lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أثر المسلسلات الكرتونيه المدبلجه على الاطفال

اذهب الى الأسفل

أثر المسلسلات الكرتونيه المدبلجه على الاطفال  Empty أثر المسلسلات الكرتونيه المدبلجه على الاطفال

مُساهمة من طرف physiosport الثلاثاء فبراير 14, 2012 3:54 am

أثر أفلام الكارتون في تصورات أطفال المرحلة الابتدائية حول " رؤية الذات الإلهية " لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت***د. بدر حمد العازمي استاذ مساعد بكلية التربية الأساسية.د. فهد خلف اللميع أستاذ مشارك بكلية التربية الأساسية .الإطار النظري: لاشك في أن وسائل الاعلام لها بالغ الأثر في تكوين شخصية الطفل، والتأثيرعليه سلبا أو إيجابا، وفي ظل هذا العصر، عصر التقدم التكنولوجي و عصر المعلومة، يقف الأطفال خصوصا و غيرهم عموما أمام هذا التقدم الهائل للمعرفة فكل يوم نعيش فيه الآف المعلومات والتي أصبح تسويقها سهلا، فالمعلومةاليومتدخل البيوت دون استئذان أو رقابة عبر الشاشة الصغيرة، و أصبح جهاز التلفزيون أمرا أساسيا في كل بيت، والتلفزيون يشكل نظاما فكريا ثقافيا تكنولوجيا يسعى إلى تحقيق غايات محددة، ويمارس وظائف معينة ومتعددة، وهو وسيلة إعلامية تُمثل حصاد تطور الفكر الإنساني والحضارة الإنسانية عبر عصور متلاحقة. و يزداد استخدام التلفزيون في البيوت والمؤسسات حتى أصبح من الأمور الأساسية، وفى ظل هذه الظروف يحظى الطفل بجهاز خاص له في غرفته و قد يعلل بعضأولياء الأمور ذلك، أن الطفل يحتاج جهاز التلفزيون في استخدامه للعب مثل "play station"، أو العاب الفيديو، أو مشاهدة أفلام الكرتون و غيرها، إلا أننا كتربويين نؤكد على ضرورة متابعةالأطفال، و وضع رقابة صارمة تجاه ما يبث من برامج و أفلام والتي تأثر تأثيرا كبيرا على الطفل ثقافيا و اجتماعيا و دينيا ونفسيا. وتشير نتائج أكثر من دراسة عربية على المكانة التي تحتلها أفلام الكارتون في نفوس الأطفال، ففي دراسة عبدالرحمن تبيّن أن 534 طفلا يمثلون 53.1% من أفراد العينة ينهون واجباتهم المدرسية قبل بداية عرض أفلام الكارتون كي يتفرغوا لمشاهدتها ( هندي ص:49 ). وفي دراسة الشال التي بلغ افراد عينتها 404 وتتراوح أعمارهم بين 5 و 15 سنة كانت أفلام الكارتون السبب الأول في إعجابهم ببرامج الأطفال المقدمة في التلفزيون المصري كما أظهرت الدراسة نفسها أن أفلام الكارتون المسجلة على أشرطة الفيديو كادت تكون المادة الوحيدة التي يقبل عليها أفراد العينة ( الشال، 1987 ص: 138).وقد استحوذت أفلام الكارتون على شاشات التلفزيون العربي سواء الفضائية منها أو الأرضية حيث بلغت نسبة عرض أفلام الكارتون 73.5% من مجموع برامج الأطفال في تلفزيون دولة الكويت و 66.7% في القناة الأولى لتلفزيون المملكة العربية السعودية وترتفع إلي 85.8% في الأجازات ونهاية الأسبوع وفي تلفزيون دبي بلغت 64.7% وأخيرا 50% في تلفزيون عمان. ( معوض، 1994 ص 7). وفي دراسة أجريت في استراليا أثبتت " أن الطفل الاسترالي يقضي 2000 ساعة في مشاهدة التلفزيون قبل بلوغه الخامسة من العمر " ( المعموري ص: 171 ). وفي دراسة أمريكية أخرى " أن الطفل الذي يتراوح عمره بين خمس وست سنوات يقضي أربع ساعات يوميا أمام التلفزيون " ( تركي ص: 105 ). ويبرز الجانب السلبي للتلفزيون في نوع المعرفة التي يقدمها، ولا سيما عندما يشاهد الأطفال برامج الراشدين، لأن استمرار الأطفال في مشاهدة برامج متخصصة للكبار يؤدي كما يقول جوزيف كلابير " إلى إحداث انطباعات عميقة لحياة الكبار على تفكير الطفل وبالتالي فأن ذلك يؤدي إلى نضج مبكر سابق لأوانه عند الطفل " وفي هذا الخصوص يقول جان كرم " إن أيّة معرفة يتلقاها الطفل وهو غير مهيأ لها يمكن أن تنعكس سلبا على حياته النفسية والروحية " ( كرم ص:96 ). يقول الدكتور علي وطفة وهو أحد المتخصصين في علم الاجتماع التربوي " ويتجلى التأثير السلبي للتلفزيون في الجانب المعرفي عند الطفل في ذلك التناقض الذي يلاحظ بين القيم التي يكرسها الأهل، وهذه التي ينشرها التلفزيون، وذلك من شأنه أن يؤدي إلي اضطرابات نفسية معرفية عند الأطفال، ويتجلى ذلك أيضا في تأثر الطفل بمشاهد العنف والجريمة والدعاية والإعلانات التي تكرس لديه قيما معرفية تتناقض مع عوامل نموه السليم". ( وطفة والشهاب ص: 219 ). كما أن مظاهر تأثر الأطفال بأفلام الكارتون واضحة فقد أوردت جريدة الوطن الكويتية " أن طفلا سقط من الطابق الثالث محاولا تقليد شخصية باتمان الكرتونية وقد توفى جراء هذه المحاولة الجريئة " ( جريدة الوطن الكويتية 2004.8.28 ) وبينت الدراسات أن الطفل يشاهد في الساعة الواحدة ما يتراوح بين 20 إلي 25 مشهدا للعنف. (Middleton and Vanterpool,1999: 23)و لسنا بصدد ذكر أثر ما يبث في وسائل الاعلام من أفلام العنف و الجريمة أو أفلام الرعب و الخيالالعلمي، بل نريد أن نركز على ما هو أهم - من وجهة نظر الباحثان - وهو ما تحتويه أفلام الكارتون أو الرسوم المتحركة Animation من قيم ومفاهيم سواء كانت هذه القيم معلنة أو خفية، وسوف تركز الدراسة على أساس من أسس العقيدة الإسلامية وهو الذات الإلهية وإمكانية رؤية الله عز وجل في الدنيا وتصوير الذات الإلهية في أفلام الكارتون ومدى تأثر الصغار بهذه المواضيع العقدية الحساسة في التربية الإسلامية. و هذه الأفلام لها كبيرالأثرفي الوصول إلى عقل الطفل الباطن والتغيّير في سلوكه وعاداته، حيث أن هذه الأفلام محببة للأطفال و عادة تكون الإشارات السلبية فيها خفيةغيرمباشرة، وهنا تكمن الخطورة. يقول أيرون Eron " إن الطفل يقلد تقليدا طبيعيا كل ما يراه على شاشة التلفزيون" ( منسي ص: 100 ). ومما يزيد هذه الخطورة معدل الوقت الزمني الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة أفلام الكارتون وهذا يزيد من فرصة تعرض الأطفال للمشاهد غير المناسبة ففي دراسة أجريت على مجموعة من أفلام الكارتون في نيويورك بيّنت أن الأطفال يشاهدون في صباح عطلة نهاية الأسبوع ما بين 20 إلي 25 مشهد عنف في أفلام الكارتون في الساعة. ( Middlenton & Vanterpool 1999 ). إن أفلام الكارتون التي كانت تُعرض في السابق كانت ذات هدف معين وواضح مقارنة بما يعرض حاليا، فقد كانت قديما موافقة لعقلية الطفل الصغير، أما الآن فإنه نظرا للنضج الثقافي والانفتاح الإعلامي أصبحت المسلسلات الكارتونية بعيدة أبعد ما تكون عن الواقع، فقد أقحم فيها الخيال بشكل كبير وأصبحت بها معان بارزة تمس نشأة الطفل بل وتؤثر على معتقداته الدينية، كيف لا وهو يرى تلك الشخصية الكرتونية وقد خلقت شخصية جديدة، مع أننا نغرس في عقول أبنائنا أن الخلق بيد الله عز وجل وحده وأنه ليس بمقدور أي إنسان أن يخلق شيئا مهما بلغ من التقدم.
كما أن الطفل حين يتعلق ببطل معين من شخصيات أفلام الكارتون فإنه يرغب في أن تكون جميع مقتنياته وأدواته مرسوم عليها شخصيته المحببة، وهذا بسبب تأثير أفلام الكارتون على قيم وسلوك الطفل تقول الباحثة ليلي الجهنى " أن الرسوم المتحركة تتضمن خطابا قيما يسعى عبر توظيف الصوت والصورة واللون والحركة والسرد القصصي إلي إكساب الطفل قيما بعينها أو تنفيره منها وتكمن الخطورة بالخطاب كونه غير مباشر يعتمد على الانفعال الذي يعيشه الطفل أثناء اندماجه في المشاهدة واستمتاعه بها بحيث ينشأ لديه استعداد لتقبل ما يتضمنه ذلك الخطاب من معلومات واتجاهات وقيم بغض النظر كما كانت نافعة أو ضارة" ( الجهنى 2004 ص: 65). وهكذا نلاحظ أنه بدلا من أن نعلّم الطفل الانضباط في سلوكه نراه يتوجه للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها. وهكذا يعيش الطفل وسط صراع بين الواقع والخيال، بل وينمو بداخله الخيال المريض نظرا لما يراه أمام عينيه من حروب وقتل وعنف وخيال جامح في قصص أفلام الكارتون، كما أن معاملاته اليومية تتسم بالعنف ويظهر ذلك في تصرفاته مع أقرب المقربين إليه في البيت، وبالإضافة لذلك فإننا نلاحظ أن أفلام الكرتون تغيّب بعض المفاهيم وتظهر أخرى بغير صورتها الحقيقية فنرى الذكاء على أنه الخبث، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله.

إن الخطر الحقيقي المحدق بهم هو أن هذا التأثير يأتي إلينا بطريقة خفية، ويظهر على المدى البعيد من خلال النشأة على نمط حياتي معين، مثل قصات الشعر الدخيلة، وقلة التركيز على المعاملات الإنسانية والاجتماعية وقلة الصبر وملاحظة التوتر عليهم، وأن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عدم احترام عقلية الطفل وتفكيره وتركيبة شخصيته، ومن هنا يبرز الصراع في أعماق الطفل بين ما يشاهده في أفلام الكارتون وبين ما يراه على أرض الواقع من أحداث، لذا فإن الهدف يبرز بشكل أكبر على المدى البعيد، ولنأخذ مثالاً على ذلك برنامج الكرتون «تيمون وبومبا» والذي يدور حول شخصيتين كارتونيتين وهما خنزير وأحد القوارض التي تعيش بأفريقيا وتدور فكرة البرنامج حول أكل الحشرات والديدان وهي أمور مقززة في الواقع، وليست من مأكولات الإنسان ولا هي من أطايب الطعام، ولكن استخدم في سبيل الترويج لها الألوان الملفتة والخلفيات المبهرة والمؤثرات الصوتية القوية والجذابة دون الأخذ بعين الاعتبار المضمون وتأثير مثل هذه الأفلام على تكوين جوانب مهمة في شخصية الطفل، هذا علاوة على أن أحد شخصيات هذا الكارتون الأساسية كما أسلفنا " خنزير " وبحكم دوره بالفيلم فهو الشخصية ذو فكاهة وخفة الدم مما يحبب الأطفال إليه، ونحن نعلم أن الخنزير حيوان نجس ومحرم في التربية الإسلامية أكله والاستفادة من شعره ودهنه وجلده وما شابهه، فأين يكون وعي وفكر الطفل من هذا كله !

بالإضافة إلى أن كثيراً من أفلام الكارتون تتضمن قصص الحب والغرام، حتى بين الكلاب والحيوانات الأخرى، ونشاهد في بعض الأفلام على سبيل المثال شكل القطة في أعلى مستوى من الأناقة، فتتزين برموش طويلة جميلة وكعب عال تتمايل وترسل إشارات مثيرة للغرائز للأطفال، علاوة على التركيز على إظهار صور الاقتتال لأجل الأنثى على أنها تضحية كبيرة، وإظهار بعض العادات والممارسات السلوكية المرفوضة في مجتمعنا المسلم كالسُّكر والتدخين واللصوصية والاحتيال والكذب وغيرها من الصفات غير الأخلاقية، كل تلك العروض تقتحم عالم الصغار وتلطخ الفطرة البريئة بحجة أنها برامج أطفال. والطفل يدرك من خلال واقعه وتربيته الإسلامية أن كل هذه المشاهد غير مرغوب فيها بل ومحرمة، ونجده ساعات يعلق على بعض المشاهد المخلة بالآداب مثلا، بقوله ( عيب ) أو ( غيّر القناة ) أو يغمض عيناه، كل هذا احتجاجا منه على تلك المشاهد بأسلوبه البرئ، وفطرته السليمة، وهذا يحدث وقد حدث مع الباحثان من خلال تطبيق التجربة في مدارس المرحلة الابتدائية بدولة الكويت أو من خلال التعايش الأسري وملاحظة الأطفال في محيط الأسرة.

ومن أشهر أفلام الكارتون «بوباي» الذي على شهرته وانتشاره وشغف الصغار والكبار به لا يمثل شيئاً إنما يجسد صراعاً بين جبارين من أجل امرأة، فيرتبط الاثنان معها بعلاقة غرامية مع أنها تفضل أحدهما، وتلد منه طفلاً، لكن حقيقة علاقتها بالرجلين مجهولة لعقلية طفلنا المسلم، ثم يدرك الطفل في المستقبل القريب أن هذه المرأة ليس امرأة بوباي بل هي صديقته ! وفي هذا الكارتون تأصيل بمبدأ الصداقة غير البريئة بين الرجل والمرأة، وتشجيع إتباع الهوى واللهث وراء العشيقة، ولعل الحديث النبوي الشريف (.... ومن كانت هجرته إلى دينا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. .الحديث ) يبين شيئا من مخاوف الباحثين. ثم يأتي فيلم « توم وجيري » TOM & JJERRY بصورة شك في أن عرضه ممتع ومسل، إلا أنه لا يرتكز على قاعدة تربوية سليمة، فهو يعتمد على المقالب والكمائن وكلا شخصيتي العرض يضمر الحقد للآخر والرغبة في الانتقام منه، وصراعاتها لا تنتهي وأساس ذلك المكائد المسلية، التي عن طريقها ربما توصل للطفل أفكار خطيرة على عقليته.و هذا الفيلم يؤصل فكرة أنالفأر أفضل، و أذكى، و أشجع من القط ويبرز الفأر JERRYبصورة حسنة بينما يظهر القط على العكس تماما، فكل الأطفال يحبون الفأر لأنه الأفضل و الأذكى و نحن في مناهج التربية الإسلامية نعّلم الطفل أن الفأر من الحيوانات ( النجسة ) و يحمل أمراضا ضارة ومعدية مثل الطاعون، و الفأر في الثقافة الإسلامية حيوان قذر على عكس القط الذي نربيه فهو نظيف، ووردت بعض الأحاديث النبوية على استحباب تربية القطط بالمنزل، و لكن الأمور في أفلام الكارتون تختلف والمفاهيم والقيم تناسب ثقافة صانعي هذه الأفلام لا مستورديها. أما برنامج الأطفال «ميكي ماوس» فهو يحمل في ظاهره مغالطة علمية وواقعية واضحة وهو وجود فأر يطير وخلاصة هذا المسلسل عبارة عن تأكيد للقوى الخيالية الخارقة الجبارة «الخرافية» التي تقف مع المضطر وتنقذه في أحلك الظروف وأشدها حرجاً، فهذه «القوة الخرافية» هي الرجاء والأمل في الخلاص ومثل هذه الأفكار ربماتؤثر في عقيدة الطفل المسلم فتنحي عن ذهنه الصغير قرب الله من عبده وإجابته له حين يدعو وعون الله عز وجل وأنه تعالى يجيب المضطر ( أمنّ يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. . ) الآية في سورة النمل، وهذه الأمور هي القوى الغيبية الحقيقية، والنتيجة أن هذه النوعية من البرامج وأن كنا نعترف أنها ذات تقنية عالية ومسلية وشيقة ومن شأنها أن تجذب الأبناء فتصرف شغبهم وإزعاجهم عن الآباء، ونعترف أيضا أن عملية حرمان الطفل من متابعة مسلسله الكارتوني المفضل هي عملية صعبة، وإن كان في هذه الأفلام من عنصر التشويق والإثارة للأطفال، إلا أننا نؤكد بالوقت نفسه على احتوائها على موضوعات سيئة من الناحية التربوية وذات توجيهات خاطئة ربما تنحرف ببعضالأطفال عن الأخلاق السليمة وتنمي فيهم السلوك السييء بسبب ما فيها من أخلاقيات سيئة.

يوضح الحمادي 2002: إن من شأن أفلام الكارتون إفساد عقائد ودين وأخلاق أطفال المسلمين، فينشأ الطفل على الوقاحة وقلة الأدب وضعف الحياء وسوء الخلق والانسلاخ من كل ما هو فاضل وبعرض بسيط لبعض أشهر برامج الكرتون ستتضح الحقيقة والرؤية الكاملة، فعدنان ولينا هي إحدى المسلسلات الكرتونية التي هي عبارة عن فكرة لرجل من اليابان يحكي فيه تقريبا قصة الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد من إسقاط القنبلة الذرية على اليابان وكل القصة تدور حول بطلين الأول فتاة واسمها لينا والثاني شاب وسيم شجاع اسمه عدنان، بينهما علاقة حب وغرام بحيث يضحي عدنان بنفسه ويخاطر بحياته لإنقاذها، وانظر إلى الفتاة لينا مكشوفة الشعر قصيرة الملابس تخرج أحياناً بملابسها الداخلية، فماذا تتعلم الفتاة المسلمة الصغيرة عندما تشاهد مثل هذا؟ وهل تتعلم الحياء والعفة؟ وانظر إلى عدنان هو يحمل لينا ويجري بها مع أنها ليست من محارمه، وانظر إلى هذه الفتاة «لينا» عندما تحتضن عدنان فماذا يتعلم الصغار من الصبية من ذكور وإناث عندما يرون هذه المعانقة والعشق فعلى أي خلق ينشأون؟ إن مثل هذه المشاهد تؤصل في نفوس الأطفال قيم سلبية لها تأثيرها على شخصيتهم. ( جريدة البيان – الأمارات العربية المتحدة 4 مارس 2002 )

وفي فيلم الاسد الملك LION KING مغالطات وإشارات سلبية تسئ للثقافة الإسلامية، ورغم أن هذا الفيلم من الأفلام الرائعة في عالم الكارتون والتي حصدت جوائز الاوسكار عام 1995 وقد عولج الفيلم دراميا معالجة رائعة سواء بالرسم أو الإخراج أو بعض المشاهد التي تعتبر من مشاهدة الروعة والإعجاب في تاريخ أفلام الكارتون. فقد احتوى على قيم التعامل مع الوالدين ودور الأب في تربية الابن في عرض شيق. ولكن لم يخلُ هذا الفيلم من بعض المشاهد التي ترسل مفاهيم خفية تتعارض مع بعض الصور والأعراف الإسلامية. و تدور أحداث الفلم حول أسد ملك " مونفاسا " يحب شعبه و يسعى لحمايتهم بينما أخوه الأسد الشرير " سكار " عكس ذلك ويريدالانتقاممن أخيه الملك الصالح و الاستيلاء على الحكم. وفى مشهد ( المؤامرة ) لقلب نظام الحكم، يتفق الأسد الشرير مع الضباع لقتل أخيه الملك، في مشهد ملئ بالإثارة السلبية غير مباشرة للمفاهيم و التقاليد الإسلامية، ففي مكان مظلم ونائي يجتمع الأسد الشرير مع الضباع - وهي حيوانات معروف عنها الخبث و الغدر - وفي مشهد ملئ بأسلوب المؤامرة والقتل و الاستيلاء يتفق الأسد الشرير على قتل أخيه مع الضباع، و بينما هو في أوج فخره و طغيانه تأتي بالخلفية صورة القمر على شكل (الهلال ) أكثر من مرة و بشكل واضح. ومن هناك تأتي الإشارات الخفية والتي تحتويها أفلام الكارتون، فصورة ( الهلال ) من الصور المألوفة في الثقافة الإسلامية والغرب يدرك هذا تماما، فالهلال يمثل شعار ورمز التقاليد الإسلامية ويقابله في الغرب الصليب الذي يمثل شعار المسيحية، و يعتبر هذا المشهد من الفيلم من أقوىالمشاهد عنفا و تدبيرا للشر و نراه يقترن أكثر من مرة و بوضوح بصورة الهلال. و قد يعترض البعض و يقول إن هذا التفسير تفسيرا بعيدا، و نقول أن لهذا التفسير قرائن كثيرة تؤيده، وربما كانالهدف من هذه المشاهد هو التأثير على تصورات الأطفال الذهنية نحو الهلال ، بعكس تلك الصور الجميلة التي اقترنت بالمسجد و الصلاة و بعض أمور العبادة مثلالصيام والأعيادوموسم الحج كل هذه مقترنة بالهلال فالهلال من شعائرالإسلاموالغرب يعي ذلك تماما عن الهلال كرمز من رموز الدينالإسلامي وشعاراته. ومن هنا كان المساعدات الطبية وأمور الإغاثة للمنكوبين تنظمها الدول الإسلامية عبر منظمة ( الهلال الأحمر ) بينما تنظمها دول الغرب عبر منظمة ( الصليب الأحمر ) لارتباط كل من الهلال والصليب بخلفيات دينية واضحة المعالم.وكقرينة لهذا نرى فيلم " أشريك " SHREK وتدور أحداث هذا الفيلم الكارتوني عن مخلوق غريب أخضر اللون، قبيح المنظريقتاتعلى الحشرات و يعيش في مستنقع وحل و قذر لذا هرب عن الناس وسكن الغابة وحيدا، وفي بداية الفيلم يكون هذا المخلوق في الحمام لقضاء الحاجة في مكان سيئ وقذر ويظهر المشهد بمنظر نافذة الحمام والتي علىشكل ( هلال ) و الملاحظ أنالمشهد يقرب الصورة على نافذة الحمام CLOSE UPبشكل الهلال أكثر من مرة، ونحن نرى أن مثل هذه المشاهد ليست عفوية بل تم اختيارها بعناية فائقة فهي تعطيإشاراتخفية وغير مباشرة للطفل بأن هذا الشعار ( الهلال ) أنما هو مرتبط دائما بالمفاهيم والقيم السلبية مثل المؤامرة و الخبث و القتل و النجاسة، فترتبط صورة الهلال بهذه المفاهيم وينشأ الطفل على هذا و قد لا يتأثر الطفل مباشرة بهذه المشاهد و لكن قد يعتقد لاحقا أن منظر الهلال منظر غير مرغوب فيه وهو منظر يدل على التخلف مثلا، أو الرجعية، أو غيرها، و ذلك مما يشاهده يوميا من أشارات إيحاءات مباشرة أحياناو غير مباشرة أخرى، بل تكونالإشارات عادة غير مباشرة و هنا تكمن الخطورة لأنها غير واضحة علنا للأولياء الأمور والمعلمين و لكن مع المشاهدة المتعددة أكثر من مرة - وهذا هوالحال عند الأطفال - تتضح هذه القيم السلبية الخفية ويدركها الأطفال وقد يعتقدون أنها مفاهيم سليمة، مما يصعب تصحيحها في المستقبل.وكقرينة أخرى أيضا يأتي فيلم قصة لعبة TOY STORYويحكى هذا الفيلم الكارتوني حكاية دمى و ألعاب تقوم بمغامرات مع بعضها البعضو في حال صادفتها مشاكل ترجع هذه الدمى إلى شيخها الكبير و أستاذها الذي تستمد منه الحكمة والتي تؤمن به و تحترمه كثيرا و هي لعبة على شكل شيخ كبير ذو لحية بيضاء و طربوش وثوب طويل على الطراز الشرقي و يرتدي قلادة كبيرة على صدره على شكل ( هلال ) و كلما صادفت هذه المجموعة من مشاكل و صعاب لجأت إلى هذا الشيخ ذو اللحية البيضاء و الهلال على صدره ليحل لهم المشاكل فهو لهم بمثابة القدوة و في نهاية الفيلم يتضح لمجموعة الدمى أن جميع المشاكل و المصائب التي واجهوها، كانت من تدبير ذلكالشيخ ذو اللحية و الهلال على صدره، وانه كان غدارا يريد إلحاق الأذى بالآخرين. أما فيلم المنتزه الجنوبي أو PARKSOUTH فقد جاء بشئ آخر تماما، فقد كانت القيم السلبية في هذا الفيلم معلنة تماما، وبالتصريح لا التلميح، و يعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام في تاريخ صناعة السينما على الإطلاق احتواء على ألفاظ بذيئةففي برنامج خاص عرض على القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني CHANNEL 4 لتحليل المفاهيم و الألفاظ القذرة والسوقية التي يحتوي عليهاهذا الفيلم، وجد انه في حلقة واحدة فقط و هي مدة لا تتجاوز 20 دقيقة و جد أكثر من 160 لفظ بذيء أي انه في الدقيقة الواحدة يسمع الطفل (Cool ألفاظ بذيئة، و قد تصدى التربويون في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندالمثل هذه الأفلام، و ذكروا أنها تعّود الأطفال على الألفاظ النابئة و البذيئة الأمر الذي ساعد في انتشار استخدام هذهالكلمات في المدارس و دور العلم. هذه و غيرها من المشاهد في أفلام الكارتون كثير ولها تأثير كبير في عقيدة الطفل المسلم و سلوكه، هذه المشاهدتشكل هدما بطيئا للأخلاق و الهيئة الإسلامية لدى الأطفال، وهي تبني مفاهيم وقيم سلبية في شخصية الطفل خصوصا بالمرحلة الابتدائية. ونحن بدورنا سنقوم بإلقاء الضوء على مثل هذه القيم السليبة وأثرها على سلوك التلاميذ بالمرحلة الابتدائية بدولة الكويت. رؤية الذات الإلهية بالمنظور الشرعي: سوف تركز هذه الدراسة على أساس من أسس العقيدة الإسلامية وهو رؤية الذات الإلهية، وفي أفلام الكارتون لا تتورع الشركات المنتجة من عرض هذه المواضيع الحساسة لعدم إيمانها بها أصلا، وقد تم عرض موضوع الذات الإلهية وإمكانية رؤية الله عز وجل في كثير من أفلام الكارتون وبالخص فيلم هرقل " هيركوليز " وهو موضوع التجربة في هذه الدراسة - والجدير بالذكر أن هذه الأفلام تعرض في محطات وتلفزيونات دول إسلامية دون ما أي رقيب ولا حسيب، والتي من شأنها أن تؤثر في خيال الطفل المسلم وتصوراته نحو الذات الالهية في مرحلة الطفولة . وقد أثبتت الدراسات أن الشخصيات الكارتونية تعتبر بمثابة ناقل للمعلومات بالنسبة لأطفال ما قبل المدرسة. (Robert Gil, 1970) وأ أفلام الكارتون تنشئ لدى الطفل استعداد لتقبل ما تتضمنه أفلام الكارتون من قيم ومعلومات ومعارف واتجاهات بغض النظر عما إذا كانت ضارة أو نافعة ( الجهنى، 2004 ص 65 ). وقد جاء في كتب العقيدة الإسلامية أن رؤية الله عز وجل ثابتة للمؤمنين بالدار الآخرة دون الحياة الدنيا، وقد وردت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة في تأكيد رؤية المؤمن لله عز وجل بالجنة، أما بالدنيا فلم يثبت شي بخصوص رؤية الله عز وجل في هذه الحياة وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية للقاضي أبي العز الحنفي ( والرؤية حق لأهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا: " وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة " وهي من أظهر الأدلة على رؤية الله بالجنة، قال ابن عباس تنظر إلي وجه ربها عز وجل وقال عكرمة تنظر إلي ربها نظرا، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( للذين أحسنو الحسنى وزيادة ) قال الحسنى هي الجنة والزيادة النظر إلي وجه الله عز وجل. رواه مسلم. وفي الحديث أيضا " أن ناسا قالوا يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله قال: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال فإنكم ترونه كذلك " الحديث في الصحيحين. ( العقيدة الطحاوية ص: 130 ) وقد أورد العلماء في شأن رؤية الله في الدار الآخرة أكثر من ثلاثين حديثا ويكفى ما أشرنا إليه أن رؤية الله عز وجل ثابتة في الدار الآخرة وليس في الحياة الدنيا كما تصورها أفلام الكارتون. الدراسات السابقة Review of Previous Literatureقبل الدخول في عرض الدراسات السابقة نود أن ننوه أن الدراسات في هذا الموضوع أغلبها دراسات غربية، ورغم وجود بعض الدراسات العربية إلا أنها عادة لا تقارن بكم الدراسات الغربية ولعل هذا يرجع لأن أفلام الكارتون هي غربية الإنتاج بصورة عامة أو أن اهتمامات الباحثين العرب تتجه لدراسة بعض القضايا الخاصة وليس من أولوياتهم مناقشة محتوى أفلام الكارتون. كما أن الدراسات الغربية تعرض إحصائيات ودراسات حديثة جدا مما يساعد الباحث على الاستفادة منها بشكل مباشرة. وسوف نعرض بعض هذه الدراسات ثم نقارن بينها وبين الدراسة الحالية مع بيان أوجه الالتقاء والاختلاف. في عام 1970 قدم الباحث الأمريكي Robert Gill دراسة قيمية بعنوان " أثر الشخصيات الكارتونية كحافز لتخطي سلبيات أطفال ما قبل المدرسة "، وقد صممت هذه الدراسة لاختبار أثر الشخصيات في أفلام الكارتون في سلوك أطفال ما قبل المدرسة، ومدى قدرتها على تحسين سلبياتهم، وقد أجرت الدراسة البحث على 83 طفلا كعينة عشوائية وقدمت لهم اختبارات خاصة لقياس الأنشطة التعليمية والاجتماعية والاتجاهات العامة الأطفال وذلك من خلال استخدام شخصيات كارتونية. وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية: - الشخصيات الكارتونية تعتبر بمثابة ناقل للمعلومات بالنسبة لأطفال ما قبل المدرسة. - الشخصيات الكارتونية موصل جيد لما يريده المعلم. - استخدام الشخصيات الكارتونية في التعليم يمكن أن يكون له الأثر الواضح في المرحلة الابتدائية أكثر مما هو عليه بمرحلة ما قبل المدرسة. - الأطفال الأكبر سنا أكثر استفادة من أفلام الكارتون من أطفال مرحلة ما قبل المدرسة. - أفلام الكارتون لا ينبغي أن تستخدم في التعليم الذي ينبني على حفظ المعلومات عن ظهر القلب.- أفلام الكارتون يمكن أن تسهم في وضع قوانين جديدة في الفصل الدراسي. - أفلام الكارتون يمكن أن تساهم في مساعدة المعلمين لتحقيق أهداف المنهج المدرسي. - أفلام الكارتون يمكن أن تساهم في تحقيق أفضل مستوى تعليمي للطفل. وفي عام 1971 أجرى RodenHapkiewicz and دراسة بعنوان " أثر أفلام الكارتون العدوانية على ألأطفال من خلال المشاهدة الفردية "، وقد هدفت هذه الدراسة لقياس مستوى السلوك العدواني من خلال مشاهدة الأطفال الفردية لبعض أفلام الكارتون، والتي تحتوي أو تصنف على أنها (أفلام عدوانية) وقد أجريت الدراسة على عينة عشوائية بلغت 62 طالبا من الجنسين في المرحلة الابتدائية، وخلصت الدراسة إلي بعض النتائج ومنها: - أن الطلبة البنين أكثر عدوانية في سلوكهم من البنات. - أن الطلبة البنين يظهرون سلوكا فرديا أكثر من البنات. - أن أفلام الكارتون العدوانية أثبتت أثرها على سلوك الأطفال في المرحلة الابتدائية خصوصا السلوك العدواني.
وفي دراسة مماثلة أعدها كل من Jennings and Gillis-Olion عام 1979 بعنوان " أثر برامج الكارتون على سلوك الأطفال " وقد هدفت الدراسة لمعرفة أثر برامج الكارتون على سلوك الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، وتم أخذ عينة الدراسة في فصول دراسية مكونة من 65 من أطفال الرياض ووضعتهم تحت الملاحظة ومن خلال عرض عدد من برامج الكارتون على الأطفال يتم سؤال كل طفل على انفراد هذه الأسئلة:
- ما هو برنامجك التلفزيوني المفضل؟
- ما هو برنامجك الكارتوني المفضل؟
- ما هي الشخصية الكارتونية المفضلة لديك؟
- لماذا تفضلها؟
ثم تم سؤال مدرسات هذا الفصل الأسئلة التالية:
- ماذا تلاحظون من دلائل على سلوك الأطفال؟
- هل لديك علم ودراية بأفلام الكارتون؟

وقد خلصت الدراسة بنتائج من أهمها:
- أفلام الكارتون هي البرامج المفضلة لدى الأطفال.
- الأطفال لا يحبون برامج الأخبار وأفلام الكبار.
- أفضل الأوقات المحببة للأطفال لمشاهدة أفلام الكارتون هي خلال أيام الأسبوع بعد الظهر، وليس في عطلة نهاية الأسبوع.
- المدرسات ليس لديهن دراية بأفلام الكارتون.

في دراسة Sue Jarrell 1982 " العنف في أفلام الكارتون " هدفت الدراسة لبيان أثر أفلام الكارتون على الأطفال ومدى تأثير الشخصيات الكارتونية على سلوك الأطفال، حيث أوردت الدراسة لحادثة واقعية وهي مصرع طفل يبلغ من العمر 12 عاما أثناء محاكاته للشخصية الكارتونية الرجل الوطواط Batman وقفز من مكان عال محاولا تقليد هذه الشخصية، وتقول الدراسة أن الكثير من الناس يتجاهلون خطورة العنف في أفلام الكارتون، وتؤكد الدراسة أن العديد من الدراسات والأبحاث ترى أن الأفلام الكارتونية قد تشكل خطورة على سلوك الأطفال، وقد عرضت الدراسة حلولا لمشكلة العنف في أفلام الكارتون لتفادي وقوع أي خطر محتمل على الأطفال وتقليل احتمالات أصابتهم بأذى ومن هذه الحلول:
- ضرورة معرفة ودراسة واختبار أثر القصة الكارتونية قبل إنتاجها.
- ضرورة عدم استخدام قصص أفلام الكارتون لمشاهد عنف تحتوى على المقتنيات المنزلية كالسكاكين وأدوات المطبخ الحادة والتي تكون عادة في متناول الأطفال.
- التقليل من مشاهد الإثارة Action .

وفي دراسة من إعداد مراقبة البحوث النفسية بوزارة التربية بدولة الكويت 1990 أثبتت الدراسة أن 88% من أولياء الأمور يؤكدون على أن ما يشاهده الطفل من برامج يؤثر على القيم التي يحاول المنزل والأسرة إكسابها للطفل ( مراقبة البحوث النفسية، 1990 ص:174)

" أفلام الكارتون التي تعرض في الفترة الصباحية في عطلة نهاية الأسبوع، وأثرها على سلوكيات وأخلاقيات الأطفال في الواقع الاجتماعي " دراسة أعدها Karen Swan(1995)تهدف إلى ملاحظة أفلام الكارتون والتي تعرض أثناء الفترة الصباحية بعطلة نهاية الأسبوع بالولايات المتحدة الأمريكية، وبيان أثرها على سلوك وأخلاق الأطفال في الواقع الاجتماعي، وقد اهتمت الدراسة بالبرامج الكارتونية خلال الفترة الصباحية من الساعة 8 صباحا وحتى 11 صباحا على مدى شهرين من الملاحظة والمراقبة وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- أن أفلام الكارتون التي تعرض في الفترة الصباحية بنهاية العطلة الأسبوعية تعلّم الأطفال أن الرجل الأبيض هو الأهم والأقوى بين أفراد المجتمع.
- أن المرأة أقل اهتماما من قبل المجتمع.
- أن العالم مكان محاط بالمخاوف والمخاطر وهو كوكب غير آمن.
- ضرورة تقديم الولاء للمجموعة ولا يتصرفون ضدها أبدا.

" تدريس العلوم باستخدام مفاهيم كارتونية " 1998 دراسة أجراها كل من Keogh and Naylor وقد اهتمت الدراسة ببيان أثر استخدام المفاهيم والشخصيات الكارتونية في تدريس العلوم وبيّت الدراسة أن المفاهيم الكارتونية تقدم أفكارا علمية في الأحداث اليومية، كما أشارت الدراسة أن أفلام وشخصيات الكارتون تقدم مدخلا جيدا لفهم وسلوك الأطفال، وأن استخدام الشخصيات الكارتونية في التدريس يسّهل وصول المفاهيم للأطفال بشكل أفضل.

وفي دراسة أعدها Middleton and Vanterpool عام 1999 بعنوان " هل يعتقد الأطفال أن أفلام الكارتون واقعية؟ وهدفت الدراسة لمعرفة ما إذا كان الأطفال يدركون أن الشخصيات الكارتونية هي واقع أم خيال، وتعرضت الدراسة لمستوى العنف في أفلام الكارتون وبينت أن الطفل يقضي فترة طويلة في مشاهدة أفلام العنف وأوضحت أن الطفل يشاهد ما بين 20 إلي 25 مشهد عنف في أفلام الكارتون في الساعة الواحدة فقط. وقد أجرت الدراسة اختبارا على عينة مكونة من 23 طفلا مع أولياء أمورهم وبينت أن 20 من هؤلاء الأطفال يشاهدون أفلام الكارتون قبل وبعد المدرسة وأثناء أدائهم الواجبات المدرسية وأن 78% من العينة يشاهدون أفلام الكارتون مع أصدقائهم دون رقابة أولياء الأمور، وأن 4% من أولياء الأمور يتابعون أفلام الكارتون مع أبنائهم. وأن 40% من العينة يستمتعون بمشاهد العنف والقتال في أفلام الكارتون و 26% يفضلون مشاهد إطلاق النار و 30 % يفضلون مشاهد الدم والعنف وأغلب أولياء الأمور لا يشاهدون هذه الأفلام مع الأبناء لعدم وجود الوقت الكافي لمراقبة الأطفال. من كل ما تقدم يتبين لنا مدى الحاجة الماسة والملحة لدراسة ما يعرض من أفلام كارتونية في القنوات الفضائية ، فكما ذكرنا مدى تأثير ما يعرض من أفلام كارتونية على نواحي عدة في ذات الأطفال وهذا ما أشار إليه مكي في دراسته بالحاجة الماسة للقيام بدراسات ميدانية حول هذه البرامج ( مكي :1994 ).


مقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية:

· تؤكد الدراسات السابقة والدراسة الحالية على عدد من النقاط أهمها:
1. التأكيد على أهمية متابعة الأطفال خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة وضرورة احاطة الوالدين بما يبث في أفلام الكارتون من مفاهيم وقيم سلوكية.
2. وجود مفاهيم سلبية في أفلام الكارتون تنعكس سلبا على حياة الطفل النفسية والروحية.
3. خطورة مكوث الأطفال الساعات الطويلة في مشاهدة برامج الكارتون.
4. ضرورة تفعيل دور أفلام الكارتون ليخدم نمو الطفل النفسي والحركي والمعرفي.
5. خطورة نتائج القيم والمفاهيم السلبية التي تبث في أفلام الكارتون على الأطفال وخصوصا بالمرحلة الابتدائية.
خطورة المحاكاة والتقليد للشخصيات الكارتونية مما يسبب آثارا معنوية وجسدية للأطفال.

بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية:
تطرقت الدراسات السابقة إلي معالجة مواضيع تربوية هامة كالعنف والسلوك العدواني في أفلام الكارتون وأثره على الأطفال وبيان الفترة الزمنية التي يقضيها الأطفال في مشاهدة البرامج الكارتونية، وكلها من المواضيع الهامة والحيوية التي تمس مباشرة مستقبل سلوك الطفل ونموه. إلا أننا في هذه الدراسة سوف نركز على ما لم تتعرض له الدراسات السابقة وهو أثر أفلام الكارتون على أسس العقيدة التي تهم التلميذ المسلم في المرحلة الابتدائية وقد ركز الباحثان على مفهوم ( الذات الإلهية ) كمبحث من مباحث العقيدة الإسلامية والتي يجب أن تنمى بشكل سليم خصوصا بالمرحلة الابتدائية، وسوف تتعرض الدراسة لمفاهيم تخص الطفل المسلم كالعقيدة الإسلامية وعرضها في أفلام الكارتون وكيفية التعامل مع هذا الموضوع الحساس من وجهة نظر تربوية إسلامية، وهذا ما لم تتعرض له الدراسات السابقة.
مشكلة الدراسة:
نظرا لقلة الإنتاج العربي للأفلام الكارتون فإن محطات التلفزة العربية تلجأ إلى استيراد تلك الأفلام من دول أجنبية تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها بنسبة 30.78% تليها بريطانيا بنسبة 15.39% ثم ألمانيا فاليابان وفرنسا ودول أوربية أخرى بنسبة 7.69% ( العبد ص 76). وكل يوم تعرض الشركات العالمية المتخصصة في صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني مثل Walt Disney ( والت ديزني ) و Dream works ( دريم وورك ) و Warner Brothers ( ورنر بروذرز ) و Paramount ( بارا ماونت ) وغيرها من شركات هوليوود العالمية المتخصصة في صناعة السينما وأفلام الكارتون وبرامج الأطفال بشكل خاص، والتي أصبحت متداولة في كل بلدان العالم، و مدى تعلق الأطفال بما تنتجه هذه الشركات من أفلام بل وأصبح الطفل يترقب ما هو جديد من أفلام.
وتكمن المشكلة في أن هذه الشركات كلها شركات لا تعتد بالقيم والمفاهيم الإسلامية لأن أكثر من 90% من أصحاب هذه الشركات ومنتجي الأفلام هم من اليهود، ولا تهتم هذه الشركات إلا بالربح المادي، فشركة والت ديزني معروف التزامها بدعم الكيان الصهيوني ومساعدته العلنية، كما أن شركة دريم وورك هي لصاحبها المخرج العالمي ستيفين سبيلبيغ Steven Spielberg وهو من اليهود المعلني التزامهم بالفكر اليهودي والدفاع عنه سواء بالأفلام أو بالمقابلات الشخصية، كما أن شركة بارا ماونت من اسمها والذي يعنى جبل ذو دلالة خاصة بالفكر اليهودي. لذا لا تتورع من عرض الأفلام الكارتونية المثيرة للجدل طالما تدرّ عائدا في الميزانية، دون الأخذ بالاعتبار أن هذه القيم والمفاهيم السلوكية لها بالغ الأثر في تغيّير نمو وحياة الأطفال، وقد أنتجت هذه الشركات عديدا من الأفلام الكارتونية التي تحتوى على مفاهيم سلبية سواء مفاهيم تخص الثقافة الإسلامية أو الثقافات الأخرى كتقاليد وعادات بعض الدول أو تصوير الأنبياء مثل : فليم النبي موسى عليه السلام بالرواية اليهودية وغيرها من تقاليد الحضارات المختلفة. مما سبق ذكره من دراسات والتي أكدت مدى عمق تأثير الافلام الكرتونية في حياة الطفولة سواء من الناحية الايجابية أو من الناحية السلبية فأن الباحثان يؤمنان بأهمية دراسة مدى تأثير بعض الافلام الكرتونية على تصورات وخيالات الطفل المسلم نحو بعض أسس العقيدة الاسلامية وبالتحديد نحو الذات الالهية المقدسة. .

حدود الدراسة:
تنحصر حدود الدراسة بالمرحلة الابتدائية بدولة الكويت وفي الصف الرابع ابتدائي في كل من البنين والبنات وذلك لطبيعة الفئة العمرية لطلبة الصف الرابع والذين يعتبرون أكثر قدرة على المناقشة وإبداء الرأي فيما يطرح من قضايا مقارنة بطلبة الصفوف الأخرى.
أسئلة الدراسة:
تحاول الدراسة التعرف على اعتقادات تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت حول الذات الإلهية بصفاتها الجليلة ومدى تأثير أفلام الكارتون على هذه الاعتقادات وستطرح الدراسة الأسئلة المنهجية التالية:
1. ماهي اعتقادات تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت حول " الله " عز وجل وذلك من خلال الصفات الإلهية مثل: ( القدرة – رؤية الله – معرفة الغيب – وجود الله تعالى. وغيرها)
2. هل لأفلام الكارتون أثر على أسس العقيدة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت فيما يخص الصفات الإلهية الجليلة.

أهمية الدراسة:
تعتبر دولة الكويت دولة مستوردة للمنتجات الإعلامية وخصوصا أفلام الكارتون، شأنها شأن الدول العربية جميعا، وأن الإنتاج العربي والإسلامي لأفلام الكارتون لا يضاهي الإنتاج الغربي لا كما ولا نوعا، وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل أصبحت أفلام الكارتون من عوامل التسلية الرئيسية للأطفال، حتى أصبح من الصعب بمكان الاستغناء عنها بالنسبة للأطفال. ونحن نعيش في مجتمع مسلم وفي الوقت نفسه نشاهد بعض أفلام الكارتون والتي تعرض مواضيع تخالف مفاهيم ومعتقدات أساسية في ثقافتنا كموضوع الذات الإلهية مثلا، ونرى أن مثل هذه المواضيع الهامة يتم عرضها في أفلام الكارتون بشئ من الانتقاص والسخرية أحيانا كما في فيلم Hercules هيركوليز (هرقل)، وفي الوقت ذاته لم نقرأ – على حد علم الباحثين – دراسات اهتمت و شرحت أثر عرض المفاهيم العقائدية في أفلام الكارتون ومدى مناسبتها لعقل وفهم الطفل المسلم، ولم نلاحظ دراسات فصلت فيه كما ينبغي و وضعت حلولا للتعامل مع مثل هذه الأفلام، وإن كانت موجود مثل هذه الدراسات فنحن نعتقد أنها لا تكفي لأن إنتاج أفلام الكارتون مستمر ويعتبر من المشاريع التي تدر الربح الوفير لصانعيها وهم يبحثون عن الفكرة والقصة ولا يتورعون عن فتح مواضيع نعتبرها نحن المسلمين مواضيع ذات صفة خاصة. لذا ستحاول الدراسة الحالية بيان أثر أفلام الكارتون على س تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت وإيجاد الحلول المناسبة لحماية عقول وسلوك أبنائنا من هذه الأفلام ذات المحتوى الخطير.

منهج الدراسة:

تعتمد الدراسة الحالية على المنهج التجريبي بخطواته العلمية الأساسية. ويعد هذا المنهج هو المنهج المناسب لهذا الدراسة التي تعتمد على التجريب العلمي المنظم في تحديد تأثير الإعلام في وعي الأطفال وعقولهم وأنظمة تفكيرهم . فقد تم عرض فيلم التجربة Hercules والذي يقوم على أسطورة من الأدب الإغريقي وتحكى قصة ذلك الشاب Hercules أو "هرقل" والذي يتمتع بقوى خارقة Super Power وتعود القصة إلى الأدب الإغريقي حيث تعدد الآلهة ويظهر والد Hercules وهو Zeus والذي يعد في الأدب الإغريقي إله الآلهة حسب ما ورد في الأساطير و Zeus هذا متزوج من Herra إلا أنه يقيم علاقة غير مشروعة مع Io والتي أنجبت له Hercules ذلك الابن الذي أخذ صفات العظمة والقوة الخارقة عن أبيه وصفات الإنسية والبشرية عن أمه وقد أخذ على عاتقه مساعدة الفقراء والمحتاجين والضعفاء وصورته الأساطير في الأدب الإغريقي أنه يطوف بالقرى والمدن ويهب لمساعدة الناس ويمد يد العون لمن يحتاجه ويقضى على الأشرار والتي تكررت صورهم بالأدب ألإغريقي على صورة تنين أو وحش النهر وما أشبه ذلك ويمتاز Hercules بصفة الخلود والأبدية تلك هي الصورة التي وردت في الأدب الإغريقي عن هذه الشخصية. 525-456 B.C )(Prometheus Bound, Aeschylus
إجراءات الدراسة:
- تم اختيار 6 مدارس من جميع المناطق التعليمية بدولة الكويت بواقع مدرسة لكل محافظة ثلاثة منها للبنين وثلاثة أخرى للبنات في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2003-2004.
- تم اختيار 200 طالب من طلبة الصف الرابع ابتدائي بطريقة عشوائية.
- تم سؤال العينة حول اعتقاداتهم فيما يخص السؤال الأول من الدراسة قبل عرض الفيلم ثم تدوين اجاباتهم.
- تم عرض الفيلم الكارتوني Hercules هيركوليز أو هرقل على أفراد العينة كل مدرسة على حده و من ثم تدوين إجاباتهم..
- تم إدخال الإجابات بالحاسب الآلي وتحليلها عن طريق التكرار والنسب المؤية.

التحليل ومناقشة النتائج:
تم مقابلة 200 طالب وطالبة كعينة عشوائية بالمرحلة الابتدائية في مختلف المناطق التعليمية بدولة الكويت الكويت، (98 ) طالب و (102) طالبة وتم عرض فيلم Hercules هيركوليز ( هرقل ) على العينة ثم عرض أسئلة الدراسة على العينة وقد تبين التالي:
فيما يخص سؤال الدراسة الأول.
ماهي تصورات تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت حول الذات الالهية وذلك من خلال الصفات الإلهية مثل: ( القدرة – رؤيته – الغيب – وجود الله تعالى. وغيرها). للأجابة على هذا السؤال فقد قام الباحثان بطرح هذا السوال قبل عرض الفيلم الكارتوني (هرقل).


( جدول 1 ): اعتقادات التلاميذ حول الذات الالهية:



يوضح الجدول أعلاه مدى وضوح وعمق التصورات الاعتقادية عند الطلبة عينة الدراسة نحو " الذات الإلهية " ومفاهيمها وصفاتها مثل وجود الله عز وجل وعلم الغيب والقدر وإمكانية رؤية المولى جل وعلى، فالأطفال لديهم حس إيماني عميق حول ما سبق ذكره وهذا يعطى مؤشرا قويا بأن الأطفال يتلقون توجيهات جيدة حول الذات الإلهية من قبل أسرهم خصوصا في سنواتهم الأولى وهذا ما يؤكده الحديث الشريف ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ولم يذكر الحديث أو يسلمانه لأنه يولد على فطرة الإسلام السوية. وأيضا يدل على تحمل الأسرة المسلمة مسؤولياتها في التنشئة الدينية الصحيحة لأولادها في مرحلة الطفولة المبكرة وحرصهم على تأصيل العقيدة الإسلامية في نفوس الأولاد، وهذا مؤشر إضافي يوضح لنا مدى أهمية الأسرة في بناء وتشكيل الأبناء من جميع النواحي سواء العقدية أو النفسية أو التربوية أو الاجتماعية وغيرها.

أما فيما يخص السؤال الثاني:
هل لأفلام الكارتون أثر على التصورات العقائدية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت فيما يخص الصفات الإلهية الجليلة؟

للإجابة على هذا السؤال تم عرض فيلم Hercules هيركوليز على عينة الدراسة وبيان بعض المشاهد التي تحتوي على مغالطات عقائدية كقدرة بطل الشخصية الكارتونية على صنع المعجزات والتي هي في العقيدة الإسلامية خاصة بالله تعالى مثل إنزال المطر وإحياء الموتى والنفع والضر والقدرة المطلقة ومعرفة الغيب وغيرها من أسس العقيدة الإسلامية وبعد عرض الفيلم تم سؤال العينة عن ماهية الشخصية الكارتونية ومن تكون هذه الشخصية الفذة ذات النفوذ والقدرة المطلقة؟ ولتوضيح ذلك تعرض الدراسة الجدول التالي:




الإجابة


عدد الطلبة
الله عز وجل
80
الرسول صلى الله عليه وسلم
60
جبريل عليه السلام
32
فرعون
18
موسى عليه السلام
7
عيسى عليه السلام
3
( جدول 2) تصورات التلاميذ الذهنية حول الشخصية الكرتونية:






















( جدول 3) تكرار النسب حول اجابات الطلبة:



من خلال النتائج أعلاه نلاحظ أن هناك نوع من التأثير الواضح للفيلم الكارتوني على المفاهيم العقائدية لدى عينة الدراسة في بعض جوانبها خصوصا المرتبط بالغيبيات. فالجدول أعلاه يوضح لنا بأن المشاهد التي احتواها الفيلم أوجدت نوعا من الشك والحيرة في اعتقاد الأطفال فهم من ناحية اعتقدوا أن الشخصية الكارتونية والتي كانت مستوية على كرسي عظيم فوق السحاب ويتحكم في القضاء والقدر ويعرض له ما سيكون ويعلم الغيب اعتقد الأطفال بأن هذه الشخصية تمثل الله عز وجل بنسبة 40% (80 طالب من اصل200) وآخرون اعتقدوا أن هذه الشخصية هي الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبة 30% (60 من 200 ) وتأتي هذه التحليلات من افراد العينة نظرا للصورة المرسومة للشخصية الكارتونية فهي بصورة شيخ كبير ذو لحية بيضاء طويلة تظهر عليه سمات الورع والهيبة ويشع النور من بين جنباته ولعل هذه الصورة ذات الهيبة الروحية التي صورها الفيلم أعطت انطباعا أوليا لأفراد العينة بأن هذه الصورة ربما تكون صورة للنبي صلى الله عليه وسلم وهنا مكمن الخطورة حين يتنازع المخزون العقائدي للطفل المسلم مع بعض معلومات أفلام الكارتون حيث يحدث الخلل العقدي في الإيمان والتصديق وهذا حدث بالفعل في الإجابة على هذا السؤال وظن ثلث العينة أن هذه الشخصية هي شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم. وغيرهم ظن أنها جبريل عليه السلام كما هو موضح بالجدول أعلاه بنسبة 16% ( 32 من 200 ).ولعل العينة ربطت بوجود الشخصية الكارتونية بالسماء وبين السحب والغيوم فأوحت لها بأنه جبريل عليه السلام يوحي برتباطا عقائديا مسبق لدى الأطفال حول قصة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء ومعلوم أن هذا أحد المفاهيم الأساسية في المرحلة الابتدائية، وهذا أيضا مشكلة كبيرة خلفتها أفلام الكارتون وتسبب شكا وحيرة لدى الأطفال، وما نحب أن نؤكده هنا أن مجال الطفولة مجال خصب لرعاية وبناء ونماء كثير من القيم والأخلاقيات والمثل. .الخ فالأطفال من ناحية أخرى توهموا أو أنهم ذهبوا بعيدا جراء ما شاهدوه بهذا الفيلم فرأى بعضهم

physiosport

المساهمات : 250
تاريخ التسجيل : 28/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى