الكافيين واللياقة الصحية للرياضيين

من طرف lamsetshefa الخميس فبراير 02, 2012 10:10 pm

الكافيين واللياقة الصحية للرياضيين

أ.د. عادل علي حسن

الكافين هو عنصر يحتوي على العديد من المركبات، نتناوله بصفة مستمرة في حياتنا اليومية.

كما قد يأتي الكافين أيضا على شكل دواء... ومن هنا يظهر سؤال: هل شرب أو أكل الكافيين سوف يتعارض مع أملنا في حياة صحية سليمة؟...فكثير منا على علم بوجود الكافيين في الشاي والقهوة العادية. ولكنة أيضا موجود في مشروبات أخرى مثل المياه الغازية كالبيبسي كولا وغيرها، وحتى القهوة أو الشاي الخاليين من الكافيين Decaffeinated يوجد بهما نسبة من الكافيين تزداد كميتها عن الأفراد عن الأفراد الذين يتناولهما بكثرة، كذلك تحتوي الشيكولاته على الكافين مثل بعض الأدوية تماماً. وإذا غاب علينا قراءة الحروف الصغيرة المذكورة على السلع المختلفة سوف لا نشعر بوجود الكافيين فيها على الرغم من تناولها بصفة مستمرة.
وقد ثبت إن للكافيين تأثيرات بدنية وسيكولوجية على كثير من الأفراد فهو يجعل بعض الأفراد أكثر انتباها ونشاطا في حين يجعل الآخرين يتصفون بالعصبية والارتعاش. ولكن بصرف النظر عما يشعر به الأفراد عند تناولهم الكافيين، إلا انه سوف يؤثر حتما على أجهزة الجسم المختلفة. والسؤال هنا ، هل هذه التأثيرات ايجابيه أم سلبيه؟..فكثير من الأفراد يتناولون الكافيين لتحقيق أهداف معينه مثل الرياضيين على سبيل المثال الذين يطمعون في رفع أدائهم الحركي وقوة تحملهم، وان كانت هناك دراسات عديدة تساند هذه الفكرة، إلا إن على النقيض هناك دراسات أخرى تشير إن ليس هناك إي تأثيرات على زيادة التحمل. وفي الوقت ذاته هناك دلائل قليلة تشير إلى إن الكافيين سف يزيد من نمو وتطور القوه العضلية.
ما هو الكافيين؟
هناك علاقة وثيقة وارتباط مابين الكائن البشري والكافيين منذ زمن طويل. فقد دأب الإنسان على تعاطيه للكافيين بصور مختلفة سواء بالأكل أو مضغ الحبوب، الأوراق، أو المكسرات التي تحتوي علية. وقد حدث ذلك على مر الأجيال السابقة، ولكن على الرغم من انتشار الكافيين بأشكاله المتعددة ومعرفة الإنسان بإثارة عليهم، إلا إن هناك أفراد قلائل فقط يعرفون بالضبط ما هو الكافيين ومن أين يأتي، وما هي تأثيراته الفسيولوجية؟
فالكافيين هو عنصر شبه قلوي يوجد في كثير من النباتات, مثل شجرة الكاكو وفي حبوب القهوة التي تنمو في كثير من البلاد.وهو يشبه مركب الا نفتامين –amphetamicne
فالكافيين يعمل على إثارة مجموعة الأعصاب السمبثاوية في الجهاز العصبي الـلا إرادي وعلى الرغم من إن تأثيره اضعف واقل من الانفتامين إلا انه يزيد من انتباه الفرد ويقلل من الشعور بالتعب ويساعد على تنشيط الفكر السريع بالإضافة إلى زيادة النشاط الحركي وقدرة العضلات على العمل والانقباض، وأي كان مصدر الكافيين الذي يأتي منه فالآثار الفسيولوجية المرتبطة به ستكون واحدة وسوف يشعر الفرد بهذه الآثار خلال دقائق من تناوله للكافيين وذلك بسبب امتصاص الجسم السريع له. والغالبية العظمى من الأفراد لا يعرفون الشيء الكثير عن أصل الكافيين, فلبعض يعتبرونه احد العقاقير الطبية, ومثل إي دواء طبي, فان تناول كمية كبيرة منه سوف يؤدي إلى خلل في أجهزة الجسم وربما يفقد الفرد حياته بسببه.ولكن بالنسبة للكافيين فالجرعة التي تسبب الموت لابد وان تكون كبيرة جدا, حيث يجب إن تصل بالنسبة للفرد البالغ إلى 5000 مليجرام على الأقل أو بما يعادل 40 كوبا من القهوة المركزة في خلال فترة زمنية قصيرة.ومن الواضح إن متوسط الاستهلاك الطبيعي والمعتاد للفرد لا يمكن إن يصل إلى هزا الحد . ففي عام 1982 وفي احد التقارير الطبية بلغ متوسط الاستهلاك للفرد الأمريكي في سن العشرين حوالي 130 مليجراما من الكافيين يوميا وذلك من خلال شرب القهوة والمياه الغازية . كما أشار نفس التقرير إلى إن فنجان القهوة الواحد يحتوي على حوالي 85 مليجرام من الكافيين مقابل 20 مليجراما لقطعة واحدة من الشيكولاته.وقد أضاف التقرير إلى إن كثرة تناول المواد التي تحتوي على الكافيين سوف يؤدي إلى إن كثرة تناول الكافيين سوف يؤدي إلى الإدمان والتعود, مثل ما يحدث بالنسبة للأفراد الذين يتناولون القهوة بكثرة حيث يشعرون بتغيرات غير عادية عندما لا يشربون كمية القهوة التي اعتادوا عليها في الصباح, وفي حالة ما إذا توقفوا تماما عن تناول الكافيين فسوف يشعرون بأعراض مماثلة كالتي يشعر بها المدمن .geraid gau md
وسوف تظهر هذه الأعراض بعد حوالي 12 إلى 24 ساعة وتصل إلى ذروتها بعد 48 ساعة، وقد تستمر إلى فترة حوالي أسبوع. وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالصداع، التعب، غثيان، وعجز في الأداء الحركي. ويؤكد البروفسور رولاند جريفس أستاذ الطب النفسي بكلية الطب، جامعة جون هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، انه ليس من الضروري إن يتناول الفرد كمية كبيرة من الكافيين(القهوة) حتى يصبح مدمناً. فكمية قليلة سوف تكفي وخاصة إذا تعاطاها بصفة مستمرة ومنتظمة. حتى ثلاثة إلى أربعة فنجان من القهوة يومياً وبشكل منتظم كافية لشعور الفرد بأعراض الإدمان وذلك في حالة التوقف عن تعاطيها.
الآثار المصاحبة للكافين:
بناء على نتائج البحوث والدراسات التي اهتمت بتأثير الكافيين على الأداء الرياضي، يشير الدكتور كونلي، أستاذ التربية الرياضية بجامعة برجهام ينج بولاية يوتا الأمريكية إلى إن فائدة تعاطي الكافيين كعنصر مساعد لرفع مستوى الأداء الرياضي هو أمر مشكوك فيه ومازال تحت البحث والدراسة. وعلى ذلك فهو ينصح الرياضيين لعدم استخدامه. ولو فرض إن تناول لاعب كمية كبيرة من الكافيين على شكل عقار، فليس هناك تصور واضح عما ماذا سوف تكون علية النتائج، وان كان من المحتمل إن تؤثر على أدائه بشكل سلبي وذلك بسبب التهيج في جهازه العصبي. ومن الواضح إن اغلب الرياضيين الذين يتعاطون الكافيين قبل النشاط البدني يفعلون ذلك نتيجة للتأثير النفسي المصاحب وان تناول كميه متواضعة منة لا يشكل خطورة عالية على لاعبي المستويات العليا. وطبقا لتوصيات اللجنة الطبية الاولمبية الأمريكية فان اللاعب يحتاج إلى تناول ما يقارب من 5 إلى 6 أكواب من القهوة في خلال ساعتين قبل بدء المسابقة في تمكين اتخاذ قرار بإيقافه أو استبعاده من المسابقة. ومن نتائج تناول الكافيين ارتفاع ضغط الدم بدرجة تتراوح مابين 5 إلى 10 مم/ زئبقي. وذلك بسبب تقلص في الأوعية الدموية أكثر من الزيادة في الدفع القلبي، أضف إلى ذلك الزيادة المصاحبة إثناء عملية التدريب الرياضي مما يحتمل إن يكون له تأثير سلبي على صحة الرياضي على المدى البعيد، أما في حالة ما إذا كان الفرد مدخناً ويتعاط الكافيين فمن المتوقع وجود زيادة في ضغط الدم تتراوح ما بين 13 إلى 15 مم/زئبقي، ولمدة ساعتين بعد تناوله الكافيين. أما بالنسبة لأثار الكافيين على الدفع القلبي، فيشير البروفسور توماس اليسون، أخصائي علم وظائف الأعضاء والجهد البدني في إحدى دراساته على المصابين بحالة الذبحة إن تناول الكافيين إن تناول الكافيين قبل التدريب الرياضي يرفع العقبة الفارقة لحالة الذبحة(نوبات تقلص حانقة). مما أدى إلى زيادة في زمن التدريب على اله الجري الثابتة وذلك قبل بدء الشعور بآلام الصدر. وفي نفس الوقت يشير الدكتور(اليسون) إلى مراعاة التحفظ في الحكم على اثر الكافيين على ضربات القلب، حيث إن الدراسات والبحوث لم تؤكد بعد انه يزيد من سرعة انقباض البطين أو إلى عدم انتظام في ضربات القلب بشكل خطير، ما عدا في حالة تناول كميات كبيرة وغير عاديه. وعلى الرغم من هذه التحفظ، إلا إن بعض الخبراء ينصحون بالابتعاد عن تناول الكافيين تماما. ويتصدر البروفسور(كونلي) هذا الرأي وينصح بالبعد التام عن تناول الكافيين، حيث إن معظم الذين يتعاطونه لا ينظرون إليه على انه عقار طبي وذلك لأنه شائع وموجود في كثير من المشروبات والأطعمة التي نتناولها بشكل يومي. وعلى الرغم من إن هناك بعض النتائج تشير إلى إن تناول الكافيين سيؤدي وبشكل مؤقت إلى الإقلال من حالة التعب ويرفع من مستوى التركيز والانتباه، إلا إن البرفسور(كونلي) لا يزال عند رأيه في التجنب التام للكافيين. ويؤكد إن الآثار الفسيولوجية المترتبة على تناوله قبل التدريب الرياضي وخاصة عند الرياضيين الذين لم يتعودا علية من قبل ستكون غير عادية وغير متوقعه. وقد أكدت دراسات أخرى إن الكافيين يؤثر على عملية التنفس وذلك بإثارة مركز التنفس في النخاع المستطيل مما يؤدي إلى زيادة اتساع الشعيبات الهوائية وذلك عند الأفراد الذين يعانون من حالة ضيق التنفس. ولكن يجب إن تكون الجرعة كبيرة(10ملج/كج من الوزن) قبل إن يصل الفرد إلى نقطة التخلص من أعراض ضيق التنفس وبالطبع ستكون لهذه الجرعة الكبيرة أثار جانبيه غير مريحة للفرد. كما إن الكافيين يزيد من إفراز العصارة الحمضية في المعدة، مما قد يزيد من قرحه المعدة، كما قد يؤدي إلى انقباض في عضلات الأمعاء الغليظة والى زيادة في كمية البول بنسبة 30 % ولمدة ثلاث ساعات بعد تناوله، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى السوائل في الجسم التي تشكل عاملاً أساسياً وهاما في المسابقات الرياضية التي تعتمد على التحمل العضلي، كما انه سيزيد من عمليات التمثيل الغذائي بنسب من 8% الى16%.
واستخلاصا مما سبق، يلاحظ إن الاستخدام المتوسط للكافين لا يشكل أو يسبب إي خطر لمعظم الأفراد ومنهم الرياضيون، أما بالنسبة للأفراد المصابين بعدم انتظام في ضربات القلب فأنهم سوف يتأثرون سلبياً وعليهم تجنب تناوله تماما والاعتماد على كل ما هو خالي من الكافيين، أما بالنسبة للرياضيين فانا اتفق مع رأي البروفسور كونلس الذي سبق ذكره وهو لماذا يضع اللاعب نفسه تحت تأثير النتائج السلبية المحتمل حدوثها لتعاطي الكافيين؟ واقف مع المثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج"

منقول