة الهرطقة وهي قصة طريفة وذات دلالات عميقة، وفيها الكثير من التفاصيل الممتعة تنم عن معرفة عريقة بتاريخ البشر وحضاراتهم القديمة والحديثة ومستوى تفكيرهم وردود أفعالهم . فبلغة القرن العشرين والواحد والعشرين لايمكن للبشر فهم واستيعاب قواعد الحساب الرياضي والمعادلات الفيزيائية الأومية والمعادلات التفاضلية équations différentielles المستخدمة لقياس الزيادات الضئيلة جداً في الدوال والمتحولات وتطابقها أو استخدام إشعاعات معينة معقدة للقضاء على خلايا السرطان والتي يمكن استخدامها أيضاً كأسلحة دمار شامل وإبادة في نفس الوقت . وهناك وصف دقيق لبعض النماذج التكنولوجية الأومية وردت في رسائل الأوميين ووردت في كتب مخصصة لهم مثل كتاب العالم الفرنسي جون بيير بتي المشار إليه أعلاه وكتابه الآخر :" فقدنا نصف الكون On a perdu la moitié de l’Univers" وكتابه :" تحقيق حول كائنات فضائية تعيش بيننا : لغز الأوميين le Mystère des Ummites Enquête sur des Extraterrestres qui sont parmi nous " . والتي تشرح رؤيتهم ونظريتهم العلمية للكون والميتافيزيقيا والتطور البيولوجي والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع شبه المثالي بالنسبة لنا الذي يعيشون فيه حيث استطاعوا القضاء على الأمراض والجريمة والفساد. ويقدمون نصيحة لسكان الأرض تقول إنه إذا أراد سكان كوكب آخر متطور حضارياً وتقنيا على الأرض بآلاف السنين أن يؤذوا البشر فسوف لن يكونوا بحاجة إلى استخدام أسلحة فتاكة كالتي نراها في أفلام الخيال العلمية بل يكفيهم أن يظهروا أنفسهم وبصورة مفاجئة واستعراضية مع بعض الأدلة التي تعكس قوتهم الحقيقية لخلق الهلع والذعر والهيجان والاضطراب الشامل بين سكان الأرض مما سيكون لذلك تداعيات وانعكاسات كارثية. فالتطور البشري على الأرض يشبه نمو الطفل من الحيمن إلى الإنسان البالغ والمفكر والعاقل والذكي ذو الوعي المتطور، فالجينات التي تتحكم بسلوك الفرد لها تأثير على المستوى الجماعي والمجتمعي. وكذلك فإن نقل المعلومات العلمية والتكنولوجية المتطورة جداً وبصورة مفاجئة على طريقة القفزات السريعة من شأنه أن يخلق مشاكل عويصة يستحيل حلها كما هو الحال مع الطفرات الجينية.

-------------

كيف ولماذا وأين ومتى سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟ -3-

قبل عقد من الزمن، أي في عام 2000 من القرن الماضي ظهر كتاب مثير للدهشة يروي فيه مؤلفه، وهو جون دي رغويالغ jean de Raigualgue تجربته الغريبة عن إتصاله بكائن فضائي سنة 1984. وقد رد الزائر الفضائي على تساؤل جون دي رغويالغ لماذا لا يقيم اتصالاً رسمياً واسعاً وعلنياً مع البشر، قائلاً بأن عدم الاتصال بين كائنات تعيش في مختلف بقاع الكون ومتقدمة كثيراً على البشر، يعود لاختلاف مستوى الوعي بين الحضارات الكونية المتطورة ، ووعي البشر بحقيقتهم وبما يحيط بهم ولا يمكن لمثل هذا الاتصال أن يتم إلا بعد حصول تقارب وتجانس ولو نسبي بمستوى الوعي لديهما. وأخبره بوجود كونفدرالية كونية بين بضعة مجرات وسكانها، يحكمها قانون أخلاقي كوني يفرض واجبات مشتركة تتحكم بطبيعة العلاقات مع الحضارات الأقل تطوراً في الكون والتي أمكن الاتصال بها بصورة غير مباشرة ويسمى بمبدأ عدم التدخلprincipe de non- interférence ، والحال أن أغلب الحضارات الكونية التي وصلت إلينا هي متفوقة علينا كثيراً، ولن يكون بوسع أية حضارة كونية أن تبلغ مستوى راقياً إذا لم تتقدم أولاً في مجال " علم المحبة"، فالاتصالات التي تمت بين مختلف الحضارات الكونية المتطورة مبنية عل مبدأ تبادل المعرفة والمساعدة المتبادلة والتعاون والثقة والاحترام المتبادل بينها. ولا يوجد بينها نوايا شريرة معلنة أو مضمرة، ومع ذلك هناك بعض الحضارات الكونية civilisations galactiques تمتلكها رغبة الهيمنة لكونها لم تبلغ المستوى التقني والتطور المادي المطلوب الذي حددته الفيدرالية الكونية وهي تتفوق علينا نحن البشر، تكنولوجياً ببضعة قرون معدودة علينا ليس إلا. ولا ينبغي أن نخشى منها لأنها موضوعة تحت المراقبة من قبل حضارات وكائنات متفوقة عليها كثيراً والتي أنذرتها بأنها ستعرضها لأقسى العقوبات إذا تجاوزت الحدود المسموح بها لها ولن يسمح لها بإيذاء الحضارات الأدنى منها كالحاضرة الأرضية. ومن شهادة هذا الشخص استمد مؤلف مسلسل " بوابة النجوم Starsgat - La porte des Etoiles" الخيالي العلمي فكرة مسلسله. والبعض الآخر من الحضارات تتجاهلنا ولا يهمها أمرنا ولا ترغب سوى بدراسة بعض الظواهر الطبيعية والاجتماعية لدينا وأخذ بعض الثروات الطبيعية من الأرض بصورة خفية لأن الأرض تحتوي على ثروات طبيعية ومعدنية غنية ومتنوعة ووفيرة. إن عدم التدخل الأناني في الشؤون الداخلية للأرض لهو أفضل لها من التدخل المبرر والمشروع من وجهة نظر تلك الحضارات الكونية المتقدمة، حيث كثير ما كانت التدخلات تحدث بذريعة حسن النوايا المبطنة أو الزائفة كما كان الحال مع البشر وتعاملهم مع المستعمرات والشعوب البدائية التي اكتشفوها بحجة جلب المدنية والحضارة والتقدم لها. فأغلب المشاكل بين مكونات الأرض البشرية ناجم عن التصادمات والتباينات الاقتصادية والثقافية الخارجة عن السيطرة. ويشير هؤلاء برسالتهم إلى جون دي رغيالغ إلى :" إن الرحلات في الفضاء شيء رديف لأغلب الحضارات المتقدمة ، علما بأن السفر في الفضاء بالمعنى الفيزيائي البحت يرتبط بحضارات بربرية ومتوحشة مقارنة بأخرى راقية ومتسامية وإن مصطلح متقدمة لا معنى له إلا بمقارنته بالمستوى الذي وصلت إليه الأرض. فبعض الحضارات المتوحشة أو البربرية كما نصفها نحن هي متقدمة جداً على الصعيدين العلمي والتقني على الأرض لكنها بدائية ومتخلفة بالنسبة لنا".

فعلى صعيد التطور البيولوجي والتقني ومستوى الوعي والإدراك لا نزال نحن على الأرض بمستوى متواضع جداً وعلى وشك إنهاء دورة حضارية ، والانتقال إلى دورة حضارية جديدة من التطور لعمل أدمغتنا ونمط التفكير لدينا وتطوير وعينا مما سيعني زيادة قدراتنا على فهم الواقع المادي والمعنوي والنفسي أو الروحي والذي سيحصل على شكل انتقالات أو طفرات متعاقبة ملموسة، وسنشهد ظهور أشخاص عباقرة وموهوبين ومتفوقين عقلياً في كافة المجالات وسيزداد عددهم بالتدريج بالرغم من أنه سيستغرق عدة أجيال وإن أشكال التحول المتعاقبة les formes de mutations successives قد بدأت في مطلع القرن الواحد والعشرين ولكن ببطء. هناك رحلات فضائية فيزيائية وتكنولوجية بحتة تحتاجها الحضارات المتطورة تكنولوجياً وعلمياً لكنها بدائية روحياً في حين أن هناك حضارات ترحل وتنتقل بين المجرات وهي ليست بحاجة للتكنولوجيا المادية ومع ذلك فتواصلها واتصالاتها وتنقلاتها روحانية محض وهي أكثر بساطة وفعالية من التنقل بواسطة المركبات والسفن الفضائية، التي تحتاج لطاقة مذهلة ولا محدودة وإلى سرعات تتجاوز سرعة الضوء بكثير. فمحدودية سرعة الضوء وفق نظرية النسبية تنطبق على حدود النظام الشمسي الذي نحن منه وما يحيط به داخل مجرة درب التبانة فقط، فباستخدام بعض خصائص الفضاء التي نجهلها أو لم نكتشفها بعد، من الممكن اللعب على العلاقة المعقدة بين البعدين المكان والزمان وقطع مسافات هائلة في المكان خلال فترة زمنية قصيرة بالمقاييس الأرضية لكنها ليست الوسيلة الوحيدة للترحال والتنقل. فهناك حضارات تستطيع التنقل بقوة التفكير والمشيئة فقط وتستطيع توجيه كينونتها اللامادية إلى أي مكان أو منطقة في الفضاء المادي واحتلال جسد كائن آخر يسكن في المنطقة موضع الزيارة مؤقتاً ويمكنها أن تستخلص من الفراغ ماهية هلامية أو لامادية لخلق جسد افتراضي واحتلاله للاتصال من خلاله بالآخرين . وقد شرح هذا الزائر الفضائي Le visiteur extraterrestre لجون دي رغيالغ Jean de Raigualgue أن الجسد الفيزيائي أو المادي الذي يراه أمامه ويحدثه ليس سوى مظهر أو صورة افتراضية image virtuelle لأنه لا توجد وسيلة أخرى يستوعبها مستوى إدراكه وقال له :" فإذا كنت تخاطبني وتلمسني وتتبادل معي الأفكار والحديث فذلك لأنني تمكنت من تجميد صورة حللت فيها وجعلتها صلبة خلقتها ووجهتها بالتفكير والتخاطر عن بعد مع إني أعيش في كوكب يبعد عنكم ملايين السنين الضوئية". وحين سأله جون إذا كان جزءاً من حضارة انتقلت إلى المجال الروحاني أجابه الزائر الفضائي :" ليس بالضبط فجنسي ما يزال يقيم بين عالمين نصفه مادي ونصفه الآخر معنوي أو روحاني كما تقولون ومقدر لنا أن نغادر الغلاف المادي بمجرد الانتهاء من المهمة الملقاة على عاتقنا. وتتلخص تلك المهمة بالسهر على الحضارات المتأخرة أو التي لم تبلغ بعد المستوى المنتظر منها على مختلف الصعد كحضارتنا الأرضية وحمايتها من الأخطار الكونية الأخرى. فنحن بمثابة الملائكة الحراس Anges Gardiens للجنس البشري أو وسطاء بين الكائنات العليا للعالم اللامادي والكائنات المتقدمة في العالم المادي.

وهناك شخص يعمل راعي للماشية يدعى كيليان Kylian لا يعرف أحد له أصل ولا عنوان اتصل بشخص معروف من الوجهاء يدعى فردريك لونارديللي Frédérique Lunardelli وأطلعه على حقائق ومعلومات ومواضيع ميتافيزيقية أو ماورائية ésotériques نشرها هذا الأخير في كتابين ظهرا في منشورات هيليوس éditions Hélios يقول فيهما أن الكواكب المأهولة بالكائنات الذكية والعاقلة لا توجد على مستوى واحد من التقدم العلمي والتكنولوجي ، وإنها لا تمتلك نفس النوايا، وهي تزور الأرض لدوافع وأغراض مختلفة، منها تعرضها لخلخل تقني يضطرها للهبوط مؤقتاً على الأرض لإصلاحه، أو لوجود فضول علمي لديها، ومنها ما يأتي للمراقبة الدورية ولتأمين الحماية اللازمة للأرض، وإنقاذها من احتمالات انفلات الطاقة التيللوريكية التي ينفثها الكوكب وتؤثر على من يعيش فوقه énergie tellurique . فالأرض مكونة من نواة noyau وغلاف أو معطف manteau و قشرة écorce. فالنواة تدور باتجاه والغلاف أو المعطف يدور باتجاه معاكس والقشرة تدور بنفس اتجاه النواة ، والمجموع يولد تياراً يمسى بالتيار التيلليريكي وإن كوكبنا هو الوحيد من بين مكونات هذا القطاع في المجرة الذي يولد هذه الطاقة التيلليريكية وإن ترددات هذه الطاقة تشبه ترددات أنظمة كوارتزية systèmes à quartz تستخدمها بعض المركبات الفضائية اللاأرضية لذلك يأتي البعض منها إلى الأرض للتزود بهذه الطاقة غير المرئية لمواصلة مهماتهم الفضائية خارج نطاق الأرض ومجموعتنا الشمسية وبالتالي فنحن مجرد " محطة بنزين " مجانية إذا جاز التعبير للتزود بالوقود. بينما يحدو البعض الآخر نوايا غير سليمة تنحو نحو السيطرة والتعايش المشترك القسري مع البشر وهؤلاء هم الذين يجب أن نحمي أنفسنا منهم أذ لا يجب أن تحدث هذه العملية لصالح طرف وعلى حساب طرف آخر حسب تعبير ملائكتنا الحارسة لنا لهذا السبب كلفت بعض الحضارات الراقية بحماية الأرض من قبل الكونفدرالية الكونية .

هناك حسب كيليان Kylianنوعين من العوالم ، عوالم الكاربون mondes carbones وعوالم الآمونياك mondes ammoniaquesوالأول هو ما يعرف بالعوالم المادية mondes matériels في حين أن العوالم الآمونياكية هي المعادل لما يمكن أن نسميه العوالم الروحانية أو اللامادية mondes spirituels. هنالك سبعة صعد أو طبقات كاربونية 7 « plans carbones وتتوافق مع سبعة عوالم متطورة نوعاً ما، وكل صعيد أو طبقة مقسم بدوره إلى عدة مستويات أو مراحل أو درجات niveaux, échelons et stades وحضارتنا الأرضية من النوع الثالث من الطبقات السبع وفوقنا أربع طبقات أو أنواع حضارية كونية من العوالم الكاربونية. وما أن نتجاوز الطبقة الثالثة ننتقل إلى مرحلة أكثر تطوراً من الناحية التقنية تؤهلنا للإبحار بين الكواكب والمجرات فيزيائياً ومادياً أي بواسطة مركبات. تنبثق عادة عن مثل هذه الزيارت ، مع اختلاف أهدافها وغاياتها، علاقات ودية ومسالمة، ولكن ابتداءاً من المرحلة أو الطبقة الرابعة والخامسة وربما بدايات السادسة، يمكن أن تولد علاقات تصارعية وتنافسية، وربما حروب مفتوحة بين الحضارات المتصلة ببعضها مما يقود إلى هجرات واسعة لكائنات بأكملها من كوكب لآخر مهجور أو غير مأهول، ولأسباب سياسية، وانطلاقاً من المرحلة أو الطبقة السادسة والسابعة ينبثق نوع من الإشراف والسيطرة contrôle من قبل قوى أو كائنات أرقى وأعلى تقوم بمراقبة عملية التهجير الجماعي بين الكواكب المتناحرة، والمهمة الملقاة على عاتق المشرفين هي التأكد من ملائمة الكواكب المستضيفة لأشكال الحياة للكائنات المهجرة أو المرحلة وتفادي هيمنة الحضارات المتقدمة تكنولوجياً على الحضارات الأضعف والأدنى تطوراً ومساعد أشكال الحياة التي تواجه صعوبات في التأقلم والتكيف مع الكواكب التي أرسلت إليها ومعرفة مدى تحملها وقابليتها على التأقلم أو إيجاد كواكب أخرى بديلاً للكواكب التي توطنت فيها رغماً عنها تكون أكثر ملائمة لها . تشير مختلف المصادر المتوفر لدينا إلى أن الاتصال مع الحضارات الكونية الأخرى سيتم ربما في آواخر القرن الحالي "الواحد والعشرين" إذا ما تعرضت الأرض لكارثة طبيعية خارج عن إرادتها وليست بفعل أبنائها كأن تنزلق أو تنقلب الأقطاب فيها basculement des pôles أو تصطدم بمذنبات مدمرة astéroïde أو أن تتعرض للدمار بفعل أبنائها بسبب نشوب حروب نووية فيها guerres nucléaire .

-------------------

هل سيكتشف العلم الحديث سر الكون ؟

في خضم التنافس القائم بين الدول المتقدمة لتحقيق الانجازات العلمية والتفاخر بتحقيق السبق العلمي الأهم في تاريخ البشرية، بادرت أوروبا قبل نحو عشرين عاماً ببناء أضخم صرح علمي على الحدود الفرنسية السويسرية يعرف بمجمع سيرن CERN للبحوث النووية (الفضائية والكونية والفيزيائية) وخاصة فيزياء الجزيئات اللامتناهية في الصغر وتم تشييد مصادم الجسيمات أو مسرع الجزيئات العملاق الذي بدأ العمل رسمياً في 10 أيلول 2008 ويعرف باسم LHC وهو مختصر لمصادم الهدرون الكبير Large Hadron Collider ويعتبر أكبر وأضخم آلة علمية صنعت لحد الآن.

ففي بداية سنوات الستينات أعلن البروفيسور البريطاني الشاب آنذاك بيتر هيغزPeter Higgs أستاذ فيزياء الجسيمات في جامعة إيديمبورغ فرضية بوجود جسيمات غير مرئية أسماها البوزونات والتي حملت إسمه علمياً وعرفت ببوزونات هيغز وسماها بعض زملائه تندراً بجسيمات الله نظراً لاستحالة العثور عليها أو إثبات وجودها مختبرياً في ذلك الوقت. ومهمة تلك الجسيمات أو الجزيئات أنها تفسر لماذا تحتوي كافة الجزئيات المكونة للمادة كتلة خاصة بها . وبقيت الفرضية لمدة تزيد على الأربعة عقود على الورق فقط حيث لم يستطع أي مسرع لجسيمات أو مصادم للجزئيات إثبات وجودها عملياً إلى يوم الناس هذا. وهذا ما حدا بالهيئات العلمية الأوروبية قبل عقدين من الزمن إلى بناء أو صنع هذا الجهاز من قبل المنظمة الأوروبية للبحوث النووية الذي من شأنه أن يتيح لنا إمكانية العثور على تلك الجزئيات ورؤيتها بعد الطفرة العلمية الهائلة التي تحققت في مجال الحاسوب والكومبيوترات العملاقة التي تقوم بمليارات العمليات الحسابية في جزء من الثانية. وفي نفس الوقت بمقدور هذا الجهاز أن يشرح لنا كيف يعمل الكون ويمضي في مساره . ركز العلماء على أهمية فيزياء الجسيمات ومعرفة لماذا تحتوي كل جسيمة أو جزيئة مهما كبرت أو صغرت على كتلة . وقد تتمخض هذه التجربة العلمية عن اكتشاف أسرار أخرى للمادة المرئية ونوع آخر من الجسيمات المركبة وليس الأحادية التكوين وستكون عند ذاك ثورة حقيقية في عالم الرياضيات والفيزياء الكوانتية أو فيزياء الكم. ومن شأن هذه التجربة أن تتيح للعلماء أن يثبتوا نظرية التناظر القصوى Supersymétrie والتي تقول أن لكل جزيئة في الكون ، حتى لو كانت لامتناهية في الصغر، مقابل أو نظير لها في الشكل لكنه أثقل. وترنو هذه النظرية إلى توحيد كافة القوى الجوهرية الموجودة في الكون والتي تتحكم بوجوده وطريقة عمله . وقد باشر علماء الكونيات ، حتى قبل ظهور نتائج هذه التجربة ، بافتراض صحة وجود بوزونات هيغز ويستخدمونها في أبحاثهم لكنهم يصطدمون بغموض ماهية المادة السوداء والطاقة الداكنة التي تشكل نسبة 96 % من الكون والتي لايعرف عنها الإنسان الشيء الكثير بل يجهلها تماماً . والحال أن اكتشاف الجسيمات المتناظرة هندسياً في الكون سوف يدفع إلى الأمام البحث العلمي في هذا المجال وقد يقودنا ذلك إلى اكتشافات أخرى غير متوقعة واقتحام مجاهل لغز الوجود. فكلما فتحنا باباً في العلم يفتح لنا مليون باب جانبي ويخلق لنا المتاهة الكونية التي نعيش فيها مما يخلق مايشبه الأزمة التي يستحيل حلها في إطار المستوى الذي وصلت إليه البنى النظرية والنظريات القائمة حالياً في مجال الفيزياء الكونية أو الكوزمولوجي والمشكلة تكمن في الشرخ القائم بين النظريات وإمكانية التأكد من صحتها والتدقيق فيها تجريبياً ومختبرياً .

عكف على تحقيق هذه المهمة الجبارة ما يزيد على العشرة آلاف عالم من مختلف الاختصاصات وبميزانية وصلت إلى 6 مليار يورو وضعت تحت تصرفهم من أجل إطلاق تخصص علمي مايزال في المهد هو فيزياء الجسيمات اللامتناهية في الصغر. ففيما عدا ديناميك فيزياء النوتريونات la dynamique physique des neutrinos، تعتبر فيزياء الجزئيات بمثابة سباق المائة متر بالنسبة للعلم فهي تجذب الأضواء وتستقطب الاهتمامات والمنافسة الشديدة لكن تقدمها بطيء على صعيد الانجازات والتطبيقات العملية. الفيزياء الجوهرية la physique fondamentale ، التي انتعشت في النصف الأول من القرن العشرين، طرحت من الأسئلة النظرية أكثر مما قدمت من الإجابات الناجعة والمقنعة والمثبتة مختبرياً حتى أن هناك هوة عميقة صارت تفصل بين الحقلين النظري والمختبري لايمكن جسرها . فلم يتمكن العلماء سوى التعرف على 5% فقط من المادة في الكون ولابد من العثور على المفتاح السحري المتمثل ببوزونات هيغز وإلا سينهار الصرح العلمي للفيزياء المعاصرة . فقبل اقتحام المجهول للبحث عن النسبة المجهولة للمكون الكوني وهي 95% تقريباً، ينبغي أولاً السيطرة التامة والكاملة على الخمسة بالمائة المتكشفة حالياً وشرحها وتفسيرها .

النموذج المتعارف عليه للكون نظرياً في الوقت الحاضر يلخص الكون بإثني عشر نوعاً من الجزئيات الليبتونات والكواركات Les leptons et les quarks ، والقوى الأربعة الجوهرية التي تسير الكون وهي الكهربائية ـ المغناطيسية éléctromagnétique الالكترومغناطيسية الضعيفة ، وقوة الثقالة أو الجاذبية gravitationnelle والقوة النووية الكبرى. فالكواركات هي المكون الأساسي الأصغر المكتشف لحد الآن للمادة وإن القوى الأربعة المشار إليها تتفاعل وتعمل من خلال أو عبر جسيمات المادة . وقد حظيت هذه النظرية بالقبول الواسع من قبل المجتمع العلمي وثقة الفيزيائيين لأنها تضمنت فرضيات تم التحقق من صحتها في المختبرات والمسرعات أو مصادمات الجزئيات الأقل تقدماً الموجود قبل مسرع أو مصادم LHC. فحقل هيغز وبوزوناته مايزالان في المجال النظري حالياً، وبفضل فرضية هيغز تمكن العلماء من تفسير ظاهرة الجاذبية أو الثقالة في سنوات الستينات ولكن لم يعرفوا لماذا تحتوي بعض الجسيمات على كتلة masse والبعض الآخر يفتقد لها كالفوتونات photons بيد أن إثبات ذلك يستدعي العثور على البوزونات المفترضة حيث أن فيزياء الجسيمات علم تجريبي تحت المراقبة والنظرية فيه تبقى نظرية ، وإن العثور على تلك البوزونات ليس سوى خطوة أو مرحلة ضرورية لابد منها للوثوب إلى ميادين أكثر طموحاً وتعقيداً، فنظرية النموذج القياسي théorie du modèle standard صحيحة وصالحة للاستعمال في نطاق مقياس الطاقة المحصور بين GeV 500 وGeV 1000 أو واحد Tev وفيما يتعدى ذلك تصبح النظرية ناقصة وغير كاملة. وهناك ثلاث أو أربع نظريات منافسة لها لتحل محلها من المؤمل أن يسمح جهاز LHC بالكشف عن الأكثر صواباً من بينها. ومن المؤمل أيضاً أن يساعدنا في اقتحام مجاهل الطاقة الداكنة أو السوداء التي تشكل ثلثي الكون ويفترض أنها مسؤولة عن إتساع الكون . يتنافس علماء الفيزياء بمخيلتهم الغنية على تقديم النماذج والفرضيات للربط بين النموذج القياسي والنموذج الآينشتيني المستند إلى النظرية النسبية العامة، والذي يصف الكون بمقياس الطاقة الهائلة وعل

physiosport

المساهمات : 250
تاريخ التسجيل : 28/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى