اسس الطب العربي وفلسفته

اسس الطب العربي وفلسفته

--------------------------------------------------------------------------------


الطب العربي
الطب العربي موروث عن الطب اليوناني حيث يعتقد ان واضع اساسه الفلسفي هبوقراط ( ابو الطب ) ، ويعتبر الطب العربي ان وظيفته هي مساعدة القوى الطبيعية في الجسم على مقاومة المرض .
لقد طور المسلمون علم الطب الذي نقلوه عن اليونان ولهم اضافات واكتشافات عديدة وباع طويل في المجال الطبي ومن الاسماء المشهورة في تاريخنا الرازي وابن سينا وابن النفيس والانطاكي وقد ترجمت كتبهم الى اللغة اللاتينية ومن ثم الى اللغات الاخرى.
نقل العلماء المسلمون هذه العلوم الى حيث رحلوا فوصلت هذه العلوم الى مختلف بلدان العالم ومع انهيار الحضارة الاسلامية المتزامن مع التقدم العلمي الغربي فقد علم الطب العربي بالتدريج –وللأسف- من البلدان العربية وحل محلها الطب الغربي بمفاهيمه وتطبيقاته ، بالمقابل فاننا نرى ان التقدم العلمي لم يمنع الصين من الاحتفاظ بالنظريات الفلسفية الطبية القديمة والترويج لها وتطوير تطبيقاتها والاستفادة من العلوم الحديثة لدراستها واختبارها ، ومن المعلوم ان الفلسفة الطبية الصينية تقوم على مفهوم الين واليانغ والتوازن فيما بينهما ، وفي نفس الوقت نرى ان الهند قد احتفظت بالطب الهندي التقليدي المسمى الايورفيدا ولاشك في أننا نرى الانتشار الواسع في العالم للطب الصيني والهندي كبديل آمن وطبيعي عن الطب الحديث في معالجة الكثير من الامراض ، اما بالنسبة للطب العربي (اليوناني الاصل) فلا تكاد تسمع عنه الا في مناطق الهند وباكستان وايران حيث يعتبر احد الوسائل العلاجية المشهورة والمعتمدة رسميا هناك ، كما انه يدرس في الجامعات بل وهناك مستشفيات وعيادات خاصة بالطب العربي تحت مسمى الطب اليوناني- وما ذلك إلا لأننا تخلينا عنه ونسيناه مع أنه أثبت نجاحا رائعا وهو مرتبط بثقافقتنا وبالاعشاب المتوفرة في مناطقنا ايضا ، اضف الى ذلك انه لو تم الترويج له عبر متخصصين مؤهلين فان ذلك يؤدي الى تنشيط السياحة وايجاد فرص عمل جديدة وتنمية للأراضي غير المستغلة من اجل زراعتها بمختلف انواع الاعشاب المهمة عدى عن مد جسر ثقافي قوي بين شعوب العالم للتعريف بأحد مشاركات ومنجزات الحضارة العربية والاسلامية.
فلسفة الطب العربي
ينظر الاطباء العرب الى ان الجسم مكون من العناصر الاربعة وهي : النار والتراب والهواء والماء والتي تمثل الحالات الاربعة للمادة ، ويختلف الناس باطباعهم واشكالهم بحسب اختلاف وتفاوت امتزاج هذه العناصر في الجسد ، ويعتبرون ان لكل عنصر من العناصر خواص من ناحية الحرارة والبرودة ومن ناحية اليبوسة والرطوبة ، ويؤدي هذا الاختلاف الى تكوين اربعة انواع من الامزجة عند الناس والتي تعتبرالنتيجة لحالة التوازن للعناصر الاربعة في الجسم وما استقرت عليه وهي : الدموي والبلغمي والصفراوي والسوداوي.
العنصر الخواص المزاج
الارض بارد يابس السوداء
النار حار يابس الصفراء
الماء بارد رطب البلغمي
الهواء حار رطب الدموي

بالاضافة الى ذلك فان سوائل الجسم تتكون مما يسمى الاخلاط الاربعة حيث انه استجابة للتغير المستمر في حياة الانسان يحدث ان يغلب على هذه السوائل احد العناصر وخواصه وتخرج عن حد الاعتدال وهذه الاخلاط هي : السوداء والصفراء والبلغم والدم على اسماء الامزجة لكنها هنا تمثل سوائل الجسم.
ان الحفاظ على الصحة-حسب الطب العربي- هو الحفاظ على توازن الاخلاط الذي يؤدي الى اعتدال المزاج ممايؤدي الى قيام اعضاء الجسم بوظائفها على الشكل المطلوب وينشأ المرض من حالة عدم الاتزان في الاخلاط مما يؤدي الى الاستعداد للاصابة بامراض مختلفة حسب نوع الخلط المضطرب.
التشخيص
يعمد المعالج اولا الى تحديد مزاج الشخص عبر الفراسة (التشخيص عبر النظر الى المريض وهيئته) والاسئلة المتعلقة بنظام الاكل والحياة اليومية والحالة النفسية ومن ثم يعمد المعالج الى البحث في اية اضطرابات في الاخلاط عبر فحص النبض بالطريقة العربية القديمة من المعصم الايمن والايسر وباستخدام 3 اصابع على كل معصم ، يظهر له من خلال احساسه الدقيق والمعقد لكل نقطة اية اختلالات في الاخلاط وفي اي مكان في الجسم ، ويهتم المعالج ايضا بالنظر الى اللسان من ناحية لونه ولون الطبقة التي تكسوه وشكله والعديد من الامور الاخرى حيث يستطيع معرفة المزيد من المعلومات عن حالة المريض ، ومما يجدر الاشارة اليه هنا ان الاطباء التقليديين الصينيين والهنود يعتمدون نفس طريقة التشخيص ايضا لكن كل حضارة حسب فلسفتها الخاصة بها ، بالاضافة الى استكمال التشخيص عبر السؤال عن البول والبراز ، بعد جمع كل هذه المعلومات عن المريض يقوم بوضع خطة العلاج الملائمة.
العلاج
هناك عدة اساليب للعلاج في الطب العربي نذكر منها:
العلاج بالتدبير : كالحجامة والتدليك .
العلاج بالغذاء : عبر اتباع حمية غذائية مناسبة.
العلاج بالدواء : وهو غالبا ما يكون من الاعشاب ويؤخذ على اشكال مختلفة كالسفوف او المعجون او النقيع ,حسب خصائص الاعشاب المطلوبة كالمعدلات او المقويات او المفرحات وغيرها.


محمد الشربيني