دور الطب الرياضي بقلم : د/ منير الجزايرلي

بقلم : د/ منير الجزايرلي

دكتوراه في الثقافة البدنية الصحية وإعادة التأهيل

إن تطور العلوم الرياضية في المرحلة الراهنة يعود الى ما واكبها من تطور فى العلوم الطبية الرياضية و التي تنحصر أساسا حول كل ما يتعلق بالرياضي من الناحية الصحية و الفيزيولوجية و البدنية و ما يتفرع عنهم من علوم بهدف رفع مستوى الرياضي و تحسين نتائجه و توفير وسائل الاستشفاء اللازمة مع مراعاة الخصائص الفردية لكل لاعب و الفنية لكل لعبة

الاسباب التي جعلت من الطب الرياضي ركيزة أساسية في الرياضة التنافسية نستطيع ان نوجزها فيما يلي :

أولا – ارتفاع حجم التدريب و شدته يحتاج الى وسائل تعيد الرياضي الى قابليته التدريبية بعد زوال الآثار المترتبة عليه من التدريب السابق

وذلك من خلال التغذية الجيدة ووسائل العلاج الطبيعي المختلفة مع استعمال برامج الاستشفاء و التأهيل

ثانيا- وصف الرياضة من قبل كثير من الأطباء كوسيلة أساسية لتحسين الصحة و التخفيف من وطأة الأمراض و في طليعتها البدانة و امراض القلب و الشرايين و المفاصل و السكري و الضغط حتى توصف الرياضه لمعالجة القلق و الأكتئاب و تحسين ساعات النوم

جعل الطب الرياضي يتوسع أكثر في دراسة الامراض و علاقتها بالرياضة و النتائج المترتبة على ذلك

ثالثا- اختيار العناصر المميزه من الناشئين بناء على أسس علمية مبنية على علم القياس و التقويم و الفحوص الطبية

رابعا- تطور علم التدريب بناء على المعطيات التي وفرها الطب الرياضي و ذلك بالاستفادة من العلوم الفسيولوجيه للعضلات و البيولوجية في أنظمة صرف الطاقة حسب التخصص الرياضي و الاختبارات الوظيفية و علم الحركة الذي يعنى بالتكنيك الصحيح لتحقيق أحسن النتائج بأقل طاقة ممكنة ضمن الزمن المطلوب

خامسا – اعادة الصفات البدنية و تطويرها بعد الاصابه و توفير جميع الوسائل اللازمة أثناء الاصابه للمحافظة على العضلات و قوتها و المفاصل و مرونتها مع المحافظة على اللياقة العامة حتى يند مج الرياضي بعد الشفاء مع فريقه بأقل فترة زمنية ممكنة

وصار هنا لابد من التعريف بفريق الطب الرياضي المرافق للمنتخبات الوطنية أو الموجود داخل الأندية

ما وظيفته ومم يتكون ؟

أولا – نبدأ بطبيب الفريق المؤهل الذي من مهامه الكشف على لاعبي الفريق و تدوين استمارات لهم و كتابة الملاحظات حول كل لاعب و اجراء الفحوص الطبية و التحاليل المخبرية اللازمة و الصور الشعاعية اذا اقتضى الأمر ذلك و في حالة تعرض اللاعب للاصابة يتم الكشف عليه و الفحص و التشخيص ووضع الخطة العلاجيه مع الجهاز الطبي كما يقوم بتقديم النصائح التي تؤدي الى تحسين الوعي الصحي و الرياضي و التنبيه على العادات الضارة التي تؤدي الى انخفاض المردود مثل السهر و آثاره السلبية على نشاط الرياضي و سوء التغذية و قلة الاستجابة الحركية و نقص السوائل و ارتباطه بظهور التعب المبكر كما يقوم الطبيب بشرح ألية الاصابة و كيفية تفاديها اضافة الى أمور أخرى تتعلق بنواحي الحياة الخاصة و العامة كما يقوم بتوزيع المهام على الجهاز الطبي و متابعته للحصول على أحسن النتائج و اطلاع المدرب على التطورات الحادثة فى الفريق.

ثانيا - اختصاصي العلاج الطبيعي




مهامه القيام باسعاف الاصابات تحت اشراف الطبيب ووضع برامج العلاج و الاشراف على تنفيذها بعد موافقة طبيب الفريق و متابعة علاج اللاعبين المصابين بالوحدة الطبية حسب البرنامج الموضوع و الاتفاق مع المدرب و الطبيب حول آلية الاستشفاء بعد التدريبات المجهدة أو المباريات و يقوم بتقديم الملاحظات الى طبيب الفريق حول العمل و تطويره وهو المخُول في استعمال أجهزة العلاج الطبيعي داخل العياده و التنسيق مع اختصاصي التأ هيل و التدليك حول آلية العمل وتوزيعه.

ثالثا – اختصاصي التأهيل الرياضي

وعمله يكون في اعادة الرياضي الى نشاطه التنافسي في أقل مده ممكنة وتنمية قوته العضلية وتحسين المهارات لديه التي تتطلب تركيزا عصبيا عضليا و المحافظة على اللياقة العامة باستعمال كافة أنواع التمارين الحركية و السكونية و المائية أما اللياقة الخاصة فيقوم بها مدرب الاعداد البدني و تأهيل الرياضي عملية طويلة تحتاج الى الصبر من اللاعب و العلم و المتابعة من الاختصاصي و كل هذا ضمن برامج اعداد يطلع عليها الطبيب و المدرب و المعالج الطبيعي و المدلك حتى يقوم كل واحد بما يطلب منه على أكمل وجه .

رابعا – المدلك

وظيفته أساسية وضرورية في كل لعبة وفريق وهو جزء مهم من العملية التدريبية لانه يخلص الرياضي من الالام العضلية اليسيطة بعد الجهد ويقوم بازالة الفضلات الناتجه عن التدريب بتحسين جريان الدم الوريدي فيها وينقسم التدليك الى انعاشي قبل الممارسة الرياضية أو احمائي كوسيلة مساعدة في تجهيز اللاعب قبل النشاط أو استرخائي بعد الجهد البدني

والمدلك يقوم بعمله وفق جدول موضوع من قبل الطبيب أوالمدرب و آليات العمل تتحدد بناء على معرفة الطبيب باللاعبين و بتوجيه المدرب حسب الفترة التدريبية و الهدف المطلوب منها ويمنع التدليك في الاصابات الحديثة و في التمزقات العضليه و الكسور و الأمراض الوريدية و الجلدية وغيرها و يجب أن تكون غرفة التد ليك مريحة وتهويتها جيدة و انارتها كافية تحتوي على عدد مناسب من المناشف وعلى المدلك أن يعرف كيف يوزع وقته على اجزاء البدن و أن يخصص الوقت الأهم للعضلات العاملة الأساسية وأن يعرف متى يلجأ الى التدليك الجزئي أو العام مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين التدريب و بين المنافسة

خامسا – اختصاصي التغذية

وهو اختصاص فرض نفسه بقوة على الساحة الرياضية لما للتغذية من دور هام فى العملية التدريبية, فالرياضي أثناء التدريب يحتاج الى طاقة و الطاقة تأتي من حرق الطعام فكلما تحسنت النوعية فيه وتحددت الكمية المناسبة لكل لاعب كانت وتيرة التدريب أفضل وزمن الاستشفاء أقل و النتائج أفضل.

فهو يقوم بتجهيز الوجبات اللازمة لكل اللاعبين بالاتفاق مع الطبيب كما يقوم بتقديم بعض الوجبات الخاصة حسب الحالة المرضية التي يشرحها له الطبيب كحالة الاسهال مثلا أو الامساك أو الحساسية

ويقوم بوصف بعض الأطعمة لمن لديه ظروف مرضية خاصة كحالات فقر الدم مثلا أو وزن زائد أو النحافة الزائدة عن الحد المقبول فهذه حالات تتطلب برامج تغذية خاصة

كما يقوم بالاشراف على السوائل و المشروبات الرياضية التي تعطى للرياضيين أثناء التدريبات و المباريات و المسابقات ويقوم أحيانا بتحضيرها بنفسه اذا تعذر احضارها من السوق

ويجب أن يكون لديه تصور كامل عن كل لاعب و احتياجاته من السوائل و الأملاح و الفيتامينات كما يقوم بمراقبة أوزان اللاعبين و نسبة الشحوم لديهم من خلال جدوال شهريه يرفعها للطبيب و المدرب و يقوم بتدوين ملاحظاته ومناقشتها مع الطبيب للوصول الى أحسن النتائج .

سادسا – اختصاصي علم النفس الرياضي

تخصص جديد دخل الى البيئه الرياضيه وفرض نفسه في الفتره الأخيره كا أحد الأعمده الأساسيه في فريق الطب الرياضي فااختصاصي علم النفس الرياضي يجب أن يكون لديه المام بعلم التدريب حتى يفهم سلوك اللاعبين وعليه أن يتحلى باالأخلاق الحميده وأن يكون لديه قدره على الاقناع وأن يفرض نفسه كشخص مقبول لدى أعضاء الفريق وعليه أن يحب العمل الذي يقوم به ووظيفته تنحصر في تطوير الناحيه الايجابيه التنافسيه عند الرياضي و مساعدته في التخلص من الصفات السلبيه كالخوف من المسابقه أوالمباراه أو الوقوع تحت ضغط نفسي معين

هنا يستطيع الاختصاصي النفسي من تحويل النواحي السلبيهالى ايجابيه تخدم المصلحه التنافسيه كما أنه يقوم بدراسة الشخصيه الرياضيه و ما يصاحبها من انفعالات و معالجتها

كما أنه يقوم بتعليم اللاعبين بعض تقنيات الاسترخاء و يطور عندهم فن التركيز على الهدف و هو الفوز كما يساعدهم في حل مشاكلهم و تحسين سلوكهم حتى يستطيع اللاعب توجيه كل امكانياته للعب و التدريب

وقبل أن أختم لابد من الحديث عن الطب الرياضي و المنشطات و ذلك نظرا لانتشار بعض الأدويه بين الرياضيين بقصد تحسين النتائج وهم غير مدركين للأثار السلبيه المترتبه على تعاطيها

كان من واجبات الطب الرياضي التصدي لهذه الظاهره وبيان اثارها على القلب و الدوره الدمويه وعلى الكبد وهرمونات الذكوره ناهيك عن العصبيه الزائده واضطراب ساعات النوم و فقدان الشهيه و غير ذلك وموضوع المنشطات موضوع كبير يحتاج أكثر من مقاله يكتب فيها عن المنشطات و تأثيراتها على الجهاز العصبي المركزي و لماذا تستخدم و ما الغرض منها و لماذا يتعاطاها الرياضيون وماهي المخاطر المترتبه عليها و لماذا حرمتها المنظمات الدوليه و كيفية الكشف عليها و ما هي العقوبات التي تترتب على متعاطيها وهل يوجد مواد مسموحه تقوم بتحسين الأداء الرياضي و كيف نحصل عليها

كل هذه المعلومات تأتيكم من خلال العياده الطبيه على موقع الاتحاد الاماراتي لكرة القدم

وفي النهايه

نجد أن الطب الرياضي وسيله أساسيه لتطوير وتحسين النتائج الرياضيه و هذا لأ نه يدخل في علم التدريب و علم التأهيل و الاصابات وعلم وانتقاء الكوادر الفتيه المميزه

والطب الرياضي استفاد من كل العلوم الحديثه ووظفها للارتقاء بمستوى اللاعب و للحصول على النتائج المرجوه لابد من الاهتمام بمقومات الطب الرياضي و فريقه المكون من الطبيب و المعالج و المدلك واختصاصي التغذيه واختصاصي علم النفس الرياضي و الأفضل وجود مختبر رياضي مجهز بكل ما يلزم و الاستفاده من كل علوم الطب الرياضي

وهذه المقاله لابد أن يتبعها مقالات تشرح كل جزئيه وردت فيها بالتفصيل باذن الله