lamsetshefa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان

اذهب الى الأسفل

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  Empty التغذية النباتية والحياة عند الإنسان

مُساهمة من طرف  الجمعة مارس 23, 2012 5:39 am

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان ...!!!
التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  521440110611
مقدمة حول وجهة نظر الحكمة القديمة في التغذية النباتية :

تعلِّمنا الحكمة القديمة أن الحياة في هذا الكون هي واحدة في الجوهر ، وأن تجلِّياتها متصلة بعضها ببعض ومتواكلة بعضها على بعض . فقبل ظهور الاهتمام الحالي بما بات يُعرَف في الغرب بالكلانية والإيكولوجيا العميقة ونظرية المنظومات ، ذكرت لنا مصادر الحكمة منذ قديم الزمان ، عن وجودشبكة لانهائية من العلاقات تربط بين كل الموجودات وتشدُّ بعضها إلى بعض كافةَ تجلِّيات الحياة التي ما هي من منظور كلِّي ، إلا انعكاسات متنوعة للوحدة الأصلية الأولى ، تفيض عنها أو تصدر في بدء تجلِّي الكون وتشكُّله لتعود إليها بانتهاء دور التجلِّي .

تأسيساً على ما تقدَّم تشدِّد ثقافة ومفاهيم الثيوصوفيا كنتيجة لازمة عن أول مبادئها ، على الأخوِّة الإنسانية الشاملة ، لا بوصفها مثالاً بعيد المنال يُجاهَد في سبيل بلوغه ، بل كواقع أصيل في الطبيعة ككل ، يقوم على وحدة الحياة بكل تجلِّياتها ؛ وبذلك توسِّع الحكمة القديمة مفهوم الأخوَّة ليشمل الحياة بكل أشكالها وصورها الممكنة ، بدءاً مما يُصطلَح على تسميته بعالم الجماد ، مروراً بالممالك النباتية والحيوانية والبشرية ، وانتهاءً بالممالك الفائقة التطور التي لا تقع دراستُها في متناول أدوات التجربة العلمية – في الوقت الحاضر على الأقل .

من هذا المنظور "الكلاني" أو الشمولي لا تعود الأرض بكل ثرواتها وهباتها ، ملكية يحتكرها الإنسان بكل صلفه وغطرسته ، بحيث يتمحور وجودُها حول منفعته ورخائه ، بل تكون مجلى من مجالي الحياة الشاملة ، يقع على عاتق الإنسان واجبُ التناغم معه والانسجام مع نواميسه ، فلا يستثمره إلا بالكثير من المحبة والوعي والحذر .

أما المبدأ الثاني للثيوصوفيا فيتعلق بقانون التطور Evolution – المبني على الاعتقاد بأن التطور الشكلاني هو الذي يفضي إلى ظهور الوعي ، بل المفهوم الكلِّي للتطور الذي لا ينفي التصور السابق أو يعطِّله بقدر ما يعمِّقه ويوسِّعه ، ويتلخَّص في مقولة أن التطور المادي الشكلاني الخارجي هو نتاج لتفتُّح الوعي الداخلي الجَوَّاني ، أو "باطن الأشياء"

ينشأ "إجلال الحياة" كنشأة طبيعية عن تبنٍّي عميق لرؤية تطورية شمولية يعي المرء من خلالها صلة الرحم التي تشدُّه إلى كل ما هو حي . على هذا الأساس نمثِّل – نحن البشر – غصناً متميزاً من أغصان المملكة الحيوانية ( يتفرَّع عن الثدييات الرئيسات ) ما دام تفتُّحنا الجسماني المادي ، هو وحده المقصود .

أما الوعي فهو صفة ملازمة للحياة تنسحب على الكون بأسره وتشكِّل الخاصية الجوهرية التي تشترك فيها الأنواع قاطبة . هذا الوعي متى بلغ التطور المرحلة الإنسانية ، يتميَّز بالقدرة على اكتناه ذاته ، أي بالقدرة على المعرفة ، وعلى معرفة هذه المعرفة ؛ وهو إذ يعي ذاته وعياً كليا ً، يدرك أن جوهره وجوهر كل موجود هو واحد . وهذا الوعي الإنساني المتفتِّق عن ممكناته الكامنة يفصح عن نفسه في العلاقة مع ممالك الطبيعة الأخرى ومع الكون إجمالاً ، شعوراً بالرحمة الشاملة وبضرورة كفِّ الأذى عن كل ذي حياة .

تشدِّد أديان عديدة ، وخاصة المشرقية ، كالبرهمنية والبوذية والجَيْنية ، على التغذِّي بالنبات إلى حدِّ اعتباره شبه عقيدة، تُلزِم معتنقيها على العمل بها بوصفها أبسط التطبيقات العملية المباشرة لمفهوم "كفِّ الأذى" أو "الامتناع عن القتل" ، لكنها في التطبيق العملي، تعني أكثر من ذلك بكثير. فهي تعني المحبة الكونية الإيجابية" . وذلك من خلال تبني نظام غذائي خال من اللحوم ، أو الامتناع لفترات عن أكل اللحوم في أديان أخرى (كالصوم الكبير في المسيحية) . في حين يشكِّل التغذي بالنبات جزءاً لا يتجزأ من الوصايا الدينية الأساسية في عدد من الأديان .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  -46-580x185
ماذا يقول الطب الحديث حول التغذية النباتية ؟

ثبت أن النباتيين أقل عرضة من سواهم للإصابة بالأمراض الإنتانية عامة ، وتندُر لديهم الإصابة بالتصلب الشرياني العصيدي وبارتفاع الضغط الشرياني ، وعدد من أمراض القلب والأوعية ، وبعض أنواع السرطان – هذا علاوة على أن أعمارهم تكون مديدة بشكل عام . وكذلك فإن النظام الغذائي النباتي يؤثر في معدِّل كولسترول الدم بما يكفي للسيطرة على التصلب الشرياني وعدد من أمراض القلب الأخرى .

ملاحظات تشريحية يتوجب الإلمام بها :

اختيار النظام الغذائي الأقرب إلى الطبيعة لا بدَّ أن يمر برصد دقيق لتكوين الأجهزة التي تختص في الجسم بالتقوُّت والهضم ، كالأسنان والقناة الهضمية والميل الطبيعي لأعضاء الحواس الذي يقود الحيوانات إلى طعامها ، كخطوة خطوة أولى نحو إبطال العادات والإشراطات والآراء المسبقة واسترجاع إحساسنا العميق بحاجاتنا الفطرية الطبيعية .

أ. من خلال ملاحظة البنية السنِّية للحيوانات نجد أن القواطع لدى الحيوانات المفترسة وآكلة اللحوم تكون قليلة النمو ، بينما الأنياب طويلة ومدبَّبة وقوية للغاية ، تفيد في قتل الفرائس والإمساك بها ، والأضراس أيضاً مدبَّبة ، ينطبق بعضها على بعض مثنى مثنى بغرض تمزيق الألياف العضلية.

أما الحيوانات التي تعيش على العشب فنجد القواطع عندها نامية جداً ، بينما الأنياب ضامرة والأضراس واسعة السطوح ومكسوة بالميناء على جوانبها فقط .

ولدى الحيوانات آكلة الفاكهة تتقارب الأسنان طولاً ، وتكون الأنياب مدبَّبة ومخروطية الشكل ، وإن لم تكن مختصة بالإمساك بالفرائس ، بينما الأضراس عريضة السطوح ومكسوة في أعلاها بتجاويف من الميناء لتجنب الاهتراء الناجم عن احتكاكها المتواصل بعضها ببعض . لكنها غير مصمَّمة لمضغ اللحوم .

وأما الحيوانات الآكلة لكل شيء ، كالدببة مثلاً ، فالقواطع لديها تشبه قواطع الحيوانات العاشبة ، بينما تشبه الأنيابُ أنيابَ الحيوانات اللاحمة ، وتكون الأضراس مدبَّبة وعريضة السطوح تفيد في كلتا الحالتين .

عند ملاحظة البنية للأسنان البشرية ، نجد أنها الأقرب إلى نظيرتها لدى الحيوانات آكلة الفاكهة ، وتختلف عنها لدى الحيوانات اللاحمة والعاشبة وآكلة كل شيء . يُستنتَج من ذلك منطقياً أن الإنسان "حيوان" آكل للفاكهة – وكلمة "فاكهة" هنا تشمل كل أجزاء النبات المفيدة له ، كالخضار بجذورها وسوقها وأوراقها ، والثمار بأنواعها ، والحبوب والبقول المختلفة .

ب. تبيِّن لنا ملاحظة القناة الهضميةأن طولها لدى الحيوانات اللاحمة يساوي 3-5 أضعاف طول أجسامها من الفم حتى فتحة الشرج ، والمعدة عندها شبه كروية من حيث الشكل . أما طولها لدى الحيوانات العاشبة فيفوق طول أجسامها بـ20-28 ضعفا ً، ومِعَدها أكثر استطالة ومركَّبة البنيان. وأما طولها لدى آكلة الفاكهة فيفوق طول أجسامها بـ10-12 ضعفاً ، ومَعِدها أوسع من مِعَد الحيوانات اللاحمة ، وثمة استطالة معدية هي العفج (= الإثنا عشري) تفيد كمعدة إضافية .

البنية الأخيرة هي التي نجدها عليها عند الإنسان ، رغم إن طول الأنبوب الهضمي لدى الإنسان يفوق طول الجسم بـ3-5 أضعاف . لكن التشريح مخطئ في حسابه لأنه يقيس طول الجسم من قمة الرأس حتى أخمص القدمين وليس منها حتى فتحة الشرج . وبذلك يتبين لنا هنا أيضاً أن الإنسان آكل فاكهة .

ج. وتبين ملاحظة الميل الطبيعي لأعضاء الحواسالذي يحدِّد ما هو مغذٍّ ويقود الحيوانات إلى طعامها الطبيعي أن الحيوانات اللاحمة تبتهج عند إمساكها بطرائدها ، وتلتمع عيونها وهي تُعمِل أنيابها بعنف في جسم الفريسة وتلعق الدم المتدفق منها ، بينما ترفض الحيوانات العاشبة ، مثل هذه التغذية ، بل وتحجم عن الدنوِّ من غذائها الطبيعي إذا تلوَّث بشيء من الدم ، ويقودها النظرُ والشمُّ إلى الأعشاب التي تتذوَّقها مبتهجة . وكذلك الأمر فيما يتعلق بالحيوانات آكلة الفاكهة التي تقودها حواسُها إلى ثمار الأشجار والبقول .

أما البشر، على اختلاف عروقهم ، نجد أن منهم فئة لا تتورع عن ذبح الحيوانات ، بينما لا تطيق فئة أخرى رؤية حيوان يُذبَح أو حتى يساق إلى الذبح . وإن حواس الإنسان ، من نظر وشمٍّ وذوق ، لا تستسيغ أكل اللحم ما لم تُضَاف إليه التوابل ؛ وبالمقابل فإنها تستطيب الفاكهة نيئة ؛ وكذلك الكثير من الخضار والبقول وجذور النباتات .

نستنتج من كل هذا أنالإنسان آكل فاكهة وأن النظام الغذائي النباتي هو النظام الطبيعي الأمثل له .لذا فإن التعقيد في إعداد الوجبات ليس ضرورياً ، والبساطة في العادات هي القرب إلى التناغم مع الطبيعة .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  -47-580x185
فائدة الزراعة على مراعي الحيوانات

الانفجار السكاني المتفاقم حالياً في العالم سيحول بحلول الألفية الثالثة ، عندما يبلغ تعداد سكان العالم حوالى 7 مليارات نسمة دون الاستمرار في النظام الغذائي الحالي القائم أساساً على اللحوم – ذلك النظام الذي ينجم عنه تخصيص ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة المستثمَرة حالياً لتغذية حيوانات الرعي ، بينما يعاني ملايين البشر من المجاعات وسوء التغذية . إن هذا يعني أن عدد الجياع والمعانين من سوء التغذية من جراء الإصرار على النظام الغذائي الحالي ، قد يبلغ عام 2000 ملياري إنسان تقريباً ، مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي . فهل يتدارك الإنسان الأمر ويعدِّل نظامه الغذائي ؟

معلوم أن معدَّل إنتاج هكتار واحد من الأرض الزراعية حوالى 1850 كغ من فول الصويا ، في الوقت الذي تنتج فيه المساحةُ نفسها إذا خُصِّصت لزرع النباتات العلفية أو للرعي ، حوالى 300 كغ من اللحم – وهذا دون أخذ المسألتين الأخلاقية والصحية–الفسيولوجية .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  Myfristastral1
نظرتنا للفسيولوجيا وحالات التأمل للوجود

يؤكد العديد من أصحاب النظرة والمناهج الروحية إلى الحياة ، أن تطهير نظام الغذاء أمر وثيق الصلة بتنقية الفكر والمشاعر ، وهم على بيِّنة من أهمية هذه التنقية على صعيد الحياة الداخلية .

" فمن أراد السيطرة على أهوائه يستطيع ذلك بسهولة بالسيطرة على شهيَّته ." " وكلما رأيتُ مائدةً مفروشة بأصناف اللحم والسمك علمتُ أني أنظر إلى بذور الحرب والبغضاء في حياة البشر [...]. وعندما يسألني الناس عن احتمال وقوع حرب في المستقبل أجيب : أجل ، إلى أن نعامل الحيوان معاملتنا لأشقائنا الصغار !" هذه هي أقوال الحكماء الذين اختبروا الحياة الروحية

تشدد الأديان عبر التاريخ على قدسية الجسم البشري باعتباره "هيكلاً لله الحي"، بينما تفرض أديان أخرى على المرء واجبات معينة نحو جسمه عليه ألا يُخِلَّ بها ، من حيث إن التمتع بجسم صحيح قوي يُعتبَر أمراً بالغ الأهمية لدى السير على درب روحي ، وفي الوقت نفسه فإن في عافية الجسم عوناً كبيراً على تفتُّح القدرات النفسانية والروحانية الكامنة في النفس –التي تشكل عماد كل الحياة الروحية .

إن ممارسة التأمل وغيره من الرياضات الباطنية ، توصي بضرورة التقيد بنظام غذائي نباتي شديد الصرامة . ولم تكن تلك التوصيات تبرَّر بالدافع الأخلاقي الذي تقدَّم ذكره أو بالأسباب الصحية وحسب ، بل بأسباب تمتُّ بصلة وثيقة إلى "الفسيولوجيا الروحية . حيث أن الخبرة الشخصية تقدِّم للممارس الدليل القاطع أن التغذية النباتية شرط هام للحصول على أنجع النتائج .

علينا أن نعي أن كل خلية في بنية الجسم هي منظومة مهتزَّة أو متذبذبة ، الأمر الذي من شأنه أن يحرِّض في الإنسان ، كلما تناول خلايا حيوانيةَ المصدر ذبذباتٍ من رتبة حيوانية . وهناك احتمال كبير بأن مبدأ " ما تأكله إياه تصيره " ينطبق على الصعيد العاطفي مثلما ينطبق على الصعيد البدني . وإن شعار " العقل السليم في الجسم السليم " يترجَّع صداه مراراً وتكراراً في الفلسفة الباطنية ، ففي الموروث اليوغي يُعتبَر اللحم طعاماً "رَجَسِياً" أو منبِّهاً من الوجهة النفسية ، ويلعب دوراً لا يستهان به في تكوين طبع عدواني "صفراوي"، الأمر الذي يؤدي إلى تدنِّي حساسية الوعي والإدراك لدى المرء .

علينا أن ندرك أن انفعالاتُ الحيوانات تنطبع بطابع أعنف نتيجة الهلع الذي يصيبها من جراء المعاملة القاسية التي تلْقاها من الإنسان ، وعملية الذبح الوحشية ، فهي تُفرِز في دمائها سموماً عبارة عن الترجمة الكيميائية للإرهاق والرعب والكراهية اللذين تكنُّها وتختزنها للإنسان بسبب تلك الشروط ؛ وهذه السموم تحرض في نفوسنا عندما تدخل بنيتنا عن طريق الغذاء الحيواني المنشأ ، ذبذبات من رتبة حيوانية تُثقِل على الجسم وتحدُّ من قدرته على التجاوب مع ذبذبات من الرتبة اللطيفة . من هنا تأتي أهمية التقوُّت بالنبات من أجل ممارسة مثمرة للتأمل الباطني باعتباره الأساس الذي لا غنى عنه لكلِّ منهاج روحي .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  Raw-food
علينا أن ندرك أن الغذاء الحيواني المصدر يرفع من نسبة حموضة الدم ، بينما ينزع تناول الخضار والفاكهة إلى زيادة قَلْوَنته . والبنية تستجيب لارتفاع الحموضة بخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون CO2 في الدم وبزيادة الطلب على الأكسجين ؛ وتشكل الحموضة العالية وسطاً ملائماً لنمو الجراثيم وتكاثرها . أما الغذاء النباتي فإنه يقلِّل من حموضة الدمويؤدي مباشرة إلى رفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الرئتين ، وبالتالي إلى خفض نسبة الأكسجين الواصلة إلى المخ عن طريق الدم . فالدم الأقل أكْسَجَة يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية المخية ، الأمر الذي ييسِّر استتباب نَظْم a (ألفا) الذي يسود سيادة طبيعية إبان التأمل وحالات الإدراك الحدسي الفائق ESP. وتحدث العملية نفسها إبان الاسترخاء العصبي–العضلي حيث يتباطأ إيقاع التنفس ، وينخفض مقدار الأكسجين الوارد إلى البنية ، الأمر الذي يتسبب في زيادة محسوسة في ثاني أكسيد الكربون الدموي ؛ وهذا بدوره يحرض النَّظْم الدماغي الموافق لمويجات a التي تتطابق والمويجات المستتبة في أثناء التأمل ، كما يوضح المخطط الكهربي لمخ المتأمِّل .

وهنا نقول أن نزفاً صاعقاً قد يؤدي إلى النتائج عينها ، بصرف النظر عن خطورة حالة المصاب ؛ إذ إن نقص الدم الجاري في الأوعية الدموية يؤدي إلى تزويد المخ بنسبة أقل من الأكسجين ، وبالتالي إلى رفع ثاني أكسيد الكربون الدموي ، وإلى استتباب نظم a ، وإلى الاسترخاء العضلي والإحساس بالتحرر من مؤثرات المحيط ، وإحساس عميق بالراحة والطمأنينة ... إلخ .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  P-009
نستطيع أن نصادَف حالات مشابهة في المرتفعات الجبلية ، حيث يستتب نظم a لدى الجبليين استتباباً طبيعياً بسبب قلة الأكسجين في هواء الجبال . ولعل هدوء الجبليين ورباطة جأشهم يعودان إلى هذا السبب ، مثلما قد يُرَدُّ الولع بتسلق الجبال إلى ذلك الشعور بالسكينة والطمأنينة الذي توفِّره المرتفعات . لهذا السبب يختار نساك ومتنوري الأديان قاطبة أماكن مرتفعة لتشييد أديرتهم وصومعاتهم ؛ ولهذا السبب كذلك ظلت هضبة التيبت ، منذ القدم ، موئلاً ومعقلاً للصوفية والحكماء واليوغيين .

ولقد أُجريَت اختبارات جسمانية–نفسانية على أشخاص في حالة تأمُّل ممَّن أجادوا فن التأمل واستطاعوا تحقيق فترات طويلة من الصمت الفكري ؛ فلوحظ استتباب نظم a وانخفاض نسبة استهلاك الأكسجين الذي انخفض في بعض الحالات حوالى 50% دون النسبة الصغرى المعتبرة ضرورية للمحافظة على سلامة الوظائف الحيوية !

تؤكد هذه الاختبارات أن التغذِّي بالنبات شرطٌ ميسِّر لممارسة التأمل خاصة ، ولسلوك الحياة الروحية بشكل عام ، كونه يسهِّل استتباب نظم a لفترات طويلة بما يشير إلى الهدوء والسلام الداخليين . وتؤكد الخبرة صعوبة المحافظة على نظم a لفترات كهذه مع تناول اللحم كمادة غذائية رئيسية بدون المجازفة بحدوث اضطراب في الإواليات الجسمانية–النفسانية ؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إحداث خلل أيضي (= استقلابي) وإلى ظهور اضطرابات بنيوية .

ونضيف هنا إلى أنه لا يكفي المرء أن يكون نباتياً في تغذيته حتى يصير روحانياً في أشواقه وتطلُّعاته ، مثلما أنه لا تكفيه لتحقيق هذه الغاية الإقامةُ في منطقة جبلية ! لكنهما عاملان مساعدان على التأمل ، ويحسن بالمرء أن يراعيهما كلما تيسَّر له ذلك .

لقد سلَّطت الطرق السيئة في تربية الحيوان اليوم ، وما أحدثته من إضرار بالتربة والموارد ، وما جعل لها من صلة أكيدة بالمجاعات في العالم ، الأضواء الكاشفة على ملابسات الموضوع برمَّته ، وتبيَّن أن لتناول اللحم نتائج سلبية بعيدة المدى على الحقلين الاقتصادي والإيكولوجي ، فقد آن الأوان لاتخاذ تدابير وقائية فعَّالة على كل الأصعدة .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  Sunflowerkid
الانتظام بالطعام النباتي يعيتر قرار شخصي عند كل إنسان ...

برغم أن كل المعطيات العلمية تشير إلى صحة تبنِّي المسلك المعيشي النباتي للانسان ، وبرغم كل نصائح العظماء والمتنورين والنخبة الاسمى من المفكرين التي توجهنا لهذا الدرب من العيش ، فإن القرار بالامتناع عن تعاطي اللحوم هو قرار شخصي . فكما أن لكلِّ فرد مواهب وقدرات يتفرَّد بها ، فإن له أيضاً أولويات تخصُّه وحده قد تحدو به إلى الوقوع على مغزى عميق في أحد مبادئ الحكمة القديمة دون سواه . وهنا علينا أن نختبر فوائد هذا النظام التي لا تحصى . فحياة المتقوِّت بالنبات أقل فوضى وتراكمية ، وهي أكثر اقتصاداً في النفقات ! – وأهدأ وأكثر طمأنينة وسلام على كافة المستويات . وهو بذلك يقتفي أثر دافعه الداخلي إلى توسيع فهمه لمبدأ فهم الحياة لجميع المخلوقات وتطبيقه ، من خلال كفِّ الأذى عن هذه المخلوقات كافة .

التغذية النباتية والحياة عند الإنسان  800558110811


منقول


تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى