lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريقة بوبات في علاج الشلل الدماغي

اذهب الى الأسفل

طريقة بوبات في علاج الشلل الدماغي Empty طريقة بوبات في علاج الشلل الدماغي

مُساهمة من طرف  الإثنين يناير 02, 2012 2:23 am




لا أعرف كم منكم يعرف من هي السيدة بوباث وكيف طورت أفكارها حول معالجة الناس المصابين بالشلل الدماغي. ولربما أحسن وسيلة لشرح طريقتها هي أن أخبركم قصة كيف تعلمت على مدى السنين أن تعالج الأطفال واليافعين المصابين بإصابة في الجهاز العصبي المركزي حتى أصبح المركز ( الذي أسسته في شمال لندن هي وزوجها الدكتور كارل بوباث وهو طبيب اختصاصي أمراض نفسية وعصبية) مشهوراً في شتى أنحاء العالم بأسلوب المعالجة الخاص الذي يقدمه للأطفال المصابين بالشلل الدماغي وبالدورات التدريبية المتتالية التي يجريها للمعالجين من جميع أنحاء العالم. لقد تدربت السيدة بيرثا بوباث في مدرسة للتربية الرياضية في برلين في عام 1930 وتعلمت تحليل الحركة الطبيعية وعن الاسترخاء وكيف تتحسس وتقيم درجات الاسترخاء في العضلات المتقلصة وتأثيرها على قوة ونشاط العضلات المعاكسة. اضطرت السيدة بوباث لمغادرة ألمانيا عام 1938، وأقامت في لندن وبدأت تعمل في معالجة مرضى مصابين باختلالات عصبية. كان أحد مرضاها رجلاًَ مصاباً بشلل نصفي يميني شديد وكانت ذراعه متقلصة بشكل مؤلم، عندما كانت تحاول بسط كوعه كانت تجد مقاومة شديدة. وعندما كانت تطلب منه أن يسترخي بالطبع لم يتمكن. وعندما كانت تتوقف عن شد الذراع كانت الذراع تعود إلى الانثناء ثانية. وعندما كانت تخبره بأن يوقف الشد كان يقول إنه لم يفعل مثل ذلك. وهنا أدركت بأنها يجب أن تحسسه بعملية شده إلى نمط الثني السائد حتى يتمكن من الاسترخاء. وبعدها أصبحت قادرة على بسط كوعه بدون مقاومة. والذي اكتشفته كان هو كبح التقلص وحقيقة أن مقاومة التقلص تزيد من شدته. كما لاحظت أنه إذا ثنى الكوع تنقبض اليد بإحكام وإذا بسط الكوع بدون مقاومة فإن اليد تتفتح تلقائياً. وهذا جعلها تدرك أن التقلص منسق على إنماط.

كبح الأفعال الانعكاسية
بعدها بدأت في معالجة أطفال مصابين بالشلل الدماغي. وجدت أنه بإمكانها بمعاكسة أنماط التقلص أن تخفض الشد العضلي ورأت أن التقلص كان منسقاً على إنماط تؤثر على كامل الجسم وأن هذه الأنماط تختلف حسب الوضع الموجود فيه الطفل أو وضع الرأس بالنسبة للجسم. ووجدت أنه بتغيير وضع الطفل فإنها تستطيع أن تغير كلا من درجة ونمط التقلص السائد. وفي البداية لم يستطع زوجها الدكتور كارل أن يصدق أنه من الممكن أن تحدث تغيراً في التقلص المرضى ولكنه بعد أن رأى ما كانت تفعله اقتنع جيداً بضرورة مراجعة الكتب العلمية وفي النهاية أصبح قادراً على إيجاد الأسباب الاحتمالية حول كيفية عمل طريقتها في المعالجة. وأخيراً أقنعته بتخفيف التقلص عن طريق تغيير الأوضاع لكلب أزيل جزء من دماغه في المختبر. أن العمل مع الأطفال يختلف عن العمل مع اليافعين الذين لديهم الخبرة على الحركة. لقد تمكنت من تخفيض التقلص بوضع الطفل فيما سمته أوضاع كبح الأفعال الانعكاسية، حيث أن كل ما كان الطفل يعرفه ويستطيع عمله هو الحركة غير الطبيعية.

تسهيل الحركة الطبيعية
في هذه المرحلة من عملها ساعدها البحث الذي كان يجري في ذلك الوقت (1958) والذي أظهر أن الحركة الطبيعية تعتمد على آلية الانعكاس الوضعي الطبيعي الخاصة بالتصحيح والتوازن. وهذه الاستجابات التلقائية تتعلق بصورة خاصة بالوضع السوي والسيطرة على الرأس والجذع واللف حول محور الجسد. وهي ضرورية لتمكين الطفل في حوالي الشهر السادس من العمر أن يطور الدوران والنهوض ضد الجاذبية. عملت السيدة بوباث مع مرضاها لتجد فيما إذا كان من الممكن تطوير هذه الاستجابات التلقائية الحيوية لدى الأطفال الذين لم يتمكنوا مسبقاً من تطويرها نتيجة لأنماط الحركة التقلصية لديهم. أدركت أن بعض أجزاء الجسم كالرأس والرقبة يمكن السيطرة عليها من قبل المعالج بطريقة ما لكبح الأنماط غير الطبيعية وأيضاً لتسهيل التسلسل الطبيعي للحركة كالتدحرج والجلوس من وضع النوم على البطن والجلوس الجانبي، وسمت أجزاء الجسم هذه بنقاط التحكم الرئيسية. ويستعمل المعالج هذه النقاط الرئيسية لإعطاء الطفل الخبرة في الحركة الطبيعية وعندما يصبح الطفل قادراً على القيام بالحركات الطبيعية أكثر فأكثر فعندها يسحب المعالج مساندته ورقابته تدريجياً عن الطفل.

المهارات الوظيفية
لم تكن السيدة بوباث مقتنعة بأن هذا كل ما يمكن عمله للأطفال المصابين بالشلل الدماغي. كان يقلقها حيث أنه من خلال الحياة اليومية لا يكون ممكنا توفير الرقابة للأطفال في كل الأوقات. فكثير من الأطفال عندما يكبرون ويرتبطون بالمدرسة ينتكسون ( يرجعون إلى الخطأ) وفي هذه الأيام يجري في مركز بوباث كثير من العمل لتحليل الواجبات التي يترتب على الطفل القيام بها. فإذا كانت الواجبات التي عليه أن يقوم بها مراراً وعلى مدة طويلة تجعله يعود إلى الخطأ فعندها يتوجب إيجاد الطرق لتغيير الطريقة التي يقوم بها بهذه الواجبات. فمثلاً إذا كان الطفل يستعمل عكازاً فمن المحتمل أن الجهد لرفع ثقل جسمه على ذراعيه مستعملاً الالتفاف الداخلي لكتفيه سيزيد التقلص في ساقيه، فإذا وجدت مثل هذه الحالة فيجب إيجاد وسيلة مساعدة أخرى للمشي وإلا فيحتمل أن لا يقدر الطفل على المشي أبداً عند بلوغ السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره.
ولتلخيص ما هي طريقة بوباث.. أقول انها نظام أعد بعناية وهو يختلف بالنسبة لكل طفل ويستعمل أوضاع الكبح الانعكاسي ونقاط التحكم الرئيسية لتخفيف أنماط الحركة غير الطبيعية ولتسهيل الاستجابات التلقائية الطبيعية المؤدية إلى قدرات وظيفية جيدة.


منقول


تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى