العلاج الطبيعي (الفيزيائي) في زمن البزنس

من طرف الأحد سبتمبر 16, 2012 10:49 pm

عندما يذكر اسمها يثور حولها جدل واسع. إنها مهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) التي يرى أعضاؤها أنهم بين حجري الرحى، فهم يريدون بناء كيانهم المهني المستقل ويحظى بالاحترام من قبل ابناء هذا الشعب الابي, فهم ليسو( بمدلكاتية) او (تاعين مساج) كما يصفهم البعض, إلا أن الحقيقة التي لا ينكرها أحد هي حقهم في وضع اسس لبرنامج العلاج الطبيعي ( الفيزيائي )، وتنفيذه دون أن يكون لغيرهم هذا الحق، ولكن كنقابة و اعضاء مازالوا يبحثون عن حقهم في التطوير المستمر للمهنة مما يضمن استمرار تميزهم علي مستوي العالم..

فهناك من يعمل على سلبهم هذا الحق, ابتداءا بالتطفل على المهنة, من اشخاص ومعاهد و عيادات و صالونات تجميل .....الى بعض الكليات والمعاهد التجارية.....

وأني أتعجب من أنه هناك من ذوي العلم لا يعلمون شيئا عن العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) , فطالب العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) لا يقل شانا عن طالب الطب ..., فمثلا تضم كليات العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) في الجامعات عدة اقسام منها:

• قسم العلوم الأساسية الطبية وتدرس فيه مواد( التشريح ـ الفسيولوجيا ـ علم الأشعة ــ الأنسجة ـ الأمراض ـ الأدوية ــ الصحة العامة ـ فيزياء حيوية ـ التشخيص الكهربائي ـ علم النفس).

• قسم لأمراض وجراحات المخ والأعصاب ونظرياتها.

• قسم للأمراض الباطنية والمسنين وجراحات الصدر والقلب والأمراض الصدرية والعناية المركزة.

• قسم لأمراض وجراحات العظام ونظرياتها من إصابات وكسور وجبائر طبية.

• قسم لأمراض وجراحات الأطفال وتأخر النمو والاعاقات.

• قسم للأغشية لنظريات الأمراض الجلدية والحروق والجروح المزمنة وجراحات التجميل.

• قسم لصحة المرأة لأمراض النساء والتوليد.

• قسم الميكانيكا الحيوية لدراسة تحليل الحركة بالمقاييس والاختبارات.

ولذلك اعتبرت كليات العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) بالجامعات من القمة لأنها تتبع المجموعة الطبية وفقا لدليل تنسيق طلاب الثانوية العامة ومدة الدراسة بالساعات المعتمدة وفقا لنظام معايير الاعتماد والجودة الدولية, وعمليا فإن مدة الدراسة5 سنوات, ويوجد آلاف من حملة الدبلوم و البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والبورد الأمريكي والكندي.

ووفقا لقوانين الاتحاد الدولي للمهن الطبية فإن مهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) تعتبر احد المهن الطبية المستقلة ضمن منظومة عمل داخل وحدة الفريق الطبي من أجل العلاج الكامل والآمن للمريض.

ان العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) هو أحد فروع الطب الحديثة وإن كان قد عُرِفَ مبكراً بأنه فن وعلم، يُسهم في تطوير الصحة ومنع المرض، من خلال فهم حركة الجسم، فيعمل على تصحيح وتخفيف آثار المرض والإصابات المختلفة. وتشمل الوسائل على التقييم والعلاج للمرضى، الى جانب الأنظمة الصحية الأخرى وإعداد السجلات والتقارير والمشاركة في التخطيط للمجتمع والمشروعات والخطط المستقبلية وتقييم البرامج التعليمية.

ولكي يقدم أختصاصي العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) الخدمة والرعاية الكاملة للمرضى بطريقة علمية سليمة، فإنه يجب أن يعمل على أساس علمي وبمستوى تفاهم قوي مع الأطباء وأخصائيي العلاجات الاخرى، وكذلك الطب النفسي والخدمة الاجتماعية وعلاج الكلام والأطراف الصناعية والإرشاد التعليمي. إن العلاج الطبيعي ( الفيزيائي )، يعتبر واحداً من أكثر المهن انتشاراً في العالم بوجه عام، وأسرعها تطوراً، ويساهم في تقدم العلوم الطبية الأخرى بسرعة ملموسة وتحديد نوعية الخدمات العلاجية التي تقدم للمرضي.

بدأ الانتباه لأهمية وجود العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) في فلسطين بعد حرب عام 1948 وصولا الى ما بعد الانتفاضة الاولى حيث تم الاهتمام بشكل اكبر ومن ثم انتفاضة الأقصى حيث وصل عدد الحالات التي بحاجة إلى علاج طبيعي ( فيزيائي ) إلى أعلى المستويات في العالم.

فالعلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) هو ذلك العلم الذي يعتمد علي فهم الروابط بين جميع أجزاء جسدك. ويتعامل معها باستخدام قوة اليد ابتداء من الفحص ثم التشخيص وحتى علاج المشكلة. ثم تعليمك كيف يمكنك الاعتناء بالمشكلة عن طريق التمرينات المناسبة والأسلوب الأمثل لاستخدام جسدك والحصول علي القوة والمرونة الملائمة لمنع انتكاسة الإصابة أو تكررها.

من اهم ابرز المفاهيم الخاطئة عن مهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) هي وجود دخلاء ومتطفلين على المهنة يدعون بأنهم معالجون طبيعيون دون حصولهم على شهادة علاج طبيعي ( فيزيائي ) تؤهلهم لممارستها مما يسئ إلى سمعة المهنة.

والبعض يمارس «تدليك » بدعوى أن هذا هو العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) فترتسم وتنطبع هذه المقولة في الأذهان والصحيح أن التدليك جزء بسيط من خطة العلاج, وبالتالي فانه ينشئ خلطاً ومزجاً بين ما هو أساليب علاجية لتحريك أنسجة الجسم لغرض علاجي وبين التدليك بمفهومه العام لمجرد التدليك والاسترخاء كالحمامات التركية ببلدنا, ناهيك أيضا عن قلة الوعي في القطاع الطبي والمجتمع المحلي بالمهنة ودورها الحقيقي وهذا بلا شك له تأثير سلبي , ونظرا لوجود الدخلاء والمتطفلين ولعدم وجود الوعي الكافي في المؤسسات المعنية تفاقمت مشكلة توظيف خريجي العلاج الطبيعي ( الفيزيائي )في فلسطين الحبيبة، على عكس ما هو حاصل في الدول المجاورة حيث الحاجة ماسة لهم في جميع التخصصات.. ولهذا نجد اعدادا من الخريجين العاطلين عن العمل ,لعدم اهتمام الوزارات المعنية بهذا المجال ربما لعدم معرفتها به وكذلك تدني الكادر الوظيفي للمهنة يجعل الإقبال على التوظيف هناك صعبا ولكن ليس مستحيلا, فهل يعقل ان يعمل فقط اخصائيان في مستشفى كبير وعريق و مجهز باحدث الاجهزة...؟ و هناك من المستشفيات التي لا يوجد بها اقسام علاج طبيعي ( فيزيائي ) و ان وجدت فهي لا تتجاوز بضعة امتار من حيث المساحة...... وهناك ايضا من يعمل بمهنة العلاج الطبيعي ( فيزيائي ) وبعلم الجهات المسؤولة دون الحصول على التراخيص اللازمة.. وحتى دون الحصول على شهادات جامعية. فهل هناك من يستفيد من هذا التلاعب بحياة المواطن..؟ ومن ضمن المفاهيم الخاطئة الأخرى رغبة بعض المرضى علاج مشكلات أخرى لا علاقة لها بالمشكلة التي تم التحويل بسببها... وهناك أيضا رغبة كثير من المرضى برؤية نتائج فورية وسريعة للعلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) متناسين أن هناك أمراضاً تستلزم وتستوجب الكثير من التأني في علاجها....... وهناك أيضا خلط بين مفهوم العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) وبين العلاج بالأعشاب حيث يظن البعض أن العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) يمكن من خلاله تناول أعشاب بغرض العلاج والشفاء... وهناك أيضا خلط أو عدم فهم للفرق بين العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) وبين العلاج الوظيفي أو المهني وإن كان هناك مساحة من المشاركة في بعض الجوانب العلمية والعملية لكن يظل هناك فرق واضح بين هاتين المهنتين حيث يقوم ممارس العلاج المهني بعلاج المريض بغرض تأهيله وظيفيا للقيام بوظائف الحياة اليومية من جهة تدريبة عند حدوث الإصابة على القيام بالأكل أو الشرب أو اللبس مثلا أو استخدام وسائل أخرى غير ذلك

ومن ضمن اهم المفاهيم الخاطئة التي تواجه الممارسين للمهنة في حياتهم العملية اليومية مشكلة عدم التزام المريض بالتمارين والبرنامج المنزلي بحجة أنه مضيعة للوقت أو عدم قناعته الشخصية بجدوى البرنامج المنزلي وأنه من الأفضل استخدام الأجهزة الكهربائية أو غيرها من الأجهزة حتى لو كانت غير ضرورية وهذه من الثقافات والمفاهيم الخاطئة عن المهنة باعتبار أن العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) هو عبارة عن أجهزة في أجهزة ان من الصعوبات التي تواجه الممارسين للمهنة في حياتهم العملية اليومية أيضا ما يقوم به البعض من الأطباء بفرض وصايته وطريقة ونمط العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) للمريض باعتبار أنه الطبيب ويعرف أكثر من اختصاصي العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) فيقوم بتحديد عدد الجلسات ونوع الأجهزة التي يجب استخدامها عند تحويل المريض.. بل وصل الامر الى أن البعض من المرضى يطالب بنوع محدد من العلاج دون غيره ..ومنهم من يغضب عندما يقوم اختصاصي العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) بفحص المريض حسب الطرق المتبعة في ذلك و ييطالب بتطبيق العلاج مباشرة بحجة ان الطبيب المحول قام بفحصه.ولا يقتنعون بضرورة ذلك.

للاسف اغلب فئات شعبنا ينظرون لمهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) بازدراء وانهم اقل شانا من المهن الطبية الاخرى. لناخذ وزارة التعليم العالي والجامعات مثلا, فالمعدل الادنى لدراسة الطب هو 80% و التمريض 70% اما العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) فهو 65% و ذلك حسب النشرة الارشادية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية .. ولكي يتم القبول بكلية الطب يجب ان يكون المتقدم انهى الفرع العلمي اما العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) فهناك عددا من الكليات لا يهمها المعدل ولا الفرع بالتوجيهي.. بل المهم ان الطالب سيقوم بالدفع. بالاحرى كليات بزنس..

أن الطريقة الصحيحة لتصحيح مفهوم العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) في المجتمع تقع على عاتق الجميع ابتداءا من راس الهرم, كل حسب موقعه سواء في الجامعات والكليات والمستشفيات والوزارات والافراد.. تبدا بضرورة تلقي الجميع المعلومات الصحيحة عن مهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) وكيفية الاستفادة منها وذلك لتصحيح القصور العلمي لديهم عن مهنة العلاج الطبيعي ( الفيزيائي )... وانتهاءا بمحاربة المتطفلين والمخالفين و الدخلاء على المهنة من قبل المؤسسات والوزارات المعنية , مرورا بدور المواطن الذي لا بد ان يسال عن ترخيص المركز من قبل وزارة الصحة الفلسطينية قبل البدء برنامج العلاج الطبيعي ( الفيزيائي ) , و بعد ذلك من الممكن القول ان الحلم

/ بقلم: ايهاب احمد الحموز