دور القرين في السحر من وجهة نظر المعتقدات الإسلامية

دور القرين في السحر من وجهة نظر المعتقدات الإسلامية
--------------------------------------------------------------
هل تعلم من أين أتت نظرية القرين ؟ أعتقد أنها اتت من ثنائية الخير والشر لدى الإنسان وذلك حينما أراد الإنسان أن يفسر مصدر الشر فيه ، فكل الأديان السماوية تؤمن بأن هناك مخلوقات خفية توسوس للإنسان وتزين له طريق الضلال ومعصية الله وارتكاب الجرائم ، وهو إن فعل ما تقول له فإنه سيرتكب الشر ، وبحسب هذا التفسير لا بد من وجود كائن وخفي وملازم لكل إنسان ، وحتى يصل إلى إقناع عقله على هذا الكائن أن يدرسه دراسة وافية ويركز على غرائزه ورغباته ويكون ساكن فيه بمجرى الدم كما يقال ، ومن هنا أتت كملة ومعنى "قرين"، وهي تطلق على الزوج أيضاً (مثل عقد القران ) أو الشريك ، إذن لا بد من وجود القرين (وهو يسمى الأنا السفلى بحسب رائد علم النفس فرويد)، والقرين كائن من الجن (معتقد إسلامي) أو شيطان (معتقد يهودي ومسيحي) ورغبته تتمثل في حرف الإنسان عن كل ما يأمر به الله وحرفه عن الأخلاق وغيرها بملازمته أن ساعة بساعة وفي كل موقف يواجهه في الحياة، وهنا يحدث الصراع بين الأنا العليا (الضمير والأخلاق ويمكن أن تتمثل برسائل الملائكة أحيانأً) و الأنا السفلى (هو)، فيكون موقف الإنسان مرهوناً بنتيجة تغلب أحد طرفي الصراع ومنه تتكون ثنائية الخير والشر فيه. ولا بد من عدالة الرب في النهاية لتحكم على تلك المواقف فإما أن تعاقب أو تثيب.

بالنسبة للسحر (وبالتحديد الشعوذة) هو الإستعانة بالشياطين لتنفيذ رغبة بعض البشر في أحد الضحايا ، وهذه الرغبة لن تنفذها الشياطين مالم يقوم الشخص الذي يقوم بهذا العمل بالخضوع لها وتقديسها فالشياطين تهوى تقديس البشر لها بمثابة الآلهة أو الإتيان بكل ما يعبر عن إذلال للبشر لها كاستخدام القاذورات و الأبخرة ورسم الأوفاق وكل ما يسخر من كتب الله وآياته ، وهو بمثابة عقد بين أحد البشر (الساحر)وأحد الشياطين ، ولكي يستطيع الشيطان الموكل بالمقابل أن يقوم بالمهمة عليه أن يطلب المساعدة من قرين الضحية أو المستهدف بعمل السحر، لأن هذا القرين هو الأقوى تأثيراً على عقل الضحية ويفهم نقاط ضعفها وغرائزها وشهواتها منذ لحظة ولادتها، ويمكن أن نقول أنه ساكن فيها وربما يستطيع التأثير على جسمها أيضاً (العقل يتصل بالجسم بعلاقة وثيقة ومنها تأتي الأمراض العضوية والنفسية).

و بعد أن يحصل الشيطان الموكل بموافقة القرين للإضرار بالضحية ينفذ القرين المطلوب (تنفيذ مفعول السحر) وربما يسيطر الشيطان الموكل على القرين ويجبره على الموافقة ، وهنا يسيطر القرين على مدركات العقل البصرية والسمعية وحتى اللمسية ، أي يهيمين على الحواس فيسمع في عقله ما لم تسمعه أذناه ، ويرى ما هو غير موجود فيسبب له ما نطلق عليه الأمراض النفسية أو الهلوسات كالفصام الذهني أو نوبات المس وغيرها ، وليس هذا فحسب ربما يقنعه بالقيام بأمور منافية لسلوكه في حياته فيبتعد عن صلواته أو عمل الخير ويصبح عبداً لأوامر القرين خاصة إن تجرد الإنسان من الإستعانة بالله أو الإيمان.

وسبب حصانة الرسول محمد (ص) من السحر هو أن قرينه بالأصل يأس من الوسوسة فتغلب عليه لذلك لم يعد قادراً على التأثير فيه وبالتالي لن يستطيع أن ينفذ رغبة الشياطين الآخرين الموكلين لتنفيذ عمل السحر فيه. ومع ذلك فقد حدث مرة أن تعرض الرسول لمفعول السحر أعده سحرة من اليهود.

زعيم القرناء
--------------
تتمثل وظيفة لوسيفر أو إبليس زعيم كل القرناء الموكلين ببني آدم (ربما يكون القرناء من ذريته فعلاً وليليث زوجته ) في أن يحرفوا البشر عن كل ما أمر به الله ، لماذا ؟ لأنه يعلم بأن مصيره الجحيم (ومصير من اتبعه) ولذلك يسلك خيار "شمشون" أي يقول في نفسه : "علي وعلى أعدائي" ، وعدوه بالطبع هو بني آدم الذي أمره الله بالسجود له. ويجب أن نميز بين الشيطان وإبليس فإبليس شخص بعينه وهو يمثل زعيم كل الشياطين، أما كلمة شيطان فهي عامة وتمثل أياً من أتباعه ومن ذريته أو إبليس نفسه أحيانأً. ويمكن أن يكون الشيطان قريناً أيضاً مالم تنصلح حالته ويكون صالحاً.

خلق القرين وموته
----------------------
يخلق القرين مع ولادة الإنسان ، ولا أعتقد أن القرين يموت بموت الإنسان وربما ينتقل ليلازم شخصاً آخر فيحدث ما نسميه بـ التقمص أو إنفصام الشخصية أو المس أو تبدل اللسان والحال .

--- > ما ورد أعلاه عن تدخل القرين يغلب عليه التفسير الديني رغم أنني لا أعتقد بأن العلم يستطيع البرهان عليه.

تأليف / كمال غزال