lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خرافة البرمجة العصبية

اذهب الى الأسفل

خرافة البرمجة العصبية  Empty خرافة البرمجة العصبية

مُساهمة من طرف lamsetshefa الأربعاء فبراير 15, 2012 8:06 pm

انتشر في الآونة الأخيرة بين المسلمين دعاة إلى
إطلاق الطاقة الكامنة في الإنسان وبرمجة العقل بل وحفظ القرآن في أقل من أسبوع
وغيرها من الشعارات التي تخفي ضلالا كبيرا ويقوم هؤلاء بتنظيم دورات في " البرمجة العصبية
"
في دول عدّة ولا زال السلفيون في غفلة عن هذه الطائفة التي ساقت العديد من الشباب
إلى دوراتها بحُجة اغتنام الوقت وتنمية الذات ،


وهذا موضوع أعجبني فنقلته لكم
:



كنت أتأمل أوراق التعريف والدعاية لكثير من الدورات
التدريبية التي تجد إقبالا متزايداً في واقع عامة الناس -
لكونها تنتشر تحت مظلات نفسية، تربوية أو إدارية -، فوجدت أن القاسم المشترك بينها
هو: الوعد بإيقاد شعلة الثقة بالنفس بما أسموه برمجة عصبية،
أو تنويماً إيحائياً، أو طاقة بشرية أو
كونية
.. والهدف من ورائها هو
تحرير النفس من العجز والكسل والسلبية لتنطلق إلى مضمار الحياة بفاعلية وإيجابية،
وتصل إلى النجاح والتميّز والقدرات الإبداعية..

قطع علي تأملاتي صوت ابنتي تقرأ
بفاتحة الكتاب: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
}
، عندها سألت نفسي هل ما أحتاجه للفاعلية والإيجابية والهمة الوقادة العلية
هو أن أثق بنفسي، وأستعين بذاتي وقدراتي وإمكاناتي، تأملت.. وتأملت ثم كتبت أسطري
هذه بعنوان " ثق بربك لا بنفسك
"
:



الثقة بالنفس… كلمات جميلة براّقة.. كلمات يرسم لها الخيال
في الذهن صورة جميلة، ظلالها بهيجة..

تعال معي أيها القارئ الكريم نتأمّل جمالها:



إنها صورة ذلك الإنسان
الذي يمشي بخطوات ثابتة وجنان مطمئن..

إنها صورة ذلك الصامد في وجه أعاصير الفتن..

إنها صورة ذلك المبتسم
المتفائل برغم الصعاب..

إنها
صورة ذلك الذي يجيد النهوض بعد أي كبوة ..

إنها صورة ذلك الذي يمشي نحو هدفه لا يلتفت ولا
يتردد..



ما أجملها من صورة!


لذلك تجد الدعوة إلى الثقة بالنفس منطلق لتروييج كثير من
التطبيقات والتدريبات.. فكل أحد يطمع في أن يمتلكها، وكل أحد يودّ لو يغيّر واقع
حياته عليها
..
ولكن.. قف معي لحظة، وتأمل هذه
النصوص:



{ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ
مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا
} [الإنسان:1].
{ يأَيُّهَا
النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ
} [فاطر:15].

{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا } [النساء:28].
{ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي
فَاعِلٌ ذلِكَ غَدًا . إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ
} [الكهف: 23].
{ إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
} [الفاتحة:5].



وتفكّر معي في معاني هذه الدعوات المشروعة:



" اللهم
إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك ... "

" … أبوء
بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي… "

" اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنك
تعلم ولا أعلم… "

" اللهم لا حول ولا قوة لي إلا بِك…
"

" اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوّتك…
"

" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي…
"

" اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك
فأهلك… "

" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك…
"




ألا ترى معي - أيها القارئ الكريم- أن النفس فيها تتربى على أن
تعترف بعجزها وفقرها، وتقرّ بضعفها وذلّها، ولكنها لاتقف عند حدود هذا الاعتراف
فتعجز وتُحبط وتكسل، وإنما تطلب قوّتها من ربها، وتسعى وتعمل وتتذلل لمن بـ كن
يُقدرها على مايريد، ويُلين لها الحديد، ويعطيها فوق المزيد…


هذه - يا أحبّة - هي طريقة الإسلام في التعامل مع النفس،
والترقّي بها، وتتلخّص في:


أولا:

تعريفها بحقيقتها، فقد خلقها الله من عدم، وجبلها على ضعف، وفطرها على
النقص والاحتياج والفقر.



ثانيًا: دلالتها على المنهج الذي يرفعها من هذا الضعف والفقر الذي جُبلت عليه،
لتكون برغم صفاتها هذه أكرم خلق الله أجمعين!! تكريمٌ تجاوز به مكانة من خلقهم ربهم
من نور، وجبلهم على الطاعة ونقّاهم من كل خطيئة الملائكة
الأبرار!!!




ثالثًا: تذكيرها بأن هناك من يريد إضلالها عن هذا الطريق بتزيين غيره مما يشتبه
به لها، وحذّرها من اتّباعه، وأكد لها عداوته، وأبان لها طرق
مراغمته..




إنه المنهج الذي تعترف فيه النفس بفقرها وذلّها، وتتبرأ من حولها
وقوّتها، وتطلب من مولاها عونه وقوّته وتوفيقه وتسديده..فيعطيها جلَّ جلاله،
ويكرمها ويُعليها..



منهج تعترف فيه بضعفها واحتياجها، وتستعين فيه بخالقها ليغنيها ويعطيها،
ويقيها شر ما خلقه فيها..فيقبلها ويهديها، ويسددها ويُرضيها..



منهج تتخذ فيه النفس أهبة الاستعداد لعدوّها المتربص بها ليغويها،
فتستعيذ بربها منه، وتدفعه بما شرع لها فإذا كيده ضعيف، وإذا قدراته مدحورة عن عباد
الله المخلصين.. فقد أعاذهم ربهم وكفاهم وحماهم هو مولاهم، فنِعم المولى ونِعم
النصير..




إنه منهج يضاد منهج قارون : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ
عَلَى عِلْمٍ عِندِي
}.



إنه منهج ينابذ منهج الأبرص والأقرع : إنما ملكته
كابراً عن كابر
.



إنه منهج يتبرّأ صاحبه أن يكون خصيماً مبيناً لربه الذي خلقه وربّاه
بنعمه، أو ينازعه عظمته وكبريائه.



إنه منهج لايتوافق مع مذهب القوة الذي يقول زعيمه نيتشه: سنخرج الرجل السوبرمان الذي لا يحتاج لفكرة
الإله
؟!



إنه منهج يصادم منهج الثيوصوفي وليام جيمس ومذهبه البراجماتي، وأتباعه
باندلر وجرندر، ومن سار على نهجهم من بعدهم: أنا أستطيع.. أنا
قادر.. أنا غني.. أنا أجذب قدري…




تأمّل هذا - أيها القارئ الكريم - ولا يشتبه عليك قول الله عز وجل: {
وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ }، فقد قال بعدها { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ



}؛ فمنه يُستمد العلوّ، وبدوام الإلحاح والطلب منه تتحقق
الرفعة..

احذر - أخي - ولا يشتبه عليك قول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
« الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَىٰ اللّهِ
مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ »
فالمؤمن القوي ليس قوياً من
عند نفسه، ولا بمقومات شخصيّته، تدريباته وبرمجته للاواعي!
وإنما هو قوي لاستعانته بربّه، وثقته في
موعوداته الحقة..

تأمّل كلمات القوة من موسى -عليه السلام - أمام البحر
والعدو ورائه: {
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي
سَيَهْدِينِ

}…ثقته ليست في نفسه، وقد أُعطي - عليه الصلاة والسلام -
من المعجزات وخوارق العادات ما أعطي!!! وإنما ثقته بتوكّله على الذي يستطيع أن
يجعله فوق القدرات البشرية، بل يجعل لعصاه الخشبية قدرات لايستطيعها أساطين الطقوس
السحرية..

تأمّل - أخي الكريم - هذه الكلمات النبوية « اسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ تَعْجِزْ »..

إنها كلمات الحبيب
صلى الله عليه وسلم، يربّي أمّته على منهج الإيجابية والفاعلية، ليس على طريقة أهل
البرمجة اللغوية العصبية..

لم يقل: تخيل قدرات نفسك..


لم
يقل
: أيقظ العملاق الذي في
داخلك وأطلقه..

لم يقل: خاطب اللاواعي لديك برسائل ايجابية، وبرمجه برمجةً
وهمية..

وإنما دعاك - عليه الصلاة والسلام - إلى الطريقة الربانية
« اسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ
تَعْجِزْ

»..


فاستعن به
وتوكل عليه، ولا تعجزن بنظرك إلى قدراتك وإمكاناتك، فأنت بنفسك ضعيف ظلوم جهول،
وأنت بالله عزيز..

أنت بالله قوي.. أنت بالله قادر.. أنت بالله
غني
..

ومن هذا الوجه، ومن
منطلق فهم معاني العبودية، وفقه النصوص الشرعية،
قال
الشيخ الكريم والعلامة الجليل بكر أبو زيد - حفظه الله - في كتابه المناهي اللفظية
: أن لفظة الثقة بالنفس لفظة غير شرعية وورائها مخالفة عقدية



فإن رجوت - في زمان تخلّف عام يعصف بالأمة - رفعة وعزة
ونهضة وإيجابية…

وإن أردت تواصلا -على الرغم من الصعاب - بفاعلية..

وإن رغبت في نفض الإحباط عنك، والتطلّع إلى الحياة بنظرة استشرافية
تفاؤلية؛ فعليك بمنهج العبودية على الطريقة المحمدية

، ودع عنك طريقة
باندلر وجرندر الإلحادية؛ فوراءها ثقة وهمية ممزوجة بطقوس سحرية، وقدرات تواصل
مادية، تشهد على فشلها فضائحهم الأخلاقية، ومرافعاتهم القضائية التي ملئت سيرتهم
الذاتية.

فحذار من هذه التبعية إلى جحر الضب الذي حذّرك منه نبيك في
الأحاديث النبوية، وحذار من استبدال الطريقة الربانية بتقنيات البرمجة العصبية،
فإنها من حيل إبليس الشيطانية وتزيينه للفلسفات الإلحادية؛ لتتكل على نفسك الضعيفة
وقدراتك البشرية فيكلك لها رب البرية، ويمدّك في غيك بحصول نتائج وقتية، وشعور
سعادة وهمية..حتى تنسى الافتقار الذي هو لبّ العبودية، فتُحرم من السعادة الحقيقية
التي تغنّى بها مَن وجدها وبيّن أسباب حيازتها، فقال:

ومما زادني
شرفـاً وتيــهًا***وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك
ياعبادي***وأن صيّرت أحمد لي نبيـاً
وهذا من تتمة المقال في مسألة البرمجة العصبية من كتاب الشيخ أحمد بن
صالح الزهراني في نقده للبرمجة العصبية من منظور شرعي


علم البرمجة اللغوية العصبية
هو نتاج علم النفس والفلسفة القادم إلينا من الغرب.

هناك محوران في تعريف هذا العلم:
أولا:البرمجة=(أن يتحكم في تصرفات من يقع في دائرة البرمجة وفق ما يريده
المبرمج)

النقد: صحيح أن الانضباط في السلوك محبب لكن لا توجد علوم
تتعامل مع النفس البشرية أفضل من علوم الأنبياء-عليهم السلام-لأنهم رسل من خالق
النفس العالم بحالها.
ثانيا:القدرة والتمكن=(القدرة والإرادة
والاقتناع التام لابد أن توصل الإنسان إلى هدفه فسبب عدم الوصول هو خطأ بشري أو خطأ
في البرمجة)

النقد:هذا خلاف ما يعتقده أهل السنة والجماعة في باب الإيمان
بالقدر ويوافق مذهب أهل البدع من "القدرية".

قال تعالى
(لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)
الكتاب هو القرآن
والحكمة هي السنة والتزكية هي تربية شاملة هدفها تصحيح سلوك النفس المسلمة.إذن منهج
التزكية من القضايا التي حسمها الوحي فلا يحتاج إلى أي بحث وتنظيرمن خارج الكتاب
والسنة لإصلاح النفس وتقويم السلوك لا بل ولا يجوز للمؤمن أن يطلب صلاح نفسه من
خارج البيئة الإسلامية.

يقول المؤلف ( وقد نظرت في هذا
العلم المسمى البرمجة اللغوية العصبية فما وجدت فيه شيئا نافعا من الوسائل والأهداف
إلا وفي سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- ما لا يدانيه ولا يقاربه شيء من سخافات
الهندسة النفسية).

يلجأ كثير من رواد هذا العلم إلى الاستشهاد
بحوادث من السيرة أو النصوص على أن لهذا العلم أصلا
، مثال:الاستشهاد بقوله
تعالىخرافة البرمجة العصبية  Frownإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)على أن
الإنسان قادر على تغيير واقعه بناء على تغييره نفسه اعتقادها أو سلوكها أو أهدافها.
والصحيح أن الله هو الذي يغير ما بالناس من نعمة إذا هم غيروا ما بأنفسهم من
الإيمان والطاعة إلى ضد ذلك. فإن زعم البعض أن لهذا العلم أصولا إسلامية فإن كل ما
هو نافع من البرمجة فإن في الإسلام ما هو أفضل وأحسن بأحسن وسيلة
وطريقة.


إن أكثر من يوجه إليه هذا الكلام هم المنتسبون إلى العلم
والدعوة،فلو أن أحدهم استفرغ وسعه في تعلم السنة لوجد أن البرمجة إما سخافة وإما
ضلال وإما تضييع وقت بلا نفع
،ومع هذا تراهم يعرضون عن تعلم السنة ويتعمقون في
البرمجة ويستهويهم الشيطان فيحسبون أنهم يحسنون صنعا!!وفي الحقيقة هم يفسدون ولا
يصلحون ويصرفون الناس عن العلم الشرعي.


شبهة:

قال بعضهم: نحن
نعلم أن في هذا العلم مخالفات شرعية وكذلك فيه منافع فدور المسلم هو الاستفادة مما
فيها من الخير وترك ما فيها من الشر.

الجواب:

أولا: ما هي المرجعية في تحديد الخير والشر؟ فإن كانت الكتاب
والسنة وأقوال العلماء الكبار-لا دكاترة البرمجة- لكان يمكن ذلك. لكن الواقع غير
ذلك،فرواد هذا العلم يدعون أنهم هم المرجعية ،وعندما أنكر العلماء بعض ما في هذا
العلم-البرمجة-مثل التنويم المغناطيسي وعدوه ضربا من السحر جاء جوابهم:العلماء لم
يعرفوا حقيقة هذا الشيء أو لم يتصوروا ذلك!

ثانيا: ما ذكرناه سابقا في أنه لا يجوز أن نطلب صلاح نفوسنا من
غير البيئة الإسلامية.روى الإمام أحمد وغيره عن جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب
أتى النبي-صلى الله عليه وسلم-بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي-صلى الله
عليه وسلم- فغضب فقالخرافة البرمجة العصبية  Frown أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء
نقية ،لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به،والذي نفسي
بيده لو أن موسى- عليه السلام- كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني).
قال ابن حجر
–رحمه الله- في مسألة النظر إلى كتب أهل الكتابخرافة البرمجة العصبية  Frownمن لم يتمكن ويصر
من الراسخين في الإيمان فلا يجوز له النظر في شيء من ذلك بخلاف الراسخ فيجوز له لا
سيما عند الاحتياج إلى الرد على المخالف). إنما أشار المؤلف إلى هذا هنا لأنه يتنزل
عليه الخلاف في النظر في أي علم أو كتب يراد الازدياد منها علما إلى ما في شريعتنا
الإسلامية من مناهج التربية والإيمان والسلوك، ومنها علم البرمجة
.

تكمن خطورة البرمجة في كونها برنامجا متكاملا، فلو قام مجموعة من الفضلاء بتنقيتها
من الشوائب وأخرجوا برنامجا صافيا، لا يمكن أن نبقيها باسم البرمجة.

كثير
ممن يقبل على البرمجة يبحثون عن حلول لمشاكلهم النفسية ، وقد فصل المؤلف في أهمية
فهم النصوص الشرعية ودورها في علاج المشاكل النفسية من هم وحزن... فمن أراد الوقوف
على هذا فليراجع الكتاب.

يجب أن يعلم أن كل هدف مقصود للشرع وأن الحاجة إليه
كانت موجودة في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فإنه لا يجوز التوسل لهذا
المقصد إلا بما شرعه الله . إذن لا يكفي أن نعلم أن علم البرمجة حقق نتائج ملموسة ،
فلابد أن تكون الوسائل مشروعة، فمثلا:
السحر طريقة سريعة مجربة
في فك السحر عن المسحور ومع هذا الشرع لا يجيزه
. وهنا يكمن الابتلاء ، أن يصبر المؤمن على
المصيبة مع علمه بأن هناك طرقا سريعة لكنها محرمة قد تخلصه منها - بإذن الله- لكنه
يعرض عنها محتسبا الأجر من الله.

فتح باب
الشرك:


أمثلة:

أولا: بعض المتخصصين في البرمجة يرى أن المريض
إذا اعتقد بأن الدواء الذي معه سيكون فيه شفاؤه فإنه سيشفى مع العلم بأنه ليس دواء
في الحقيقة ، أي أن شفاءه ليس بسبب الدواء بل بسبب اعتقاده وإيمانه بأن تلك الأقراص
ستشفيه.
الاعتقاد عندهم يعني الاقتناع بصحة الشيء وإن لم يكن مبنيا على منطق أو
معبرا عن واقع.

الجواب: ألم يحرم الإسلام اتخاذ التمائم والخيط
والحلقة المعدنية .....للاستشفاء وعد ذلك من الشرك؟ علما بأنهم -أهل الشرك- كانوا
أحيانا يجدون راحة وأثرا ملموسا عند استخدام تلك الوسائل -كما يزعم أهل البرمجة-
!!

ثانيا: إذا اعتقد الشخص بأنه قادر على حمل ثقل كبير يفوق قدرته فإنه سيقدر على ذلك
أو اعتقد وآمن أنه قادر على المشي على الجمر من غير أن تحرقه فسيفعل...وغير ذلك من
الخوارق.

الجواب: الاعتقاد لا يغير الحقائق فالقادر يظل قادرا والعاجز يظل عاجزا، وكل ما
هنالك أن الاعتقاد يصحح النظر في الأمور فيزيل الموانع الوهمية لكن الاعتقاد لا
يعطي الشخص خوارق وصفات خارجة عن المألوف. وما يفعله رواد البرمجة من إثبات ذلك
أمام العوام إنما هو من إعانة الشيطان لهم لتفتنهم وتفتن بهم. ولكي يثبتوا لعوام
المسلمين أن هذا علم وليس من عمل الشياطين فإنهم يذكرون الله ويستعيذون بالله من
الشيطان أثناء عرض تلك الخوارق ! صحيح أن ذكر الله يطرد الشياطين لكن الذكر يؤثر
إذا كان التالي من أهل الإيمان والصراط الصحيح. وهذا قد ظهر قديما عند الدجاجلة ممن
يدعي الولاية والمقامات عند الله فإنهم كانوا يظهرون الخوارق أمام الناس كأن يدخلوا
في النار ويخرجوا منها دون أن تحرقهم . وهؤلاء الدجاجلة أصحاب قرآن يلبسون على
الناس.

*إن الخوارق وإن كانت موجودة -ككرامات الأولياء- فإنها ليست علما
يطلب. وهي إن لم تكن لنبي أو ولي فهي من عمل الشيطان سواء علم الفاعل بهذا -كالساحر
والكاهن- أم لم يعلم – كأصحاب هذه البرمجة - . وتذكّر أن السحر علم يُتعلم .
والتلبيس الذي لبسه أصحاب البرمجة على الجهال هو أن هدفهم من البرمجة هو تنمية
قدرات النفس الذاتية وتفجير طاقاتها اللامحدودة


من وسائل
البرمجة:


أولا: برمجة العقل الباطن بطريقة التكرار:
الدليل الذي يستشهد به دعاة البرمجة هو
أن استحباب تكرار الأذكار وكذا الإلحاح بالدعاء إنما هو من باب برمجة العقل الباطن
بالتكرار فيحصل التأثير بسبب التكرار.

الجواب
:

- هذا
استخفاف بالشريعة الإسلامية وتفريغ لمضامينها العليا.
- الغرض من تكرار الأذكار
هو زيادة الأجر والثوب والإيمان والاطمئنان واستشعار معية الله تعالى.
- التكرار
ليس مطلقا بل هو محدد في مواضع.
- ألفاظ الذكر -وهي توقيفية- غاية في الحسن
والبيان وهي محل رضا الرحمن.

إذن هذا الإقحام للأصول الشرعية فيه تلبيس على
المغرورين بالبرمجة بأن لهذا العلم أصلا في الدين.

ثانيا: مسألة بناء
التوافق:

التعريف: إيجاد جو من الألفة والتوافق بين المرسل والمستقبل أمر مهم
للوصول إلى نتائج إيجابية من خلال وسائل مثل: التوافق في التنفس، الحرص على مشاكلة
المتلقي في لباسه أو حركاته حتى لو كان من عادته أن ينظف أنفه بكثرة
بأصبعه!

الجواب:
- إيجاد التوافق هكذا بإطلاق فيه تدريب
على النفاق والمداهنة كأن يداهن مسؤولا من أجل وظيفة ، وإن كان في الدعوة وإصلاح
ذات البين فخير ، إذن الهدف من إيجاد الألفة مهم.
- الوسائل التي يذكرونها
لتحقيق التوافق غاية في التفاهة وبعضها مناقض للآداب الإسلامية ولا عجب فهي من نتاج
بلاد الكفر .
- التبسم،الكلمة الطيبة، الإحسان للمسيء.....هذا مما يوجد التوافق
من ديننا النقي وهو خير -بلا ريب- مما يزعمون .
- أن لا يكون هدف إيجاد جو
الألفة على حساب السكوت عن المنكرات وإقرار مرتكب المحرم بغرض استمالة قلبه
.
وما يذكره أهل البرمجة يفتقر إلى القيد الشرعي الذي
ذكرناه.

ثالثا: التنويم المغناطيسي:

التعريف: الوصول بالمريض إلى حالة
وسطى بين الصحو الكامل والاستغراق في النوم ، وفي هذه الحالة يمكن للمعالج أن
يستخرج خفايا لا شعورية من المريض تعين على شفائه. وفي هذه الحالة أيضا يكون العقل
الواعي معطلا والعقل الباطن مستيقظا يقبل الإيحاءات الموجهة إليه. وهو أقرب إلى
الاسترخاء ودون النوم فيبقى يسمع ويشم و... .يستخدم في علاج المشاكل النفسية
والأمراض العضوية المستعصية.

النقد:
- يدخل التنويم المغناطيسي في أكثر تطبيقات البرمجة.
- التنويم
المغناطيسي يؤثر ويحد من إرادة الإنسان -وإن زعموا عكس ذلك-فيجعله عرضة للسرقة
والسخرية و...
- أهل العلم يعدونه نوعا من السحر.من مميزات السحر هو القدرة على
التأثير على الآخرين بدون آلة ظاهرة أو وسيلة ظاهرة.

فتوى اللجنة الدائمة في
التنويم:"
التنويم المغناطيسي ضرب من الكهانة باستخدام جني يسلطه المنوم-بكسر
الواو المشددة- على المنوم-بفتح الواو المشددة-فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض
الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعا له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه
ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة
الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم. وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي
واتخاذه طريقا أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو أي عمل آخر
بوساطة المنوم غير جائز بل هو شرك لما تقدم ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من
وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها
لهم
"


ثم أخذ الشيخ الزهراني يستعرض قواعد وأساليب في البرمجة وعلوما
أخرى ذات صلة وينقدها نقدا شرعيا أو عقليا . وملخص ذلك لا يخرج عما ذكرناه
سابقا:

1- البرمجة نتاج علم النفس والفلسفة الذي أتانا من أهل الكفر.
2-
محاولة رواد البرمجة –في بلاد المسلمين- صبغ هذا العلم بالصبغة الشرعية من خلال
استخدام النصوص الشرعية والاستشهاد بها في غير موضعها وتفريغها من مضامينها.
3-
بدعة القدرية.
4- بعض ما فيه يعد من السحر والكهانة.





[center]
د.عوض بن عودة
نقاط مختصرة للمآخذ على البرمجة اللغوية
العصبية


1.اعتماد
البرمجة في أصولها وجذورها ومنطلقاتها ومسلّماتها على عقائد وفلسفات فاسدة كوحدة
الوجود وقوانين العقل الباطن (الجذب والحسم والتنبؤ والسطرة وغيرها) والتأثير
التخيلي والإيحائي وغيرها المتمثلة في فلسفة العصر الجديد المنبثقة من الفلسفة
الباطنية الشرقية والقبلانية والثيوصوفية واليونانية والبوذية والهندوكية.


2. جذورها وأسسها وقواعدها ومبادئها مستقاة
من علوم التأثير التخيلي وفنونه بصياغة عملية مطقسة.

3. التعلّق اللامحدود بقوة ما يُسمى بالعقل الباطن أو اللاواعي غير
المبرهن علمياً وإعطاءه قدرات خارقة غير محدودة، وأنه الحل المُطلق للنجاح والسعادة
وتحقيق عناصر الامتياز والجودة في النفس البشرية.


4. الدعوة التطبيقية اللاشعورية وغير الصريحة إلى التعلق بالبرمجة
(التي تخلو من التأصيل الشرعي) وصدّها عن تعاليم كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد
صلى الله عليه وسلم.

5. استخدامها أدوات
وتقنيات وأساليب وطرق مؤثرة على الجهاز العصبي تُقدّم لعامة وخاصة الناس من غير
تفريق، والتي من خلالها إمكانية إحداث التغيير التأثيري المطلوب في عقل وتفكير
الإنسان وسلوكه وشعوره وفسيولوجيته من غير علمه وشعوره.

6. تعلّم طرق عملية ورموز وطقوس غالباً تكون خفيّة وغامضة على كيفية
السيطرة والتأثير والتلاعب بوعي الإنسان ومعتقداته وقناعاته بحيث يتمكن المُمارِس
من التصرف في خيال الفرد ومشاعره وتفكيره وسلوكه واللعب في جهازه العصبي بحيث يرى
ويحس ما يُراد له أن يرى ويحس به
.

7.زخرفة
اللغة والقول واللحن بهما بالخيال والإيحاء وعلى غير الحقيقة للتأثير على الآخر
واستمالة قلبه وخداعه. وأيضاً منها المعارض ونقض تعاليم الدين الإسلامي من خلال
أوهام اللغة وزخرفتها.


فمثلاً، يتم تعليم
المتدربين على أن العقل الباطن لا يقبل العبارات السلبية ويعتمد ما وراءها (ما بعد
"لا" مثلا). فلو قلت مثلاً: ( لا للمخدرات)، فسوف يخزّن في العقل الباطن فقط
(المخدرات)

وهذا يعني أنك بدلاً من أن تجنبه أو تحذره من المخدرات فهو سوف
يميل إليها لأنك قمت بتحريك العقل الباطن واستمالته إليها.

وأقول: إن هذا
الجزم و التقرير يطعن في أعظم بيان ولغة المتمثل في كتاب الله عز وجل و سنة نبيه
صلى الله عليه وسلم. فالله ورسوله يقولان في كثير من النفي والنهي كما اشتمل عليه
الوحيان.

فمثلاً: قول الله: { فَاعْلَمْ
أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ }

أو قوله: { وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ
وَاحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ }

معناهما بحسب
إيحاءات البرمجة للعقل الباطن أنه ما عدا الله فهو إله،

أو قوله: { وَلاَ
يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدا }

أو قوله: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا
}


إيحاءاً في لغة البرمجة كل يشرك في حكم الله و عبادته

أو
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « لا تغضب » معناه اغضب في البرمجة

كما
يستقر في العقل الباطن بفعل ذلك الإيحاء. وقس على ذلك قول الله تعالى في الآيات
التالية و غيرها أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : { وَلاَ
الضَّآلِّين
}. فهل كما يقول المبرمجون أنه فقط يسجّل العقل الباطن المزعوم
"الضالين" فقط؟! { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } فهل العقل الباطن يسجّل فقط أن القرآن فيه
ريب؟!
{ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى
}. فهل العقل الباطن يسجّل القرب إلى الصلاة في حالة السكر؟

فهل
الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمانا شيئاً يستقر في عقلنا الباطن
سلبياً. تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، وحاشا نبينا وتنزه عن ذلك.

8.
اعتمادها على أمور ظنية ذهنية في معرفة الآخر وكشف أسرار
نفسه وهي قابلة للصواب والخطأ و ربما أدت إلى مزيد من الأوهام والتخرصات.



9.كون نتائجها وتقنياتها غير مضمونة التحكم والتي
بإمكانها إحداث تغييرات فسيولوجية وعقلية لا يمكن التحكم بها.

10 .فقرها إلى التأصيل العلمي المبرهن المعتمدة وجودة التحكم
والرقابة.

وأقول أخيراً

إن أمر العقل
الباطن والبرمجة غير المثبت علمياً أُعطي أكثر مما يستحق وهو يضاد الوازع
الإيماني.

فالإنسان يتأثر بقوى ثلاث:

إيمانية موصولة بالله عز وجل عن
طريق الروح،

وقوى النفس الأمارة بالسوء،

وقوى الشيطان المساندة
للنفس الأمارة بالسوء في حثه على شهواتها الخفية الظاهرة.

والغرب المادي
الملحد لم يعرف الجانب الروحي البتة، و لذلك هو متخبط في هذا الجانب ويحاول جاهداً
للوصول إلى حقائقه ولن يستطيع البتة إلى إذا عرف الإسلام وكيف تعامل هذا الدين مع
الجانب الروحي والإيمانيات. فالغرب من تخبطه أخذ بعمل الأبحاث على أرواح الموتى في
ساعة الاحتضار لمعرفة هذه الأسرار وأنشأ لذلك ما يُسمى بعلم الأعصاب
الروحي.

فلننتبه إلى هذا البعد حتى أن بعض كبار مدربي البرمجة يقول:


(علمتنا البرمجة كذا وكذا)

(قالت لنا البرمجة كذا و
كذا)


وتغافلوا عن الأصل: قال الله وقال
رسوله
.


منقول



[/center]

lamsetshefa

المساهمات : 919
تاريخ التسجيل : 26/11/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى