lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحوم للاكل مصنعة كليا في المعامل و بدون ذبح للحيوانات!!

اذهب الى الأسفل

لحوم للاكل مصنعة كليا في المعامل و بدون ذبح للحيوانات!! Empty لحوم للاكل مصنعة كليا في المعامل و بدون ذبح للحيوانات!!

مُساهمة من طرف lamsetshefa الخميس فبراير 09, 2012 4:54 pm

أحدث ابحاث البيوتكنلوجيا

لحوم للاكل مصنعة كليا في المعامل و بدون ذبح للحيوانات!!

د. ياسر محجوب*

مقدمة:

لقد كان انفجار ثورة المعلومات و بشكل خاص فيما يتعلق بفك طلاسم الجينات DNA و ما اوجده مشروع الجينوم البشري (Human Genome Project) الكثير من الانعكاسات على العلماء و على الناس العاديين على حد سواء. و لكن و لعل من اهم هذه الافرازات هو الكم الهائل من المعلومات المعقدة و التى تتراكم بشكل متسارع لا يستطيع حتى الباحثيين المتخصصين في مجاراتها, دعك من الناس العاديين الذين ليست لديهم علاقة مباشرة بهذه الابحاث. و من هذا المنطلق تتجه العديد من الدول المتحضرة بشكل حثيث نحو ردم الهوة بين ما تنتجه مراكز الابحاث على مدار الساعة من أبحاث و توصيل نتائجها لعامة الناس في شكل مبسط و واضح و مفهوم و ذلك عن طريق وسائل الاعلام المتخصصة و تنظيم المؤتمرات و السمنارات, و ورش العمل و المحاضرات التوعوية, و التى تصب جميعها في خدمة هذه الاهداف البعيدة.
ان كم هذه الابحاث المدهشة التى تجري على مدار الساعة, و ما انتجته و ما سوف تنتجه من غزارة في المعلومات في المستقبل المنظور و من تحديات جمة على المستويات الصحية و الاجتماعية و الاخلاقية و القانونية يحتم علينا الاستعداد من الان فصاعدا و بشكل علمي و مدروس ببناء اقسام و وحدات معرفية متخصصة تستطيع توصيل المعلومات الى الناس و الاجيال الناشئة بدون لبس او تعقيد خاصة و ان البشرية صارت تتأثر و تتفاعل بنتائج ثورة الجينات و علوم البيوتكنلوجيا المرتكزة عليها كليا بشكل غير مسبوق.
هذا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان ما بدأت تحدثه افرازات هذه العلوم و التكنلوجيات الأن مجتمعة بكل تشعباتها و تعقيداتها, سوف يؤدي في نهاية المطاف, و دون شك الى تغييرات جذرية فيما يتعلق بمفاهيم الصحة و الوقاية و العلاج و صناعة الدواء ( Personalized Medicine ) و الغذاء. فمعضلة الاغذية المعدلة جينيا لازالت بدون حل في كثير من الدول, و ما يلوح في الافق حول امكانية تصنيع اللحوم كليا في المعامل دون اللجوء الى ذبح الحيوانات خلال الاعوام القادمة, لاصدق دليل على مدي قوة هذه التكنلوجيا. كل هذه المعطيات و غيرها الكثير تبرهن الى اهمية البدء في التحرك من الان قبل فوات الأوان. يقولون بأن هذا المارد "تورة البيوتكنلوجيا و الجينات" قد خرج من قمقمه و لا يمكن ارجاعه اليه ثانية.

مزيد من الضوء:

عندما بدأت تباشير ثورة البيوتكنلوجيا تلوح في الافق كانت محل شك كبير حول امكانياتها و قدراتها حتى لدى بعض كبار العلماء و لكن بمجرد ان تم تصنيع هرمون الانسولين و هرمون النمو باستخدام هذه التكنلوجيا, فانها صارت واقعا ملموسا لدرجة انها تدر ارباح بالمليارات اليوم و نحن الان في المرحلة الثانية من عمر هذه التكنلوجيا مرحلة "بزنس" الجينات و ال DNA.
و في المستقبل المنظور يتوقع لهذه التكنلوجيا امكانات كبيرة جدا في العديد من المجالات المختلفة.
و تعتمد فكرة تصنيع اللحوم كليا في المعامل دون الحوجة الى ذبح الحيوانات في الأساس و بشكل مختصر على دمج تكنلوجيا المورثات (الجينات) و ابحاث و تكنلوجيا الخلايا الجذعية Stem Cells (التحكم بشكل خاص في الخلايا غير المتخصصة في اجنة الحيوانات المختلفة لتصنيع خلايا و انسجة بعينها و على حسب الطلب).

اهمية الخلايا الجذعية:
و كان الكشف عن وجود الخلايا الجذعية هو ثالث اهم كشف في القرن الماضي بعد فك طلاسم تركيبة المادة المسؤولة عن الصفات الوراثية في الخلايا ( DNA ) و النجاح في اتمام مشروع الجينوم البشري (معرفة تسلسل المادة الوراثية في المواد الصبغية (الكروموسومات) وتحديد اماكن الكثير من الجينات فيها.

ما وصلت اليه نتائج ابحاث تصنيع اللحوم حتى الأن:

من الواضح تماما ان هذه الأبحاث قد قطعت شوطا بعيد و لا يستهان به , لانه امكن حتى الأن انتاج اللحوم بهذه الطريقة و لكن بكميات غير تجارية , و ان كانت الأبحاث تجري على قدم و ساق, على الرغم من وجود الكثير من المعوقات التقنية. فخلية جذعية واحدة مأخوذة من بقرة يمكنها نظريا ان تنتج اطنانا من اللحوم! حيث ان لهذه الخلايا قدرات كبيرة للنمو و التكاثر .الباحثون يرون انه في استخدام هذه التكنلوجيا سوف تنتج لحوما صحية , لانه يمكن صناعتها بمواصفات خاصة (لحوم خالية من الكولسترول, او قليلة الكولسترول, او غنية بمواد معينة يحتاج اليها الجسم باستمرار....الخ). و يري الباحثون ان اللحوم المصنعة باستخدام هذه التكنلوجيا لا يجب ان تصنف كلحوم معدلة جينية , و ذلك لان انتاج اللحوم بهذه الطريقة يقتضي استخدام خلايا جذعية مأخوذة من الحيوانات القابلة للاكل اساسا كمرحلة اولي و بعد ذلك تتطوير في المعامل في ظروف خاصة حتى تتحول الى لحوم قابلة للاكل , و لا يتم التحكم او "التلاعب" في مكوناتها الجينية باي حال من الاحوال.

منطقية و اسباب تطويرهذه التكنلوجيا

يعتقد من يعمل في ابحاث هذه التكنلوجيا الغذائية انه في حال نجاحها فانها تستطيع ان تساعد كثيرا في الحد من مشاكل التلوث و الاحتباس الحراري, و ذلك لان استخدام هذه الطريقة في صناعة اللحوم مستقبلا سوف تمكن في التقليل من استهلاك الطاقة المرتبطة بتربية الحيوانات و ذبحها في المزارع و مصانع اللحوم, و كذلك في خفض استهلاك الاسمدة الكيميائية لانتاج الأعلاف, بالاضافة الى الخفض في الاستهلاك الذي لا يتوقف و المتزايد من اللحوم .و كانت أبحاث سابقة قد كشفت الى أن حوالي 18- 20 % من غاز ثاني اوكسيد الكربون وهو احد الغازات الرئيسة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تأتي في الأساس من روث الحيوانات و بشكل خاص الأبقار منها. اضافة الى ذلك تستهلك الابقار لوحدها حوالي 10 % من المياه العذبة الموجودة على كوكب الأرض..

هل نحن نسير في الطريق الخطأ؟

على ضوء كل ما سلف, يبقي سؤال مهم و اساسي و هو : ماهو شكل العالم و خصوصا نحن في العالم العربي (بكل قيمنا و موروثاتنا) اذا توقف البشر ذات يوم عن تناول اللحوم المذبوحة و صرنا نتناول لحوما "مركبة" كليا في المعامل؟ الأجابة على ما يبدو توجد في الطبيعة حيث يقول بعض علماء الأحياء: انه اذا اختفى النحل من كوكب الأرض, لاي سبب من أسباب, فان البشر معرضون للفناء جوعا في فترة اقصاها 40 عام!! و ذلك ببساطة لاننا نعتمد على دور هذه الحشرة الفريدة بنسبة حوالي 60 % في تلقيح النباتات التي نحتاج اليها لاحقا كطعام . كل شئ في هذا العالم مخلوق بقدر و ميزان عجيب......
------------------------------------------------------------------------
* كاتب المقال حاصل على درجة الدكتوراة في الاحياء الجزيئية و دبلوم| في البيوتكنلوجيا و الاحياء الدقيقة.

lamsetshefa

المساهمات : 919
تاريخ التسجيل : 26/11/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى