حقائق حول طب الأيورفيدا

حقائق حول طب الأيورفيدا




1. هل الأيورفيدا أقل كفاءة؟.
الحقيقة: أن طريقة المعالجة هذه تدعو إلى الصبر والتحمل أكثر. ويمكن أن يصف التأثير بهذا المثال:
"عندما يحدث ثقب أو شق في قماش أو في إبريق، نحاول اصلاحه باستعمال مادةَ مماثلة للمادة المصنوعة منه". وبنفس الطريقة عندما يحدث أي عيب أو ضرر في الجسم الإنساني نحاول أيضاً تصحيح بإستعمال مصادر طبيعية مماثلة بقدر المستطاع.
2. هل نتائج الأيورفيدا بطيئة؟.
الحقيقة: تعتمد سرعة العلاج على المريض. معظم المرضى الذين يزورون ممارسين الطب الشمولي يستغرقون وقتا طويلا في محاولَة البرامج الطبية الأخرى ذات النتائج السريعة. وهذا لا يؤخر تأثير الدواء فقط، بل يعيق عمل الدواء أيضاً. هذا لأن المريض حاول مجموعة معقدةَ وقوية من الأدوية، لذا يجب تحييد التأثير أولا. أَو في هذه الأثناء، يصبح الداء أكثر عمقا، ويأخذ شكلا مزمنا. وقد يعمل بطريقة بطيئة، لكن كما تقول قصة الارنب والسلحفاة، البطيء الواثق من خطوته يصل الى خط النهاية دائما.

3. هل الأيورفيدا لها آثار جانبية؟.
الحقيقة: أي أثر جانبي من الطب، وأي علاج، قد ينتج من سوء إستعمال الدواء، أمّا في المعالجة أو في الَوصفة. وبالنسبة للآثار الجانبية، أَعتقد بأن الأدوية المجربة أكثر أماناً بشرط توفر الشرطان السابقان بدقة. ويمكن التأكد من فعالية الأيورفيدا بثلاث نقاط جوهرية.
• تعتمد الأيورفيدا على مبدأ اساسي، وهو التخلص من سبب المرض أولا ، وأيضاً التأكد من عدم ظهور المرض من جديد. أي يتم استئصال المرض من جذوره.
• يعمل مبدأ طب الأيورفيدا على أن الطب يستهدف المريض، وليس المرضِ. كما يعتبر العقل، والجسم، والروح الاساس الثلاثي للشفاء، بينما يهدف الطبّ الموصوف إلى تحسينِ الصحة العام.
• بما أن طب الأيورفيدا يتعامل مع العلاجات المحضرة بشكل رئيسي من الأعشاب، والمصادر الطبيعية، فهو علاج غير مؤذي وليس له آثار جانبية.
4. هل الأيورفيدا للمرضى الأكبر سناً؟.
الحقيقة: ليس هناك تقييد معروف لهذا الشكل من المعالجة. فهو يناسب كافة الأعمار على حد سواء. فالأيورفيدا مناسب للأطفال خصوصا ونظامهم الداخلي لا يزال غضا، وهو مهم في عملية بناء المناعة. المنتَجات الطبيعية لا تَتدخل في مقاومة اجسامهم وفي نفس الوقت تميل إلى أن تكون أكثر أماناً وأكثر راحة.
5. هل أدوية الأيورفيدا مجرد بديل؟.
الحقيقة: يعتقد بشكل خاطئ بأن نظام الأيورفيدا علاج بديل. ولكن الأيورفيدا موجود حتى قبل ولادة العلاج الطبي الحديث. فالأيورفيدا كلمة مشتقة من ayush وتعني الحياة و"فيدا" تعنب " العلم". لذا، الأيورفيدا علم كامل للحياة. وهو كنز وزاد لكل شخص يرغب في حياة مليئة بالصحة والحماس، والحيوية.
(الايورفيدا) ؟؟
أصبحت الهند أحد أكثر الأماكن زيارة بهدف الحصول على العلاجات الطبيعية والحيوية عبر علوم الطب الآيورفيدي، وتعني كلمة «الآيورفيدا» في اللغة السنسكريتية «علم الحياة» وقد نشأ في ولاية كيرالا قبل حوالي 5000 سنة، ويعمل على ازالة السموم أو أثرها من الجسم وعلى تعزيز جهاز المناعة فيه وتقويته عن طريق المعالجة بالتدليك وباستعمال الزيوت العشبية المختلفة.
وسواء كان الهدف تحسين الصحة بشكل عام أو اعادة النشاط والحيوية الى الجسم أو علاج أمراض معينة مثل داء المفاصل أو الروماتيزم او التهاب الجيوب الأنفية أو الشقيقة أو التهاب الفقرات، فلدى الآيورفيدا العلاج اليقين.
يتنافس الآيورفيدا اليوم مع احدث العلوم الطبية واكثرها تقدماً، فيوفر علاجات فعالة للكثير من الامراض والعلل عبر فروعه المختلفة من: كايا شيكيتسا (الطب العام)، بالا شيكيتسا (الطب النفسي)، اورذوانغا شيكيتسا (طب الاذن والانف والحنجرة والعين)، ساليا شيكيتسا (الجراحة)، دامشترا شيكيتسا وفيشا شيكيتسا (علم ازالة السموم) وفاجيكارنا شيكيتسا (طب العجز الجنسي)، يقدم الآيورفيدا أساسا نوعين من العلاج: أولهما: شفاء الجسم من الامراض والعلل، وثانيهما: علاج جهاز المناعة في الجسم والعمل على تقويته بشكل عام.
هذا وبرز عدد من المراكز الآيورفيدية للوجود وفي جميع بلدان العالم الى جانب بلد المنشأ (الهند) وولاية المنشأ (كيرالا). وقد تمت دعوة «منتجعات كيرالي الآيورفيدية» بفروعها المنتشرة في مدن البلاد المختلفة، الى مؤتمر ISPA ASIA PACIFIC الذي عقد مؤخرا في يوكوهاما، اليابان - لتعريفهم على نظام الطب الآيورفيدي الهندي، وتركز المؤتمر على الطب المتمم والبديل في اليابان، وصحة العلاج بالحمام الروماني، والعلاج الاروماتي، ونظام شيناتسو لازالة الألم عبر علاج العضلات الداخلية والجهاز اللمفاوي الداخلي، والعلاج الصوري، والعلاج الياباني الفريد المعروف بأونسين كلتشر Onsen Culture (حمامات ينابيع المياه الحارة) وغيرها.
كما لفتت الهند أنظار العالم اليها كمنتجع صحي فريد عبر مكاتب السفريات الدولية، ففي مكتب السفريات في لندن، يقوم اكثر من 250 وكيلا للسفر بالتفاوض مع الشركات الهندية، التي توفر تسهيلات التدليك العشبي وعددا من العلاجات الآيورفيدية، ليدرجوها ضمن الرحلات التي يقومون بحجزها، فأخذت المكاتب القائمة في لندن بارسال السياح وبأعداد اكبر الى كيرالا للعلاج الآيورفيدي وتقنيات الراحة والاسترخاء.
ويقضي الكثير من الزوار القادمين الى الهند الآن عطلاتهم في المنتجعات الصحية الايورفيدية المنتشرة في ارجاء البلاد، هذا ويتوفر العلاج والمداواة الآيدورفيدية في العالم الغربي ومنطقة الشرق الاوسط ايضا مثل الشارقة وابوظبي ودبي وغيرها، كما نظمت ورشات عمل حول «البانش كارما» في نيودلهي وبومبي وبالاكاد للخبرات الطبية والعلاج التجميلي من الولايات المتحدة الاميركية واليابان وايطاليا وسويسرا.
سر التدليك الجيد!

ويكمن سر عملية التدليك الجيدة في طبيعة الزيت المستخدم وخبرة المدلك وترتكز طريقة التدليك التي تختلف من مرض الى آخر، ومحتويات الزيوت المستخدمة فيها، على مبادئ الآيدورفيدية من الفاتا Vatha والبيتا Pitha والكافا Kapha فاذا كان المرض ناجما عن اختلال التوازن في الفاتا (الريح) مثل امراض الجهاز العصبي والعضلي، تعالج بالتدليك المعروف بـ«بيزهيشيل» Pizhichil اما اذا كان المرض ناجماً عن اختلال التوازن في البيثا او المرارة، فيعالج بالتدليك البارد والادوية في حين الاختلال في الكافا او البلغم الذي يسبب ارتفاعا في ضغط الدم وداء الاستسقاء وغيرها، تتم معالجته بالتدليك بالزيت الحار، كما توجد هناك طريقة تدليك معينة حتى لعلاج الزكام العادي والتهاب الجيوب الانفية فتغمس حشوة من القطن في الزيت وتدلك على الرأس بكل سهولة.

أهمية الغذاء في العلاج.

وتلعب الحمية دورا مها ايضا عند اتباع طرق المعالجة والمداواة الآيدورفيدية وللحصول على نتائج فعالة وسريعة، فيجب على المريض الخاضع للعلاج الآيدورفيدي ان يتجنب اللحوم بانواعها والمسكرات، لانها تؤثر سلبيا على سير العلاج وعليه، يوثر الالتزام بنظام حمية نباتية من الخضر والفواكه والحبوب وحسب ما يصفه الطبيب ليأخذ العلاج مجراه الطبيعي وبصورة ناجحة وفعالة.
هذا ولا يتم وصف العلاج الآيدورفيدي والمداواة به الا من قبل الطبيب المتخصص وبعد دراسة شاملة للتاريخ الصحي للمريض، وقوته البدنية وحالة المرض ومرحلته وقوام المريض وبنيته طبقا لعمره وجنسه فان مفهوم الآيورفيدا، كعلم للطب بطرق علاجه ومداواته الطبيعية الشاملة المعيدة للنشاط والحيوية، بدون اي تأثيرات جانبية تذكر آخذ بلا شك في التوسع والانتشار وعلى المستوى العالمي فالاهمية العظمى التي علقت على الآيدورفيدية خلال مؤتمر SPA Asia Pacific الدولي ومعرضه لعام 2004 والمنعقد في اليابان، اثبتت شعبية هذا العلم من الطب القديم من الهند ومدى ازدهاره وانتشار صيته.



محمود هيبه