القهوة والشاي علاج للباركنسون

القهوة والشاي علاج للباركنسون



أظهرت دراسة جديدة أن الكافيين قادر على المساعدة في علاج مرض الارتعاش اللا إرادي المعروف بداء الباركنسون، بعد أن كانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الكافيين يخفف خطر الإصابة بهذا المرض .

وتأتي هذه الدراسة بعد أن توصلت دراسة أخرى إلى أن الأطعمة والمشروبات الغنية بمادة الفلافونويد، مثل التوت والتفاح والشاي والعنب الأحمر، يمكن أن تخفّض خطر إصابة الرجال بمرض باركنسون بنسبة 40% .

فقد ذكر موقع (هيلث داي نيوز) أن باحثين في كندا أجروا دراسة شملت 61 شخصاً، أظهر أن تناول كمية كافيين تساوي تلك الموجودة بأكواب قهوة في اليوم، يحسن العوارض الحركية مثل بطء الحركة والتصلب .

غير أن الكافيين لم يسهم كثيراً بتخفيف الشعور بالنعاس خلال النهار، وهو عارض مشترك لدى مرضى الباركنسون .

وقال معد الدراسة رونالد بوستوما من جامعة “ماكغيل” في مونتريال، إن “الكافيين يعالج الباركسنون” .

وتابع “كان تأثيره في النعاس متواضعاً لا يؤثر إحصائياً ولكنني أظن أنه من الواضح أنه يساعد المرضى” .

وأضاف أن التأثير الأكبر للكافيين هو على العوارض الحركية، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين تناولوا الكافيين “شعروا أنهم بوضع أفضل وأكثر تمتعاً بالطاقة” . وفي الدراسة التي نشرت في دورية “طب الأعصاب”، أخضع نصف مرضى الباركنسون للعلاج بالكافيين وفيما تلقى آخرون دواءً مزيفاً .

وقال باستوما إن الأشخاص الذين تناولوا الكافيين أظهروا تحسناً بعوارض الباركنسون ولو بشكل طفيف، ما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات .

وكانت دراسات سابقة أظهرت دوراً للكافيين بتخفيف خطر الإصابة بالباركنسون .

وكان باحثون أمريكيون قد توصلوا إلى إن احتساء القهوة قد يكون مفيداً للصحة .

ونقلت صحيفة “بوسطن غلوب” عن الباحثين قولهم إن تناول كوب من القهوة قد يقي من الإصابة من مرض السكري وسرطان الكبد وتشمع الكبد ومرض باركنسون .

وفي هذا السياق، قال الباحث روب فان دام، وهو خبير في القهوة وعلم الأوبئة في مدرسة هارفارد للصحة العامة “ لدينا الآن آراء أكثر توازناً، فنحن لا نقول للناس اشربوها (القهوة) لأنها مفيدة صحياً لكم . . ولكنها مشروب خفيف جيد” . من جانبه قال رئيس قسم العلوم الغذائية والصحة البشرية في جامعة غيولف في كندا تيري غراهام إن القهوة والكافيين ليسا شيئاً واحداً .

وأوضح غراهام “إن القهوة شراب خفيف معقد فيه المئات إن لم نقل آلاف المكونات ذات التأثير الإحيائي”، مضيفاً “أن كوباً من القهوة يحتوي على 2% من الكافيين و98% من الأشياء الأخرى” .

وقالت الصحيفة إن 20 دراسة عالمية أظهرت أن القهوة بنوعيها العادي والمنزوعة الكافيين decaf تخفض خطر الاصابة بالنوع الثاني من السكري بنحو 50% .

وفي هذا الإطار، قال باحثون إن سبب ذلك ربما يرجع إلى وجود أحماض كولوجينيك التي تعدّ إحدى المكونات الأساسية للقهوة فيها .

وكانت دراسة نشرت في مجلة “سيركيولايشن” أخيراً أشارت وشملت 83 ألف امرأة أظهرت أن شرب ما بين كوبين أو ثلاثة أكواب من القهوة يومياً يخفض خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنحو 16% .

كما وجدت دراسة أخرى أن تناول القهوة قد يساعد على منع التدهور العصبي المرتبط بالشيخوخة واضطرابات الدماغ .

وذكر موقع لايف ساينس أن عالمي الأعصاب ألكسندر دي مندونسا من جامعة لشبونة ورودريغو أي . كونها من جامعة كويمبرا في البرتغال ذكرا في الدراسة التي نشرت الشهر الجاري في دورية أبحاث الزهايمر أن تناول الكافيين بانتظام مرتبط بتراجع الإصابة بمرضي باركنسون والزهايمر عند البشر على المدى البعيد وضعف الذاكرة وتراجع النشاط العصبي عند الحيوانات .

وقال كونها للموقع إن تناول الكافيين بشكل معتدل (أي نحو أربعة أكواب من القهوة يومياً) وبانتظام يمنع تدهور قوى الإدراك على المدى البعيد . وأضاف كونها “يمنع الكافيين أي تدهور في الذاكرة” .

وأيد ذلك مدير قسم الأعصاب الإدراكي ومرض الزهايمر في جامعة نورث وسترن مارسيل مسيولام ذلك بالقول “كلنا نتلهف للحصول على الشفاء، ولكني أحذر من تناول 8 أكواب من القهوة للوقاية من مرض الزهايمر”، مضيفاً “هذا الأمر مثير للاهتمام من الناحيتين العلمية والكيميائية” .

وربطت أكثر من 20 دراسة دولية بين الكافيين واضطرابات الأعصاب بحسب الدراسة التي نشرت في دورية “أبحاث الزهايمر”، التي أظهرت أن الكافيين يحمي ذاكرة فئران مختبر .

ومن جهة أخرى وجدت دراسة جديدة أن الاستهلاك المنتظم للأغذية والمشروبات الغنيّة بمواد تعرف بالفلافونويد، مثل التوت والتفاح والشاي والعنب الأحمر يمكن أن تخفّض خطر إصابة الرجال بمرض باركنسون بنسبة 40% .

وأفاد موقع “هلث دي نيوز” الأمريكي أن باحثين في جامعة “هارفارد” وجدوا أن كل الأغذية التي تحتوي على الفلافونويد مفيدة للرجال، في حين أن التوت فقط يفيد الرجال والنساء .

وقال الباحث المسؤول عن الدراسة شيانغ غاو، إن “النتائج المفيدة بالنسبة لكافة الأغذية التي تحتوي على الفلافونويد ظهرت عند الرجال فقط . لكن، التوت يحمي الرجال والنساء”، مشيراً إلى أن التوت يحمي الأعصاب، ويمكن للناس أن يجعلوه في نظامهم الغذائي المنتظم، “فلا تأثيرات مضرة من استهلاكه وهو يخفض أيضاً خطر الإصابة بارتفاع الضغط” .

ومرض باركنسون يؤثر في الجهاز العصبي المركزي، ويسبب عدداً من الاضطرابات الحركية مثل الرجفان ومشكلات التوازن .

وتتواجد الفلافونويد في الأغذية النباتية التي تساعد على منع تلف خلايا الجسم . وشملت الدراسة 50 ألف رجل وأكثر من 80 ألف امرأة، حيث قام الباحثون بدراسة تأثير تناول خمسة أنواع من مصادر الفلافونويد وهي الشاي والتوت والتفاح وعصير البرتقال والعنب الأحمر .

وقارن العلماء بين الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفلافونويد ومن يتناولونه بكميات أقل، فظهرت منافع ملحوظة عند الرجال فقط حيث انخفض خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 40% لدى الأكثر استهلاكاً لهذه المواد .

ولدى النظر في كل مصدر على حدة، تبيّن أن التوت قد يفيد الرجال والنساء معاً، فيخفض خطر الإصابة بباركنسون لدى الجنسين بنسبة 25% .

ويقول باحث أمريكي إن مادة الترايكولوريسلين التي تستخدم في تنظيف قطع غيار السيارات المعدنية قد تزيد خطر الإصابة بمرض باركنسون .

وأوضح الدكتور صموئيل غولدمان من معهد سنيفال لعلاج مرض باركنسون في كاليفورنيا إن هذه المادة كانت تستخدم في السابق كمحلول للتنظيف الجاف للملابس ولإزالة الدهون عن الأواني المعدنية، ولكن توقف استخدامها منذ وقت طويل بسبب الخشية من تأثيرها في الصحة .

واطلع غولدمان وأعضاء الفريق على التاريخ الطبي ل 99 زوجاً من التوائم المتطابقين من بينهم أشخاص مصابون بمرض باركنسون، وكانوا جميعاً من الرجال المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية .

ووجدت الدراسة أن العمال الذين كانوا على احتكاك بمادة الترايكولوريسلين كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنحو خمس مرات ونصف المرة من نظرائهم الذين لم يتعاملوا بهذه المادة، وبأن المصابين من بينهم عملوا في وقت سابق في التنظيف الجاف للملابس وكميكانيكيين أو كهربائيين .


مجلة الصحة و الطب (( الخليج ))